منهج الاستقامة -الموقع الرسمی للشیخ عبدالرضا البهادلی الموقع الرسمی للشیخ عبدالرضا البهادلی
اسباب الاختلاف بين الناس
رابعا : تلوث وفساد القلب والعقل
القلب تارة ننظر اليه بما هو هذه العضلة الموجودة في البدن والتي تضخ الدم من اجل حياة الانسان المادية ، وتارة ننظر الى القلب بما هو من عالم المعنى والمجردات والذي به يكون الانسان انسانا وما نقصده هو هذا القلب الذي هو من عالم المعنى والذي هو مجرد وان كان له علاقة بالقلب المادي ولكنها قد تخفى هذا العلاقة والكيفية على الكثير …
فهذا الانسان من اجل ان يعيش القلب السليم والفطرة الصحيحة لا بد ان يحافظ على قلبه من المعصية ومن كل اكلة حرام وسيئة حتى يشرق بنور الله تعالى فتتجلى له الحقيقة ،وكما قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا ).
واختلاف الناس فيما بينهم وكل انسان يدافع عن فكرته ورأيه الذي يؤمن به من دون ان يكون هذا الرأي موافقا للواقع والحقيقة سببه فساد القلب والعقل وتلوثه ، وكلما زادت الذنوب كلما زاد العمى لهذا القلب فيكون اعلاه اسفله ويكون اسفله اعلاه ….
قال تعالى ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾([1]).
وقال تعالى ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾([2]).
وقال تعالى (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾([3]).
وعن الامام الصادق عليه السلام 🙁 كان ابي يقول ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة، ان القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير اعلاه اسفله )([4]).
وقال زين العابدين عليه السلام : في الدعاء( وامات قلبي عظيم جنايتي)([5]).
اذن كلما طهر القلب تجلت الحقيقة لصاحبها ،وكلما تلوث القلب بالذنوب والمعاصي والسيئات كلما اصبح هذا الانسان يعيش العمى عن ادراك الحق والحقيقة ،فاختلاف الناس فيما بينهم وكل انسان يدافع عن فكرته ورأيه الذي يؤمن به من دون ان يكون هذا الرأي موافقا للواقع والحقيقة سببه فساد القلب والعقل وتلوثه ….
______________________________________________
([2]) سورة المطففين : الاية 14 .
([3]) سورة البقرة ك الاية 10 .
1,621 total views, 2 views today
