سرخط خبرها
خانه / نصوص و مقالات / المقالات الفکریة / ضرورة زهد الحاكم في الاسلام

ضرورة زهد الحاكم في الاسلام

ضرورة زهد الحاكم في الاسلام

يجب ان تتوفر في الحاكم وفق النظرية الاسلامية صفات مهمة ومن اهم صفات الحاكم في الاسلام صفة الزهد في هذه الحياة ،يقول امير المؤمنين عليه السلام : أأقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر، أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش .

هذا النص من النصوص التي يجب ان تكتب بالذهب ويعلق في البيوت ويكون مقياسا لكل حاكم في الاسلام ،فاذا توفر الزهد في الحاكم فهو ممن يدور في دائرة الاسلام والا فهو خارج عن دائرة الاسلام . فهذا النص يختصر لنا فلسفة الحاكم في الاسلام واختصار الحاكم في الاسلام هو الحياة البسيطة فلا يتميز الحاكم بالسيارات الفارهة والقصور الكبيرة ،ولا بالبذخ في الاثاث والموائد ، والذهب والفضة والجواهر والتحف وغيرها من زينة الحياة الدنيا .

يقول الإمام علي (عليه السلام) – في زهد النبي (صلى الله عليه وآله) : ويكون الستر على باب بيته فتكون فيه التصاوير فيقول: يا فلانة – لإحدى أزواجه – غيبيه عني، فإني إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها، فأعرض عن الدنيا بقلبه، وأمات ذكرها من نفسه، وأحب أن تغيب زينتها عن عينه ……..

وهكذا كان علي عليه السلام في فترة حكمه وهي الفترة التي كثرت فيها الاموال وتوسعت لتوسع البلاد الاسلامية وكان تاتيه الاموال من كل مكان ،ولكن مع ذلك كانت حياته بسيطة كما كان يصفها في رسالته لابن حنيف : ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ، ومن طعمه بقرصيه. …فوالله ما كنزت من دنياكم تبرا، ولا ادخرت من غنائمها وفرا .

وكان يقول لاهل الكوفة :يا أهل الكوفة، إذا أنا خرجت من عندكم بغير راحلتي، ورحلي وغلامي فلان، فأنا خائن. فكانت نفقته تأتيه من غلته بالمدينة بينبع، وكان يطعم الناس منها الخبز واللحم، ويأكل هو الثريد بالزيت.

ولو اغمضنا الطرف عن التاريخ الى واقعنا المعاصر نجد ان الامام الخميني رضوان الله عليه عندما اسقط شاه ايران وكانت ايران اجمل بلد في غرب اسيا والمنطقة وصارت اجمل قصور الشاه في يده لم نر الامام الخميني او قادة الثورة قد نزلوا بهذه القصور بل رجع الى بيته في قم ثم ذهب الى طهران وعاش الامام الخميني في بيت بسيط جدا .

وهكذا اليوم الامام الخامنئي حفظه الله بعد رحيل الامام الخميني يعيش في بيت بسيط وحياة بسيطة بعيدة عن البطر والترف والزينة …

وهذا هو منهج وخط الاسلام وهذا من اسرار نجاح ثورته وبقائها واستمرارها ان القائد يعيش كما يعيش الفقراء في المجتمع .

ولا شك بان فلسفة زهد القائد والحاكم في الاسلام يستفاد منه امور ومنها :

1- حتى يكون اسوة وقدوة للمجتمع وذلك لان المجتمع خليط من الاغنياء والفقراء بل لعل بعضهم لا يحصل على قوت يومه ، وبالتالي اذا راى الفقير القائد زاهدا في حطام الدنيا في مسكنه وملبسه ومأكله مثل بقية الرعية سوف لا يتاذى الفقير من فقره .؟

2- ان القائد عندما يزهد في حطام الدنيا سوف يشعر بمعاناة الناس وفقر الفقير والمحتاج والمعوز من الامة التي يقودها وبالتالي يسعى الى رفع فقر الفقير وحاجات الناس الضرورية ولا ينام وهو يعيش البطر والشبع .

وكنت اتمنى من القادة الاسلاميين في العراق القليل من الزهد وليس الكثير ،ولكن حب الدنيا راس كل خطيئة ….. ؟؟؟

 976 total views,  1 views today

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

السر في الابداع والنجاح والتوفيق وقطف الثمار وبقاء الاثر هو الاخلاص .

الاخلاص السر في الابداع والنجاح والتوفيق وقطف الثمار وبقاء الاثر هو الاخلاص . هذه احد ...

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *