حكمة التركيز في ادعية رمضان على التوفيق لحج بيت الله الحرام

 تأملات في ادعية شهر رمضان المبارك .

سألني الاخ العزيز المؤمن المهذب : ما علة تركيز الأدعية في الشهر الفضيل على التوفيق لاداء فريضة الحج رغم وجود ماهو أعظم من هذه الفريضة العباديه؟.

اقول وبالله التوفيق :

1-  عظمة الحج : قبل ذهابي الى الحج لم ادرك عظمة الحج في الاسلام وانا تأخرت كثيرا قبل الذهاب الى الحج لأني كنت مصرا ان اذهب الى الحج عن طريق القرعة وحالي من بقية الناس وليس عن طريق التبليغ وبدون أي واسطة او شيء اخر حتى استشعر بلذة الحج . وعندما ذهبت في العام قبل الماضي (2018) ادركت عظمة الحج التي بينتها روايات اهل البيت عليهم السلام ………

ولذلك قال أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) في جملة ما أوصى به وهو يُبيِّن أهمية الحج وأنه رمز بقاء الإسلام: ” … اللَّهَ اللَّهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ فَلَا يَخْلُو مِنْكُمْ مَا بَقِيتُمْ، فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا …….).

2-  ان الحج لقاء مع الله تعالى : فالحج لقاء مع الله واداء المناسك التي كتبها بجوار بيته (الكعبة) بعد ان يتحقق العبد من اركان الاسلام واصوله وفروعه، واقول ان اللقاء مع الله اشبه ما يكون حسيا لان العبد يستشعر بوجود الله في كل اجواء الحج والمناسك وهذا الاجواء قد لا يستشعر بها العبد مع بقية العبادات .

3- ان الحج لقاء بالإمام المعصوم عليه السلام : لان الامام المعصوم يحضر في الحج والمواسم وهنا يجدد العبد الولاء والبيعة للإمام عليه السلام والا فحج العبد لا قيمة له .

4- ان الحج فيه جانب الولاء والبراءة : فبعد لقاء الله ولقاء الامام المعصوم على العبد ان يعلن ولائه لله  تعالى ولدينه ولأوليائه الذين امر بطاعتهم والبراءة من الاعداء والمشركين في كل العالم  ….

5- ان الحج عملية تربوية وتهذيب للنفس عالية المضامين _ لأنها تحتوي في طياتها على سفر وهجرة واموال وترك الاهل ومناسك شاقة _تأتي بعد ان ينتهي العبد من عملية اعداد تربوية وسطى وهو الصوم وكأنما الصوم عملية مقدمة للوصول للحج وبالحج تكتمل عملية تهذيب النفس لتصل الى مرحلة النقاء التام .

6- ولأجل هذه المقدمات المهمة : جاءت ادعية اهل البيت عليهم السلام لتركز على التوفيق لحج بيت الله الحرام فلعل الله يستجيب للعبد دعائه ، ومن هذه الادعية التي يستحب الدعاء بها في شهر رمضان من اوله الى اخره بعد كل فريضة ما ورد عن الامام الصادق عليه السلام  : « اَللّهُمَّ ارْزُقْني حَجَّ بَيْتِكَ الْحَرامِ فِي عامي هذا وَفي كُلِّ عام ما اَبْقَيْتَني في يُسْر مِنْكَ وَعافِيَة، وَسَعَةِ رِزْق، وَلا تُخْلِني مِنْ تِلْكَ الْمواقِفِ الْكَريمَةِ، وَالْمَشاهِدِ الشَّريفَةِ، وَزِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَفي جَميعِ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ فَكُنْ لي، اَللّهُمَّ اِنّي اَساَلُكَ فيما تَقْضي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ المَحْتُومِ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، مِنَ الْقَضاءِ الَّذي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ، اَنْ تَكْتُبَني مِنْ حُجّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمْ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ، الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ …»

 897 total views,  1 views today