منهج الاستقامة -الموقع الرسمی للشیخ عبدالرضا البهادلی الموقع الرسمی للشیخ عبدالرضا البهادلی
اللهم اجعل محيا ي محيا محمد وال محمد ومماتي ممات محمد وال محمد .
شرح مختصر لعبارة (اللهم اجعل محياي محيا محمد وال محمد ومماتي ممات محمد وال محمد) .
هذه الفقرة والعبارة واردة في زيارة عاشوراء العظيمة وفي هذه الفقرة عدة امور ….
اولا : اهمية الدعاء
الدعاء روح العبادة ومخّها لانه توجه الى الله المطلق من الفقير المطلق ، الدعاء سلاح الانبياء ، والدعاء مفتاح الرحمة الإلهيّة، ووسيلة التقرّب إلى اللّه، وموجب لتلبية الطلبات.
عن حريز، عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يقول: ” إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ” قال: هو الدعاء وأفضل العبادة الدعاء([1]).
عن الرضا (عليه السلام) أنه كان يقول لأصحابه: عليكم بسلاح الأنبياء، فقيل: وما سلاح الأنبياء؟ قال: الدعاء([2])..
وقال النبي (صلى الله عليه وآله): ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدر أرزاقكم ؟ قالوا: بلى، قال: تدعون ربكم بالليل والنهار، فإن سلاح المؤمن الدعاء([3])..
ولذلك دعا القرآن الكريم الانسان الى التوسل والدعاء بايات متعددة فقال مرّةً: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾([4]).. وقال اُخرى: ﴿ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾([5])..
وقال ثالثةً: ﴿ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾([6]).. بل قيمة الانسان في الدعاء فيقول: ﴿قُلْ مَا يَعْبَؤُاْ بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ﴾([7]).
وكلما كان الدعاء بقلب صادق وتوجه حقيقي استجاب الله الدعاء فيقول: ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾([8])..
ولاجل ذلك علينا الدعاء بصدق وتوجه حقيقي ان تكون حياتنا حياة محمد وال محمد ومماتنا ممات محمد وال محمد .
ثانيا : ما حياة محمد وال محمد
حياة اهل البيت عليهم السلام حياة علم ومعرفة وبصيرة ووعي ، وصدق وامانة ، وحياة عبادة ، حياة عمل ، حياة تضحية ،حياة اخلاق تواضع ، حياة اخلاص ، حياة خدمة ، حياة زهد . ومن اراد ان يفهم اهل البيت عليهم السلام عليه ان يراجع ويطلع على زيارة الجامعة ولا سيما الفقرات الاولى من الزيارة والواردة في كتب ومصارد مهمة في كتب الشيعة .
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَوْضِعَ الرِّسَالَةِ وَمُخْتَلَفَ الْمَلَائِكَةِ وَمَهْبِطَ الْوَحْيِ وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ وَخُزَّانَ الْعِلْمِ وَمُنْتَهَى الْحِلْمِ وَأُصُولَ الْكَرَمِ وَقَادَةَ الْأُمَمِ وَأَوْلِيَاءَ النِّعَمِ وَعَنَاصِرَ الْأَبْرَارِ وَدَعَائِمَ الْأَخْيَارِ وَسَاسَةَ الْعِبَادِ وَأَرْكَانَ الْبِلَادِ وَأَبْوَابَ الْإِيمَانِ وَأُمَنَاءَ الرَّحْمَنِ وَسُلَالَةَ النَّبِيِّينَ وَصَفْوَةَ الْمُرْسَلِينَ وَعِتْرَةَ خِيَرَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.
السَّلَامُ عَلَى أَئِمَّةِ الْهُدَى وَمَصَابِيحِ الدُّجَى وَأَعْلَامِ التُّقَى وَذَوِي النُّهَى وَأُولِي الْحِجَى وَكَهْفِ الْوَرَى وَوَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَثَلِ الْأَعْلَى وَالدَّعْوَةِ الْحُسْنَى وَحُجَجِ اللَّهِ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَالْأُولَى وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
السَّلَامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللَّهِ وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللَّهِ وَحَفَظَةِ سِرِّ اللَّهِ وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللَّهِ وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللَّهِ وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله عليه وآله وسلم وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
السَّلَامُ عَلَى الدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ وَالْأَدِلَّاءِ عَلَى مَرْضَاةِ اللَّهِ وَالْمُسْتَقِرِّينَ فِي أَمْرِ اللَّهِ وَالتَّامِّينَ فِي مَحَبَّةِ اللَّهِ وَالْمُخْلِصِينَ فِي تَوْحِيدِ اللَّهِ وَالْمُظْهِرِينَ لِأَمْرِ اللَّهِ وَنَهْيِهِ وَعِبَادِهِ الْمُكْرَمِينَ الَّذِينَ لٰا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
السَّلَامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الدُّعَاةِ وَالْقَادَةِ الْهُدَاةِ وَالسَّادَةِ الْوُلَاةِ وَالذَّادَةِ الْحُمَاةِ وَأَهْلِ الذِّكْرِ وَأُولِي الْأَمْرِ وَبَقِيَّةِ اللَّهِ وَخِيَرَتِهِ وَحِزْبِهِ وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ وَحُجَّتِهِ وَصِرَاطِهِ وَنُورِهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
لسَّلَامُ عَلَى الدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ وَالْأَدِلَّاءِ عَلَى مَرْضَاةِ اللَّهِ وَالْمُسْتَقِرِّينَ فِي أَمْرِ اللَّهِ وَالتَّامِّينَ فِي مَحَبَّةِ اللَّهِ وَالْمُخْلِصِينَ فِي تَوْحِيدِ اللَّهِ وَالْمُظْهِرِينَ لِأَمْرِ اللَّهِ وَنَهْيِهِ وَعِبَادِهِ الْمُكْرَمِينَ الَّذِينَ لٰا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. ([9])..
وفي رواية عن النبي صل الله وعليه واله قال : عن أبي ذر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها الله ربي فليتول عليا بعدي([10])..
عن ابن عباس ان قال قال النبي صلى الله عليه وآله: من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها ربى فليوال عليا من بعدي وليوال وليه وليقتد بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي وزقوا فهما وعلما ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين منهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي([11])..
ثالثا : ما ممات محمد وال محمد
رحل اهل البيت عليهم السلام عن دار الفناء الى دار البقاء والملكوت من اجل الدين ودفاعا عن الاسلام وماتوا على الاستقامة والايمان والاكثر منهم شهداء في ساحة المعركة كما في الامام الحسين عليه السلام واهل بيته او قتلوا غدرا كما في الامام علي عليه السلام او قتلوا في السم كما في الامام الحسن المجتبى والكاظم والرضا وبقية الائمة عليهم السلام ….
وقد ورد هذا المعنى عن أبي الصلت الهروي ، قال : سمعت الإمام الرضا [عليه السلام] يقول : « والله ، ما منا إلا مقتول شهيد » .([12])..
والانسان المؤمن عندما تكون حياته حياة محمد وال محمد حتما وجزما سوف تكون وفاته وعاقبته وخاتمته مثل وفاة وخاتمة محمد وال محمد وهو حسن العاقبة ….
واجمل عطاء عطاء الامام الحسين واهل بيته في كربلاء فقد قدم الامام الحسين كل شيء في سبيل الله ومن اجل دين الله وما احسن ما قاله الشاعر على لسان الامام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء …..
تَرَكْتُ الخلقَ طُرَّاً فِـي هَوَاكاْ ، وأَيتمْتُ الـعِـيالَ لِـكَي أَرَاكَاْ
وَلَو قطّعتَنِي في الحُـبِّ إِرْبَاً ،،، لَما مَالَ الفُؤادُ إِلى سِوَاكَاْ([13])..
فخذ ما شئت يا مولاي مني.. أنا القربان وجهني نداك
أتيتك يا إلهي عند وعدي ..منيبا علني أحظى رضاك
أنا المشتاق للقيا فخذني..وهل لي منية إلا لقاك
أقدم كل ما عندي فداء ..و مالي رغبة إلافداك
سلكت الكرب و الأهوال دربا.. و جئت ملبيا أخطو خطاك
وطلقت الحياة بساكنيها ..وعفت الأهل ملتمسا قراك
فهذي أخوتي صرعى ضحايا ..و أولادي قرابين هناك
وهذا طفلي الظامي ذبيحا.. فهل وفيت ياربي علاك؟
وهذي نسوتي حسرى سبايا.. تحملت البلايا من عداك
يموت أحبتي و جميع قومي ..و يبقى الدين يرفل في هداك
___________________________________
([1])الكافي – الشيخ الكليني – ج ٢ – الصفحة ٤٦٨
([2])الكافي – الشيخ الكليني – ج ٢ – الصفحة ٤٦٨
([3])الكافي – الشيخ الكليني – ج ٢ – الصفحة ٤٦٨
([4]) سورة البقرة : الاية 186 .
([6]) سورة الأعراف : الاية 55 .
([7]) سورة الفرقان : الاية 77 .
([9])عيون أخبار الرضا (ع) – الشيخ الصدوق – ج ١ – الصفحة ٣٠٥
([10])تاريخ مدينة دمشق – ابن عساكر – ج ٤٢ – الصفحة ٢٤٢
([11])مناقب آل أبي طالب – ابن شهر آشوب – ج ١ – الصفحة ٢٥١
([12])البحار ج49 ص320 وج27 ص209 والأمالي للصدوق ص120 .
([13])نثر الامام الحسین علیه السلام المؤلف : الجديع، حيدر محمود الجزء : 1 صفحة : 89
4,692 total views, 2 views today
