سرخط خبرها
خانه / نصوص و مقالات / المقالات الفکریة / بحث مختصر في الرؤية وحقيقتها .

بحث مختصر في الرؤية وحقيقتها .

بحث مختصر في الرؤية وحقيقتها

مقدمة

 الرؤية والاحلام في المنام حقيقة لا يمكن انكارها ،فما ان ينام الانسان في فراشه ويغمض عينه حتى يجد نفسه في عالم اخر يختلف عن عالم الدنيا ، فقد يشاهد الماضي وقد يشاهد   الحاضر وقد يشاهد المستقبل والمشاهد التي يراها كثيرة ومتنوعة فبعضها رموز وبعضها غير ذلك وقد يرى الاموات ويتحدث معهم وهكذا .

 وقد ورد ذكرها في القران الكريم كما في قوله تعالى (لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ  لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ) ([1]).

وقال تعالى على لسان يوسف ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) ([2]).

وعن أبي سعيد أيضا عنه صلى الله عليه وآله قال: الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزء من النبوة  ([3]).

وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله: قال: ألا إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له   ([4]).

المطلب الاول :   الرؤيا باللغة  والاصطلاح

و قال الدكتور أحمد فتح الله : الرؤيا : ما يرى في النوم ([5]).

 و قال الدكتور سعدي أبو حبيب : الرؤيا : ما يراه النائم في نومه . و يرادف الرؤيا حلم ( جمع ) أحلام . و قد غلب اسم الرؤيا على ما يراه النائم من خير ، و الحلم على ما يراه من شر . و في الحديث الشريف : ” الرؤيا من الله ، و الحلم من الشيطان “ ([6]).

قال القاضي أبو بكر بن العربي: الرؤيا إدراكات يلقيها الله تعالى في قلب العبد على يدي ملك أو شيطان، إما بأسمائها، أي حقيقتها، وإما بكناها أي بعبارتها، وإما تخليطا. ([7]).

المطلب الثاني : فلسفة الرؤى والاحلام

للانسان جنبة روحية وجنبة مادية ،فالجانب المادي هو الجسد الخارجي ،وهذا الانسان لم ينقطع عن عالم المجردات والروح فهو عندما ينام تتصل روحه في عالم اخر وهو عالم المجردات غير المحسوسة ،وعندما تتصل روحه في ذلك العالم يرى الصور في عالم المثال والتي تنتقش في ذهنه .

قال تعالى : ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا

الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى  إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ([8]).

قال المظهري : ان للانسان نفسا وروحا فعند النوم يخرج النفس ويبقى الروح أريد بالنفس قوتها التي بها العقل والتميز يعنى يسلب عنه تلك القوة ويبقى الروح التي بها الحياة والتنفس قال البغوي عن على كرم الله وجهه قال يخرج الروح عند نومه ويبقى شعاعه فى الجسد فبذلك يرى الرؤيا فاذا انتبه من النوم عاد الروح الى جسده بأسرع من لحظة- ان صح هذا الأثر فالمعنى عندى ان الروح يتوجه الى مطالعة عالم المثال خارج البدن فى عالم الملكوت وذلك خروجه عند نومه ويبقى شعاعه يعنى تعلقه بالجسد كما كان فبذلك اى بخروجه يرى الرؤيا فاذا انتبه من النوم عاد الروح اى توجه الى جسده بأسرع من لحظة([9]).

سأل محمدُ بن القاسم النوفلي الإمامَ جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أسئلة حول حقيقة المشاهد و الأشياء التي يشاهدها النائم ، فأجابه الإمام ( عليه السَّلام ) عنها باختصار ، قال : قلت لأبي عبد الله الصادق ( عليه السَّلام ) : المؤمن يرى الرؤيا فتكون كما رآها ، و ربما رأى الرؤيا فلا تكون شيئا ؟ فقال : ” إن المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة صاعدة إلى السماء ، فكل ما رآه روح المؤمن في ملكوت السماء في موضع التقدير و التدبير فهو الحق ، و كل ما رآه في الأرض فهو أضغاث أحلام ” .فقلت له : أو تصعد روح إلى السماء ؟قال : ” نعم ” .قلت : حتى لا يبقى منها شئ في بدنه ؟فقال : ” لا ، لو خرجت كلها حتى لا يبقى منها شئ إذن لمات ” .قلت : فكيف تخرج ؟فقال : ” أما ترى الشمس في السماء في موضعها و ضوئها و شعاعها في الأرض ، فكذلك الروح أصلها في البدن و حركتها ممدودة إلى السماء “([10]).

المطلب الثالث : راي علم النفس في الرؤيا

عرف فرويد الحلم على أنه نشاط تفكيري يحدث استجابةً لمنبه أو دافعٍ ما ، وهو عبارة عن سلسلة من الصور أو الأفكار أو الانفعالات التي تتمثل لعقل المرء أثناء النوم ، وقد وصف بعضهم الأحلام بأنها مسرحيات تحدث في الذهن ، وتصور بعض الجوانب اللاشعورية من حياة النائم والدوافع أو المثيرات التي تثير الأحلام بعضها سيكولوجي”([11]). مثل الرغبات العدوانية والتي تُكبت في الوعي ، أو قد يكون المثير  فسيولوجياً”([12]). مثل امتلاء المعدة بطعام ثقيل قبل النوم مما يؤدي إلى حصول أحلام أو كوابيس .

قال فرويد : إن الأحلام تنتج عن الصراع النفسي بين الرغبات اللاشعورية المكبوتة والمقاومة النفسية التي تحاول كبت هذه الرغبات اللاشعورية ومنعها من الظهور في الشعور([13]).

 وكان المتنبؤن بالأمس يقولون: “أخبرنا بأحلامك نخبرك بمستقبلك”، واليوم يقول أطباء النفس: “أخبرنا بأحلامك نشخِّص مشكلاتك ([14]).

المطلب الرابع : تقسيم الاحلام

تنقسم الرؤيا والاحلام والمشاهدات التي يراها الانسان في المنام إلى مشاهدات جميلة    يستبشر بها فيرى فيها ما يسره و يرتاح إليه ، و أخرى سيئة وقبيحة و مهولة يفزع منها الإنسان و يستيقظ على إثرها مرعوباً ، و أخرى تكون على شكل لقطات غير مترابطة و مبعثرة و التي يعبَّر عنها بأضغاث الأحلام ، أي ضغثاً من كل حلم و هي ترسبات متبقية من مجموعة ما شاهده في منامه من الأحلام التي يشاهدها الإنسان فينسى منها الكثير و لا يتذكر منها إلا بعض اللقطات ، لقطة من هنا و أخرى من هناك فتشكل بمجموعها حلماً و احداً غير مترابط الأجزاء ، أو تكون من ترسبات الأفكار و التخيلات و الأماني التي تطرأ على الفكر خلال اليقظة .

 عن محمد بن سليمان الكوفي خرج النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) إلى أصحابه ثم قال : أيها الناس إن الرؤيا على ثلاثة فالرؤيا الصادقة بشرى من الله تعالى ، و الأحلام من حديث النفس ، و الأضغاث من الشيطان ([15]).

وبتعبير اخر .

1-  الأحلام التي تكون رؤية من الله التي ترسل عبر الملائكة بهدف التنبه إلى مخاطر معينة قادمة في الحياة أو التي تسهم في تعديل سلوك الشخص وتجنيبه الإنحراف وهنا يدخل أيضاً تأنيب الضمير ، أو تكون رؤيا سارة أو بشرى للانسان الصالح.

2- الأحلام التي تكون انعكاس لحالة الشخص النفسية أو الصحية أو الأحداث التي مر بها في حياته.وهنا يمكن تطبيق نظرية فرويد في تفسيرها. ويصطلح على تسمية ذلك النوع بـ “أضغاث أحلام”.

3- الأحلام التي تأتي من الشيطان أو الجن : يمكن أن يكون مرعباً ويتضمن كوابيس ووحوش مخيفة .

المطلب الخامس : لا حجية للاحلام

لا تعتبر الاحلام والرؤيا حجة على الناس فضلا عن صاحب الرؤيا وانما هي مجرد بشارة وتنبيه ، نعم قد تكون حجة على الانبياء عليهم السلام كما في رؤيا ابراهيم عليه السلام  و التي ذكرت في القرآن الكريم كالتالي : ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ ([16]).

المطلب السادس : الرؤيا بين الوضوح والرمزية

الاحلام والرؤيا تارة تكون واضحة لا تحتاج الى تفسير فتقع بما هي هي وتارة الاحلام تكون على شكل رموز .

فمن الرؤيا الواضحة قوله تعالى في قصة ابراهيم ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ  ،فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ، وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ،  قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ ([17]).

ومن الرؤيا بالرمز قول يوسف عليه السلام : إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ([18]).

ثم قال (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ) ([19]).

كما في رؤية فرعون مصر ( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ  يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ) ([20]).

ولذلك ظهر مفسرون كثيرون على مر التاريخ  و من ابرزهم النبي إبراهيم عليه السلام ، والنبي يعقوب عليه السلام ، النبي يوسف عليه السلام ، والإمام جعفر بن محمد الصادق وينسب له كتاب (التقسيم ) ومن التابعين : محمد ابن سيرين وينسب له أكثرمن كتاب في تفسير الأحلام ،ومن أصحاب التأليفات : إبراهيم ابن عبد الله الكرماني ،الدينوري وله كتاب (القادري)، وابن الدقاق وله كتاب (الحكم والغايات في تعبير المنامات ) ،والخليلي وله كتاب ( المنتحب ) ، والسالمي وله كتاب ( الإشارة في علم العبارة )،وشهاب الدين المقدسي الحنبلي وله كتاب ( البدر المنير في علم التعبير )،وبرهان المقدسي وله كتاب ( العلم على حروف المعجم )، أبو سعيد الواعظ وله كتاب ( التعبير ) ، وعبد الغني النابلسي وله كتاب (تعطير الأنام في تعبير المنام ) .

المطلب السابع : كيف تمييز الرؤيا الصادقة

 ان الرؤية الصادقة تترسخ في الذهن بحيث لا يمكن محوها ولو طال الزمان لسنوات كثيرة ولا مانع ان تكون رمزية  ،وقد ذكرت بعض الروايات بعض العلامات للرؤيا الصادقة . قال الصادق عليه ‌السلام في جواب أبي بصير حينما سأله عن الرؤيا الصادقة والكاذبة : « وأمّا الصادقة إذا رآها بعد الثلثين من الليل مع حلول الملائكة ـ وذلك قبل السحر ـ فهى صادقة لا تختلف إن شاء الله ، إلّا أن يكون جنباً أو يكون على غير طهر أو لم يذكر الله عزّ وجلّ حقيقة ذكره ([21]).

المطلب الثامن : الكافر يرى الرؤيا الصادقة

لا يشترط ان يكون صاحب الرؤية مؤمنا صادقا ، بل يمكن ان يكون مؤمنا وقد يكون كافرا كما في رؤيا فرعون ملك مصر .

قال تعالى في رؤية فرعون مصر ( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ  يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ) ([22]).

وكذلك قال تعالى في قصة اصحاب يوسف ( وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ  إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) ([23]).

المطلب التاسع : الرؤيا بين التاخير والفورية

قد تاتي الرؤية بشكل سريع وعقب رؤيتها كما في رؤيا ابراهيم عليه السلام عندما راى ان يذبح ولده اسماعيل .

قال تعالى : ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ  ،فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ، وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ،  قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ ([24]).

وتارة الرؤيا الصالحة تتاخر عن زمان رؤيتها كما في رؤيا يوسف عليه السلام

كما في قوله تعالى : إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ([25]).

ثم قال (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ) ([26]).

وذكر ابن عبد البر في كتاب بهجة المجالس وأنس الجالس ، أنه قيل لجعفر الصادق × وهو أحد الأئمة الاثني عشر كم تتأخر الرؤيا فقال خمسين سنة لأن النبي ’ رأى كأن كلبا أبقع ولغ في دمه فأوله بأن رجلا يقتل الحسين ابن بنته فكان الشمر بن ذي الجوشن قاتل الحسين × وكان أبرص فتأخرت فتأخرت الرؤيا بعد خمسين سنة ([27]). “

المطلب العاشر : المفسر للرؤيا

يحتاج تفسير الرؤيا الى اهليه خاصة وليس كل شخص يستطيع ان يفسر الاحلام فهو علم خاص وهبه الله لخاصة اوليائه ولذلك ينبغي لمن عنده رؤية ان يقصها على شخص عارف بالرؤيا .

  قال تعالى ( قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي  إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ([28]). “

 يقول السيد عبد الله الجزائري :  مبدياً رأيه بالنسبة إلى تعبير الرؤيا : هو تطبيق المثال المحفوظ على الممثل و هو من العلوم الحدسية التي يقل الحذق فيها إلا لمن و فقه الله و للخائضين في أسرار الشريعة المقدسة الناظرين في بطون الكتاب المجيد الذي فيه تبيان كل شئ ([29]). “

 عن أبي عبد الله ( عليه السَّلام ) قال : قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : الرؤيا لا تقص إلا على مؤمن خلا من الحسد و البغي([30]). “

_____________________________________

([1]) سورة الفتح : الاية  27 .

([2]) سورة يوسف : الاية 4 .

([3])  بحار الأنوار – ط دارالاحياء التراث  : العلامة المجلسي ،  ج58   ، ص 192

([4])  بحار الأنوار – ط دارالاحياء التراث  : العلامة المجلسي ،  ج58   ، ص 192

([5])معجم ألفاظ الفقه الجعفري : 201 .

([6]) القاموس الفقهي : 101 .

([7])  شرح الزرقاني علي المواهب اللدنيه بالمنح المحمديه المؤلف : الزرقاني، محمد بن عبد الباقي    الجزء : 10  صفحة : 29

([8])  سورة الزمر : الاية 42 .

([9]) التفسير المظهري : المظهري، محمد ثناء الله ،   ج  8   ، ص 218  .

([10])  الأمالي :  الشيخ الصدوق ، ص 209 .

([11])  سيكولوجي. علم النفس هو الدراسات العلمية للسلوك والعقل والتفكير والشخصية، ويمكن تعريفه بأنه: “الدراسة العلمية لسلوك الكائنات الحية، وخصوصا الإنسان، وذلك بهدف التوصل إلى فهم هذا السلوك وتفسيره والتنبؤ به والتحكم فيه”.

([12]) علم وظائف الأعضاء أو الفسيولوجيا هو علم دراسة وظائف الأعضاء والأجهزة الحيوية ويتضمن ذلك كيف تقوم الأجهزة العضوية، والخلايا، والجزيئات الحيوية بالعمليات الكيميائية والفيزيائية في الكائنات الحية.

([13])انظر جوزيف جاسترو، الأحلام والجنس: 115، نقلاً عن الأحلام بين العلم والعقيدة: 89، لعلي الوردي، الطبعة الثانية، سنة: 1994 ميلادية، طبعة: دار كوفان / لندن.

([14])انظر فرانك كاربريو، تفسير السلوك: 279، نقلاً عن الأحلام بين العلم والعقيدة: 89، لعلي الوردي، الطبعة الثانية، سنة: 1994 ميلادية، طبعة: دار كوفان / لندن.

[15])مناقب أمير المؤمنين : 2 / 280 .

([16]) سورة الصافات :  الآيات : 102 – 105 .

([17]) سورة الصافات :  الآيات : 102 – 105 .

([18])  سورة يوسف : الاية 4 .

([19])  سورة يوسف : الاية  100 .

([20])  سورة يوسف : الاية 43 .

([21])  سورة يوسف : الاية  100

([22])  سورة يوسف : الاية 43 .

([23])  سورة يوسف : الاية 31 .

([24]) سورة الصافات :  الآيات : 102 – 105 .

([25])  سورة يوسف : الاية 4 .

([26])  سورة يوسف : الاية  100 .

([27])  : بحار الأنوار – ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 65  صفحة : 60

([28])   سورة يوسف : الاية 37 .

([29])  تحفة السنية في شرح نخبة المحسنية ( مخطوط ) : السيد عبد الله الجزائري ، ص 319 .

([30]) ميزان الحكمه (محمد محمدی ری شهری) ، الجزء : 4 ، الصفحة : 321

 13,009 total views,  3 views today

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

السر في الابداع والنجاح والتوفيق وقطف الثمار وبقاء الاثر هو الاخلاص .

الاخلاص السر في الابداع والنجاح والتوفيق وقطف الثمار وبقاء الاثر هو الاخلاص . هذه احد ...

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *