سرخط خبرها
خانه / تفسير القران / سورة البقره / تفسير قوله تعالى ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ…)24

تفسير قوله تعالى ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ…)24

في رحاب تفسير آيات القران المجيد (24)

قال تعالى (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ،الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُواْ رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ،يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ) سورة البقرة الاية 45 الى 47 .

في هذه الايات نتعرض الى مطالب عدة

الاول : ما هو الصبر المراد في الاية

المراد من الصبر هنا في الاية ( الصوم ) هناك علاقة وتلازم بين الصبر والصوم ،فالصوم الحقيقي له اثار على نفس الانسان ،فالانسان عندما يصوم صوما حقيقيا تتسع النفس بعد ضيقها وتنطلق من عالم المادة الى عالم الارواح وتصبح تتحمل المصائب والمشاق والاوامر الالهية بالتسليم ،ولذلك جاء في الحديث (الصوم لي وانا اجزي به ) .؟ عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل : > واستعينوا بالصبر< قال : الصبر الصيام وقال : إذا نزلت بالرجل النازلة والشديدة فليصم فإن الله عز وجل يقول : ” واستعينوا بالصبر ” يعني الصيام([1]).  وفي تفسير القرطبي : الصبر في هذه الآية الصوم ، ومنه قيل لرمضان شهر الصبر فجاء الصوم والصلاة على هذا القول في الآية متناسبا في أن الصيام يمنع من الشهوات ويزهد في الدنيا ، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وتخشع ويقرأ فيها القرآن الذي يذكر الآخرة ، والله أعلم([2]).

الثاني : بعض الناس يستثقل الصلاة والصوم .

البعض من الناس يستثقل الصلاة والصوم ،يرى بان الصلاة ثقيلة عليه ولا يؤديها بحضور او اقبال للقلب والروح وبالتالي يراها ثقيلة عليه ،بخلاف البعض الاخر من الناس كالانبياء والاولياء عليهم السلام يرون الصلاة راحتهم في الدنيا لانها اقبال على الله تعالى وحضور في ملكوت الله تعالى ،فهي معراج المؤمن الى عالم الله الكبير،لذلك كان النبي صلى الله عليه واله ينتظر وقت الصلاة ويشتد شوقه ويترقب دخوله ويقول لبلال مؤذنه : أرحنا يا بلال ([3]).

عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ): كانَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله لا يُؤثِرُ عَلَى الصَّلاةِ عَشاءً ولا غَيرَهُ ، وكانَ إذا دَخَلَ وقتُها كَأَنَّهُ لا يَعرِفُ أهلًا ولا حَميمًا ([4]).

الأسود عن أبي ذر في حديث طويل عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : يا أبا ذر إن الله تعالى جعل قرة عيني في الصلاة ، وحببها إلي كما حبب إلى الجائع الطعام وإلى الظمآن الماء ، فإن الجائع إذا أكل الطعام شبع وإذا شرب الماء روي ، وأنا لا أشبع من الصلاة  ورواه الطبرسي في المكارم ، والشيخ ورام في مجموعته([5]).

 فالصلاة خير موضوع للمؤمن ، لان الانسان يعيش في قراءة ومناجاة ودعاء وركوع وسجود في محضر الله الخالق والمالك والمربي والذي سوف يستمد منه كل الطاقة الايجابية ويصرف عنه كل الطاقة السلبية التي علقت به في واقع الحياة والعمل والاصعدة المختلفة في الحياة والناس.؟

وهنا الضمير (وانها ) قد يرجع الى الصبر وقد يرجع الى الصلاة وقد يرجع الى كليهما …………؟

قال الزمخشري : “وإنها” الضمير للصلاة أو للاستعانة، ويجوز أن يكون لجميع الأمور التي أمر بها بنو إسرائيل، ونهوا عنها من قوله: اذكروا نعمتي [البقرة: 122] إلى “واستعينوا”.([6]).

الثالث : لقاء الله والرجوع اليه

الحياة فرصة كبيرة للتزود كما قال تعالى (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ) ([7]). فالدنيا عمل ولا حساب والانسان في هذا الدنيا كادح الى ربه وسوف يلاقيه شاء ام ابى ولذلك فبعض الناس استعدوا لهذا اليوم فكان لسان حالهم كما وصفهم امام العارفين علي عليه السلام ( ولَوْ لَا الأَجَلُ الَّذِي كَتَبَ اللَّه عَلَيْهِمْ – لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ – شَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ وخَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ – عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَه فِي أَعْيُنِهِمْ – فَهُمْ والْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ – وهُمْ والنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ   ) ([8]).

الرابع  : تفضيل بني اسرائيل على العالمين

المراد تفضيل بني اسرائيل على العالمين ،المقصود عالم زمانهم الذي عاش فيه اجدادهم عندما انقذهم الله من فرعون وبعث اليهم الانبياء والاوصياء عليهم السلام ،؟ واما الاسلام فهو لا شك ولا ريب افضل من بني اسرائيل لان الاسلام خاتم الاديان وان النبي الاكرم هو خاتم الاديان كما قال تعالى ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) ([9]).

____________________________________________

([1]) الكافي : الشيخ الكليني : ج4 : ص64 .

([2]) تفسير القرطبي : القرطبي : ج 1 : ص 372 .

([3]) إحياء علوم الدين : محمد بن محمد غزالي  :ج2  :ص104 . مسند أحمد ، الإمام أحمد بن حنبل ، ج5 ، ص364 .

([4])  منتخب حكم النبيّ الأعظم صلّي الله عليه و آله : محمد محمدی ری شهری : ج 1  : ص 361 .

([5]) مستدرك سفينة البحار : الشيخ علي النمازي :ج 6  :ص 319 .

([6])تفسير الزمخشري الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل : الزمخشري :ج 1 :ص 134

([7]) سورة البقرة : الاية 197 .

([8]) نهج البلاغة ، خطب الإمام علي ( ع ) ( تحقيق صالح )  ، ص303 .

([9]) سورة ال عمران : الاية 110 .

 1,175 total views,  1 views today

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

تفسير قوله تعالى(لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ …..) 136.

ليس وظيفة الانبياء اجبار الناس على الايمان ولا اجبارهم على الاتصاف بصفات الكمال والسجايا الكريمة في النفس واخراج الصفات السيئة من نفوسهم من المن والتثاقل في الانفاق ، وانما وظيفة الانبياء هو التبليغ والارشاد بافضل الوسائل الممكنة من اجل ان تصل اليهم الفكرة المراد تطبيقها في واقع الحياة ،واما الهداية الى الايمان الخالص او الى السجايا الكريمة في النفس فتنفتح النفس على الايمان والانفاق بدون المن والاذى والتثاقل فتبقى في علم الله تعالى فهو اعلم بمن ضل عن سبيله وبمن اهتدى بالاضافة الى وجود الالطاف الالهية لبعض الناس الذين يشملهم الله بلطفه بعد ان اوجدوا مقدمات الهداية باختيارهم .  

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *