سرخط خبرها
خانه / تفسير القران / سورة ال عمران / قال تعالى (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ…..

قال تعالى (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ…..

في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد  (4)

قال تعالى (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُواْ الْأَلْبَابِ)سورة آل عمران (7) .

 نتعرض في هاتين الايتين  الى مطالب عدة

المطلب الاول : معنى المحكم في القرآن

الايات المحكمة ، هي الايات التي الواضحة الجلية والتي يفهم معناها الجميع بمجرد قرائتها والاستماع اليها ولا تتطلب فهما دقيقا كي يصل الانسان الى معرفتها .وقد صارت هذه الايات ام الكتاب اي القواعد التي يرجع اليها عند عدم الفهم والوضوححتى يمكن فهم ما اغمض من الايات الاخرى لذلك قال تعالى { آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ}.

ومن أمثلة الايات المحكمة قوله تعالى : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ([1]). . . واللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ([2]). . . لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ ([3]).. . إِنَّ اللَّهً لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ([4]). . . وأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها([5]). ، واشباه هذه الايات التي يفهم معناها الجميع ولا تحتاج الى تفسير .

قال القرطبي :>اختلف العلماء في المحكمات والمتشابهات على أقوال عديدة ; فقال جابر

بن عبد الله ، المحكمات من آي القرآن ما عرف تأويله وفهم معناه وتفسيره<([6]).

وقال الزمخشري محكمات>أحكمت عبارتها بأن حفظت من الاحتمال والاشتباه<([7]).

المطلب الثاني : المتشابه في القرآن  

المتشابه هو اللفظ الذي يكون له عدة معاني ويمكن من خلال القرائن فهم هذا اللفظ سواء عرفنا ذلك من خلال آيات اخرى في الكتاب العزيز او من خلال رواية عن النبي ’ او اهل البيت ^كما هو الحال في المجاز والكناية .

قال في تاج العروس :> المُتَشابِهُ : ما لم يُتَلَقَّ مَعْناه من لَفْظِه، و هو على ضَرْبَيْن: أَحَدُهما إِذا رُدَّ إلى المُحْكَمِ عُرِفَ مَعْناه، و الآخَرُ ما لا سَبِيل إلى مَعْرفَةِ حَقِيقَتِه<([8]).

ومن امثلة ذلك قوله تعالى : {الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}([9]). فهذه الكلمة كما تدل على الجلوس وهذا يدل على التجسم، كذلك يدل على القوة والسيطرة ،وهنا يمكن لنا من الرجوع الى الاية المحكمة كما في قوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} ([10]) لكي تنفي لنا الجسمية عن الله ليتعين المعنى الاخر وهو القوة والهيمنة والسيطرة والقدرة الالهية

 وهكذا في مثل قوله تعالى :{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }([11])  فهذه الاية للوهلة الاولى قد يفهم منها اننا نستطيع النظر الى الله بالعين المجردة ، ولكن قوله تعالى :{لاَّ تُدْرِكُهُ

الأبْصَارُ}([12]) ينفي الرؤية بتاتا ولهذا ارتفع الالتباس .

قال الطباطبائي :> انما يختص ذلك بالآيات المتشابهة التي لا يحيط بعلمها الا الله، كالآيات الظاهرة في الجسيمة والمجئ والاستواء والرضا والسخط والأسف وغيرها من الأوصاف المنسوبة اليه جل جلاله وكذلك الآيات الظاهرة في نسبة الذنب إلى الرسل والأنبياء المعصومين عليهم السلام<([13]) .

ويمكن ادخل غير هذه الايات باعتبار ان هذه الايات وقعت مثارا للاختلاف في تفسيرها وتاويلها كاية التطهير:>إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا<([14]) .

واية الولاية :>إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ<([15]) .

ولكن كما قلنا ان امثال هذه الايات يمكن الرجوع في فهمها الى الايات المحكمة او احاديث النبي ’ او القرائن ولذلك يزول الابهام والتشابه.

المطلب الثالث : الزيغ في القلب

زيغ القلب هو الانحراف عن العقل والفطرة السليمة وذلك لاستيلاء الشيطان على القلب وهيمنة النفس الامارة بالسوء ، فبدل ان يكون هذا القلب عرش الله صار هذا القلب عرشا للشيطان ولذلك تتشابه عليه الصور فيحسب ما هو الحق باطلا وما هو الباطل حقا ،والنتيجة الطبيعية لهؤلاء انهم يتبعون المتشابه وليس المحكم وذلك ابتغاء الفتنة في المجتمع .وقد قال تعالى :> فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ<

المطلب الرابع : اختلاف العلماء في الواو    

اختلف العلماء في واو ههذه الاية المباركة :> وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ< هل هذه >الواو< في هذه الاية واو العطف فيكون الذي يعلم تأويل الكتاب الله والراسخون في العلم ، او ان >الواو< استئناف فيكون الراسخون في العلم يؤمنون به بالمحكم والمتشابه لانه من عندالله.

قال القرطبي : اختلف العلماء في >والراسخون في العلم< هل هو ابتداء كلام مقطوع مما قبله ، أو هو معطوف على ما قبله فتكون الواو للجمع . فالذي عليه الأكثر أنه مقطوع مما قبله ، وأن الكلام تم عند قوله إلا الله<([16]) .

المطلب الخامس : من هم الراسخون في العلم

الرسوخ هو الثبوت والصلابة في الشيء .ومنه رسخ الايمان في قلب زيد اي ثبت في قلبه

قال الاندلسي :الرسوخ: الثبوت. قال الشاعر

لقد رسخت في القلب مني مودة * لليلى أبت أيامها أن تغيرا  ([17]) .

 والانبياء عليهم السلام والاولياء لطهارتهم وعبادتهم وتقواهم وقربهم من الله تعالى لا بد ان يكونوا من الراسخين في العلم واليقين والا فكيف لهم ان يهدوا الاخرين قبل ان يصلوا الى مرحلة الرسوخ واليقين والعلم ومن هنا قال امير المؤمنين × : > أنا القرآن الناطق ، وأنا كتاب اللَّه الجامع »([18]) وكذلك عن رسول الله ’ :>علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض<([19]) .وكان ابن عباس يقول : أنا من الراسخين في العلم ، أنا أعلم تأويله([20])

وعن بريد بن معاوية ، عن أحدهما عليهما السلام في قوله الله عز وجل : >وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ، ’ أفضل الراسخين في العلم ، قد علمه الله عز وجل جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل ، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله ، وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله ، والذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم  فيهم بعلم ، فأجابهم الله بقوله ” يقولون آمنا به كل من عند ربنا ” والقرآن خاص وعام ومحكم ومتشابه ، وناسخ ومنسوخ ، فالراسخون في العلم يعلمونه<([21]) .

وقال الثعلبي في تفسيره ؛قال قوم: الواو في قوله >الراسخون في العلم< واو العطف، يعني أن تأويل المتشابه يعلمه الله ويعلمه الراسخون في العلم وهم مع علمهم يقولون: >آمنا به< وهو قول مجاهد والربيع،ومحمد بن جعفر بن الزبير،واختيار القتيبي قالوا: معناها يعلمونه ويقولون آمنا به فيكون قوله: يقولون، حالا والمعنى: الراسخون في العلم قائلين آمنا به([22])  .

وعلى هذا يمكن ترجيح القول بان هذه الواو هي واو العطف بان الذي يعلم تاويله هم الله والراسخون في العلم ولذلك فهؤلاء > يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُواْ الْأَلْبَابِ< وهو كمال التسليم لله تعالى

____________________________________

([1]) سورة الاخلاص ، الاية 1 .

([2]) سورة البقرة ، الاية 282 .

([3]) سورة النساء ، الاية 40 .

([4])   سورة الاعراف ، الاية 28 .

([5]) سورة غافر ، الاية 59 .

([6])تفسير القرطبي ،القرطبي ،ج 4 ،ص 9 .

([7]) تفسير الكشاف ،ابو القاسم محمود بن عمر الزمخشري ،ج1 ، ص 528 ، مكتبة العبيكان ،سنة النشر: 1418 هـ – 1998

رقم الطبعة: الطبعة الأولى.

([8])تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 19  صفحة : 51

([9])سورة طه: الاية 5 .

([10])سورةالشورى: الاية11 .

([11]) سورة القيامة: الاية 22 ـ 23 .

([12]) سورة الأنعام: الاية 103 .

([13])القرآن في الإسلام المؤلف : العلامةالطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 40

([14])  الآية 33 من سورة الأحزاب

([15])  الآية 55 من سورة المائدة

([16])  تفسير القرطبي ، محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ،ج4 ، ص17 ، دار الفكر .

([17])  تفسير البحر المحيط ، أبي حيان الأندلسي ،ج 2 ،ص 387 .

([18])  تفسير المحيط الأعظم والبحر الخظم في تأويل كتاب الله العزيز المحكم ، السيد حيدر الآملي ، ج3 ، 81 .

([19])  ميزان الحكمة ، محمدي الريشهري ،ج 1 ،ص 139 .

([20])تفسير البغوي ، البغوي ، أبو محمد ،ج 1 ،ص 412 ،   احياء التراث

([21]) الكافي ، الكليني ، ج1 ، ص213 .

([22])تفسير الثعلبي المؤلف : الثعلبي    الجزء : 3  صفحة : 13

 1,679 total views,  2 views today

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

قال تعالى : > قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَـواتِ وَمَا فِي الأرضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شيء قَدِيرٌ

المصباح  في تفسير آيات القرآن المجيد  (17)  قال تعالى : > قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا ...

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *