سرخط خبرها
خانه / تفسير القران / سورة ال عمران / قال تعالى : > قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَـواتِ وَمَا فِي الأرضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شيء قَدِيرٌ

قال تعالى : > قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَـواتِ وَمَا فِي الأرضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شيء قَدِيرٌ

المصباح  في تفسير آيات القرآن المجيد  (17)

 قال تعالى : > قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَـواتِ وَمَا فِي الأرضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شيء قَدِيرٌ* يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفُ بِالْعِبَادِ< (29ـ30).

نتعرض في هذه الآية  الى مطالب عدة

المطلب الاول : علم الله بكل شيء

قوله تعالى : قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ، لها في الكتاب العزيز نظائر كقوله تعالى : (وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ ) ([1]).

في الاية السابقة كانت الآية قد نهت المؤمنين عن الصداقة ومد يد العون والصداقة مع الكفار ، وقد كان الاستثناء في التقية التي اباحها الاسلام للضرورة، ولكن قد تتخذ وتستغل التقية مبررا للعلاقة مع الكفار والتعاون معهم ، ولاجل ذلك جاءت هذه الاية المباركة لكي تحذر المؤمنين عن هذه العلاقات الخفية ،لان الله يعلم خفايا وبواطن الامور فلا يخفى عليه شيء في الارض ولا السماء .

قال الطبرسي: لما تقدم النهي عن اتخاذ الكفار أولياء، خوفوا من الابطان بخلاف الإظهار فيما نهوا عنه ([2]).

ثم قال تعالى : وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَـواتِ وَمَا فِي الأرضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شيء قَدِيرٌ ، وهو دليل علم الله بكل الاشياء في الكون كله ، فعلمه تعالى بما تنطوي عليه ضمائر الناس وصدورهم هو شيء بسيط وضئيل لما يعلمه من اسرار الكون والارض والسماء ، وقد جاء هنا بالعام بعد الخاص وذكرهم مرتين على سبيل التوكيد . والله على كل شيء قدير من الاخذ والمجازاة على هذه الافعال التي تضمروها وتخفوها في انفسكم .

 المطلب الثاني : حضور الاعمال في عالم الاخرة .

والاية المباركة نظير قوله تعالى : (ووجدوا ما عملوا حاضرا) ([3]). وكذلك قوله تعالى : (علمت نفس ما أحضرت) ([4]). وقوله تعالى :  ( علمت نفس ما قدمت واخرت ) ([5]).

الآية المباركة تشير إلى حضور الحسنات والسيئات يوم القيامة ، وسيرى كل إنسان ما فعله من الخير ، وما فعله من الشر حاضرًا أمامه وكأنما يشاهد فلما لكل تفاصيل حياته . أولئك الذين يشاهدون أعمالهم الصالحة يفرحون فرحا كبيرا لانهم فازوا وسعدوا ، والذين يشاهدون أعمالهم السيئة يصيبهم الخوف والرعب ويرغبون ويتمنون في الابتعاد عنها عنها كثيرا كما قال تعالى : > تود لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدً <.

ولاجل  ذلك على الانسان قبل الرعب والخوف الذي سوف يشاهده في عرصات يوم القيامة ، وما دام في هذه الحياة عليه ان يبتعد عن الاعمال السيئة التي سوف يندم ويتألم على مشاهدتها يوم القيامة .

المطلب الثالث : من رأفته تحذير عباده .

قوله تعالى : ويحذركم الله نفسه : في التحذير الاول كان الله قد حذر المؤمنين من التعامل مع الكفار لان التعامل معهم يجعل الانسان المؤمن في ولاية الكفار ، وفي هذه التحذير يحذر الله من العمل الطالح والسيء والذي يبعد الانسان عن رحمته الله ولطفه فيدخل في دائرة السخط الالهي .

ثم قال تعالى : وَاللَّهُ رَءُوفُ بِالْعِبَادِ ، يعامل الله عباده بالرحمة والشفقة حتى في الحالات التي يحذرهم فيها ، لان الغاية من هذا التحذير هو الاصلاح الذي يوصل الانسان الى السعادة التي هي غاية خلق الانسان في هذه الحياة .فالله تعالى يحذر ويخوف العباد حتى يسيروا في الخط المستقيم الذي فيه سعادتهم وحتى لا يندموا في عالم الاخرة حيث سوف تحضر الاعمال المحفوظة والتي حفظها الله .

 يقول الطباطبائي : ان امثال هذا التعبير في موارد التخويف والتحذير إنما يؤتى بها لتثبيت التخويف وإيجاد الاذعان بأن المتكلم ناصح لا يريد الا الخير والصلاح ([6]).

 

__________________________________________

([1]) سورة البقرة ـ ٢٨٤  .

([2])مجمع البيان في تفسير القرآن : الشيخ الطبرسي    الجزء : 2  صفحة : 275

([3]) سورة الكهف : الاية 49 .

([4]) سورة  التكوير : الاية 14 .

([5]) سورة  الانفطار : الاية 5 .

([6])تفسير الميزان – السيد الطباطبائي – ج ٣ – الصفحة ١٥٧

 9,409 total views,  14 views today

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

قال تعالى : لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ……………..

ينهى الله تعالى عن ولاية الكافرين ، فلا يجوز للمؤمنين أن يتخذوا غير المؤمنين حلفاء وأنصارا ، بل يجب أن يأخذوا بعين الاعتبار ما هو في مصلحة الإسلام والمسلمين والحفاظ على هذه المصالح ،

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *