سرخط خبرها
خانه / تفسير القران / سورة ال عمران / قال تعالى : شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُو الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ…….. الْحَكِيمُ

قال تعالى : شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُو الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ…….. الْحَكِيمُ

  في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد  (11)

قال تعالى : {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُو الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جاءهمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهِ سَرِيعُ  الْحِسَابِ فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِىَ للَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِّلَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالأمِّيِّينَ ءَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}  سورة آل عمران ،الآية (18ـ20).

نتعرض في هذه الآيات  الى مطالب عدة

 المطلب الاول : اعظم شهادة في كتاب الله

اعظم شهادة هي شهادة الله تعالى لنفسه ، وشهادة الله على وحدانيته هو انه تعالى يسر سبل الدليل الذي يدل عليه .

 وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد .

 فالله تعالى هو الشاهد الذي خلق هذا الكون كله الذي يرى والذي لا يرى في كل حقائقه واختلافاته وتنوعاته التي تبهر العقول ، وهو الذي يمده في العطاء واسباب البقاء فهذا الكون حاضر عند الله تعالى في كل ذرة من ذراته لا يعزب عن علمه أي حركة من حركاته .

قال الكلبي : لما ظهر رسول الله ’ بالمدينة قدم عليه حبران من احبار اهل الشام  ، فلما أبصرا المدينة قال أحدهما لصاحبه: ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبي الذي يخرج في آخر الزمان!. فلما دخلا على النبي صلى الله عليه واله وسلم عرفاه بالصفة والنعت، فقالا له: أنت محمد؟ قال (نعم). قالا: وأنت أحمد؟ قال: (نعم).

قالا: نسألك عن شهادة، فإن أنت أخبرتنا بها آمنا بك وصدقناك. فقال لهما رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: (سلاني). فقالا: أخبرنا عن أعظم شهادة في كتاب الله. فأنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه واله وسلم ” شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط ” فأسلم الرجلان وصدقا برسول الله صلى الله عليه واله وسلم([1]).

 المطلب الثاني : فهم التوحيد

اساس الدين فهم التوحيد فمن لم يفهم التوحيد لم يفهم الدين وكل الاختلاف والفساد في الاديان والمذاهب اساسه عدم فهم التوحيد ولذلك قال علي عليه السلام : (اول الدين معرفته)([2]).

   عن المقدام بن شريح بن هانئ، عن أبيه، قال: إن أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: يا أمير – المؤمنين أتقول: إن الله واحد؟ قال: فحمل الناس عليه، قالوا: يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: دعوه، فإن الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم([3]).

المطلب الثالث : الملائكة واولو العلم

الذين يشهدون لله تعالى الوحدانية هم

1- الملائكة : هؤلاء الذين عرفوا الله تعالى وذابوا في عبادة الله وطاعة الله وخضعوا لله تعالى بكل الخضوع وهم الذين يسبحون بحمد ربهم ولا يشكون في الله طرفة عين وهم عباد الله المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون كما قال تعالى :  {عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}([4]).

2- اولوا العلم : المصداق الاكمل لاولي العلم هم الانبياء والرسل والائمة ثم  من بعدهم العلماء والذين مدحهم الله تعالى ورفع درجاتهم . إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ([5]).

هؤلاء العلماء الذين عرفوا الله تعالى وعرفوا قوانينه في الوجود وعرفوا عظمة الله وقدرته وحكمته وان كل الاشياء في هذا العالم انما هي تتحرك في فلك الله تعالى

 المطلب الرابع : قيام الله بالقسط

علاقة الله تعالى في الوجود علاقة عدالة فهو قد اعطى كل شيء خلقه بما يستحقه ولم ينقص منه شيء ،فالله تعالى لم يظلم شيئا من عباده الذين خلقهم وفي كل الاكوان والعوالم بل اوصل لكل مخلوق ما يحتاجه وما يستحقه وهذا هومن كمال عدله .

 ولاجل  ذلك قال ( لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ ) فهو القوي المقتدر  و (الْحَكِيمُ ) العالم الذي يضع الامور في مواضعها ، فارجع البصر هل ترى من فطور .

 المطلب الخامس : ان الدين عند الله الاسلام

جاء في نهج البلاغة عن الإمام علي(ع) أنه قال: «لأنسُبَنَّ الإسلام نسبةً لم ينسبها أحد قبلي: الإسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار، والإقرار هو الأداء، والأداء هو العمل»([6]).

الاسلام ليس مجرد كلمة فارغة يقولها الانسان او هي انتماء كالانتماء الى العشيرة او الطائفة بل الانتماء الى الاسلام كما يصفه امير المؤمنين  بأجمل واخصر عبارة ، هو التسليم ويسلموا تسليما ، والتسليم بمعنى ان يبذل الانسان نفسه الى الله تعالى وان يرضى بأحكام الله تعالى كلها حلوها ومرها، ثم على الانسان ان يكون له يقين بالله تعالى وباليوم الاخر ولا شك في الله تعالى ،ثم ان يكون عنده التصديق وهو الايمان الخالص الذي لا يشوبه شائبة ، ثم يجب ان يكون بعده الاقرار وهو الالتزام والقناعة بالانتماء بكل ما جاء به الدين  ومن خلال ذلك ينطلق الانسان في رحاب الاسلام ليكون الانسان عاملا في خط الدين .

مشكلتنا اليوم وما يعانيه الاسلام هو عدم نفوذ هذه المفاهيم الى افراد الامة ، والنتيجة اصبح الاسلام مجرد فكرة وانتماء في الجنسية .

المطلب السادس : سبب اختلاف اهل الكتاب

ان من اهم الاسباب التي تبعد الناس عن الدين الحقيقي هو الحسد وحب السلطة والرئاسة والاموال والجاه والمكانة الاجتماعية .

لا يختلف الناس على احقية الدين فكريا وعلميا وانما يكون الاختلاف لعدم خضوع الانسان نفسه للحق والحقيقة ، فالحق ليس امرا بسيطا يمكن للانسان ان يخضع له ، فما يمنع الانسان عن قبول الحق هو عدم قدرته على ترك السلطة والملك والاموال والجاه ولا سيما من قبل الرؤساء والقادة والزعماء والذين يعتبرون انفسهم لهم مكانة اجتماعية. ولأجل تثبطهم في مواقع فهم يقفون امام الحق ويضلون الناس ويثيرون العداوة والحقد والتشويه للدين الحقيقي الجديد ، والا فالحق والدين الاسلامي واضح الدلائل والبينات وهو معروف لديهم ولو سلم هؤلاء لله تعالى وخضعوا لما حدثت هذه المشاكل والمواجهات .

المطلب السابع : الكفر يستتبعه العقاب السريع

الكفر يستتبع العقاب الالهي وذلك لان هذا الكفر نتيجة العناد والحقد والحسد وعدم الاعتراف بالدين الالهي الحق مع وجود البينات والدلائل والبراهين . ولاجل ذلك قال تعالى  ومَن يَكْفُرْ بِآياتِ اللَّهِ فَإنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحِسابِ …..

المطلب الثامن : اسلم لله وجهك عند المحاججة

وان جادلوك بعد بيان الحجج والبراهين والبينات وهذا الخطاب سواء لاهل الكتاب ام للاعم منهم ، فتوجه الى الله واسلم وجهك الى الله تعالى، والتسليم الى الله بمعنى الخضوع بالقلب الى الله تعالى . إنِّي وجَّهْتُ وجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ والأرْضَ حَنِيفًا وما أنا مِنَ المُشْرِكِينَ »([7]).

وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وأسْلَمْتُ وجْهِيَ، أيْ: أخْلَصْتُ نَفْسِيَ وعَمَلِيَ لِلَّهِ وحْدَهُ، لَمْ أجْعَلْ لَهُ شَرِيكًا بِأنْ أعْبُدَهُ وأدْعُوَ إلَهًا مَعَهُ، يَعْنِي أنَّ دِينِي التَّوْحِيدُ، وهو الدِّينُ القَدِيمُ الَّذِي ثَبَتَ عِنْدَكم صِحَّتُهُ، كَما ثَبَتَ عِنْدِي وما جئت بشيء بديع حتى تجادلوني فيه ([8]).

وقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ والأُمِّيِّينَ أأسْلَمْتُمْ :وهم اليهود والنصارى وكذلك مُشْرِكُو العَرَبِ([9]). هل اسلمتم ، فَإنْ أسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا  أيْ: إنْ دَخَلُوا في الإسْلامِ فَقَدْ حَصَلَتْ لَهُمُ الهِدايَةُ ،وإنْ تَوَلَّوْا فَإنَّما عَلَيْكَ البَلاغُ ،ولاجل ذلك فلا يضروك اذا تولوا وابتعدوا عن خط الهداية .

واللَّهُ بَصِيرٌ بِالعِبادِ : فالله تعالى عالم بالعباد ومحيط بأعمالهم الظاهرية والباطنية،وسوف يجازيهم على ايمانهم وكفرهم .

___________________________________

([1])    تفسير القرطبي – القرطبي – ج ٤ – الصفحة ٤١

([2])  شرح نهج البلاغة (ابن ابي الحديد) ، الجزء : 1 ، الصفحة : 73

([3])    التوحيد – الشيخ الصدوق – الصفحة ٨٣

([4])  [الأنبياء:26ـ27]

([5])  [فاطر:28].

([6])  نهج البلاغة – خطب الإمام علي (ع) – ج ٤ – الصفحة ٢٩

([7])  [الأنعام: ٧٩]

([8]) الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل – الزمخشري – ج ١ – الصفحة ٤١٩

([9])  مجمع البيان في تفسير القرآن – ط مؤسسة الأعلمي للمطبوعات المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 2  صفحة : 261

 2,461 total views,  3 views today

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

قال تعالى : > قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَـواتِ وَمَا فِي الأرضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شيء قَدِيرٌ

المصباح  في تفسير آيات القرآن المجيد  (17)  قال تعالى : > قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا ...

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *