سرخط خبرها
خانه / تفسير القران / سورة ال عمران / قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ

قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ

  في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد  (12)

قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُولَـئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخرةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ .

نتعرض في هاتين الآيتين  الى مطالب عدة

المطلب الاول : الكفر طريق الى الجرائم

الكفر بالله والضلال والانحراف عن الصراط يؤدي الى مختلف الجرائم ومنها الاعتراض على آيات الله تعالى والوقوف بوجه الانبياء والاولياء عليهم السلام، وكذلك يؤدي الى قتل الانبياء والصالحين وقتل الذين يقومون بدور الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع .

والخطاب موجه الى اهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين قتلوا الانبياء والاولياء عليهم السلام وقتلوا الذين كانوا يقومون بدور الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .

عن قتادة في قوله :”ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس”، قال: هؤلاء أهل الكتاب، كان أتباع الأنبياء ينهونهم ويذكِّرونهم، فيقتلونهم ([1]).

وهذا ما نراه في واقعنا اليوم ان الدول المستكبرة والظالمة والفاسدة التي تدعي انها من اهل الكتاب تقوم بمواجهة الدين وبشتى المؤامرات من اجل اسقاط الدين وتشويه رجاله ، ولأجل ذلك فهم لا مانع عندهم من قتل كل الصالحين الذين يقومون بتكليفهم من اجل رسالات الاسلام .

المطلب الثاني : أشد الناس عذابا يوم القيامة

مما لا ريب فيه ان الذين يقومون بمواجهة الانبياء والاعتراض عليهم وقتل الانبياء والاولياء عليهم السلام اشد الناس عذابا يقوم القيامة وهذا مما صرحت به الروايات الشريفة ،ولاجل ذلك قال تعالى عن هؤلاء (فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )

أخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ عَنْ أبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرّاحِ قالَ: قُلْتُ يا رَسُولَ اللَّهِ : أيُّ النّاسِ أشَدُّ عَذابًا يَوْمَ القِيامَةِ؟ قالَ: رَجُلٌ قَتَلَ نَبِيًّا أوْ رَجُلًا أمَرَ بِالمَعْرُوفِ ونَهى عَنِ المُنْكَرِ، ثُمَّ قَرَأ الآيَةَ(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ) ثُمَّ قالَ ’ : يا أبا عُبَيْدَةَ قَتَلَتْ بَنُو إسْرائِيلَ ثَلاثَةً وأرْبَعِينَ نَبِيًّا أوَّلَ النَّهارِ في ساعَةٍ واحِدَةٍ فَقامَ مِائَةُ رَجُلٍ وسَبْعُونَ رَجُلًا مِن عِبادِ بَنِي إسْرائِيلَ، فَأمَرُوا مَن قَتَلَهم بِالمَعْرُوفِ ونَهَوْهم عَنِ المُنْكَرِ فَقُتِلُوا جَمِيعًا مِن آخِرِ النَّهارِ مِن ذَلِكَ اليَوْمِ فَهُمُ الَّذِينَ ذَكَرَ اللَّهُ تَعالى»([2]).

المطلب الثالث : احباط اعمال الكافرين

الإحباط في اللغة ، بمعنى الإبطال ، يقال : أحْبَطَ عَمَلَ الكافر ، أيّ أبطله([3]).

ان جريمة قتل الانبياء والاولياء والذين يقومون بالقسط والعدل بالأمر بالمعروف والنهي في المجتمع  جريمة كبرى لها تبعات في الدنيا والاخرة . ففي عالم الدنيا هناك احباط وبطلان للاعمال التي جاءوا بها  من صدقات واعمال بر وصلة رحم وغيرها من اعمال الخير فلا تنفعهم في سعادتهم في الدنيا ،وفي عالم الاخرة لا ناصر ولا شفيع لهم واي خسارة اعظم من ذلك . لذلك قال تعالى : أُولَـئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخرةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ}.

قال الطباطبائي : فمحصل الآية كسائر آيات الحبط هو ان الكفر والارتداد يوجب بطلان العمل عن أن يؤثر في سعادة الحياة ([4]).

__________________________________________________

([1])جامع البيان – إبن جرير الطبري – ج ٣ – الصفحة ٢٩٣

([2])  جامع البيان – إبن جرير الطبري – ج ٣ – الصفحة ٢٩٤

([3]) معجم مقاييس اللغة – أبو الحسين أحمد بن فارس زكريا – ج ٢ – الصفحة ١٢٩

([4])     تفسير الميزان – السيد الطباطبائي – ج ٢ – الصفحة ١٦٩

 495 total views,  1 views today

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

قال تعالى : > قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَـواتِ وَمَا فِي الأرضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شيء قَدِيرٌ

المصباح  في تفسير آيات القرآن المجيد  (17)  قال تعالى : > قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا ...

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *