بایگانی برچسب: غسل الجنابه

المشهور بين العلماء ان الكتب السماوية كالتوراة والانجيل والزبور وصحف ابراهيم نزلت دفعة واحدة من رب العالمين الى الانبياء عليهم السلام ،وقد استدل بعضهم بهذه الايات مثل قوله تعالى (َكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْها بِقُوَّةٍ ) ([2]).  وكذلك قوله تعالى (وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْواحَ وَفِي نُسْخَتِها هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) ([3]). ويخالف البعض الاخر في ذلك فيدعي نزوله التدريجي، واما القران الكريم فيتفق كذلك العلماء ان نزول القران الكريم كان بشكل تدريجي مدة مكوث النبي صلى الله عليه واله في امته ،حتى يمكن ان يواكب تطور الاحداث الواقعية وما تحتاجه الناس من احكام الهية مستجدة وغيرها من الحكم ([4]).  

في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (38) قال تعالى (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ ) سورة البقرة الاية (83) . نتعرض في هذه الاية المباركة الى ...

لعل اكثر الديانات المنحرفة والحركات الدينية المزيفة وعلى مر التاريخ عندما تظهر في الوسط الاجتماعي تقوم بدورين ؟ 1- دعواها بانها تمثل الخط القويم والصحيح للدين وان الذي يخالفها مصيره النار  . 2- تسقط الديانات والافكار الاخرى وبدون اي حجة ومنطق وانما مجرد شعارات وانشاءات تمرر على البسطاء . واول من قام بهذا الدور هم اليهود فهم دائما يفترضون انفسهم الافضل والاحسن والاكمل وانهم شعب الله المختار ، ومن هنا جاءت الحركة الوهابية لانها انبثقت من نفس الفكر اليهودي ،وهكذا اي حركة تظهر بهذا الاسلوب وتدعي انها الخط الصحيح والاخرين يمثلون الباطل سواء كانت يهودية او اسلامية شيعية ام سنية تظهر بهذا الشكل يجب ان نرى ونتحقق من جذور هذا الدين وهذه الحركة .

الاختلاف بين الناس .الاختلاف بين الناس طبيعة بشرية وقد عبر القران عن هذه الطبيعة في القران الكريم بقوله تعالى :  ( وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ). احد اهم الاسباب لاختلاف الناس هو ضيق التفكير وسعته وهذا نابع من ذات الشخص فبعض الاشخاص لهم نفوس كبيرة ولذلك يكون تفكيرهم فيه مساحة واسعة بخلاف بعض الاشخاص نفوسهم ضيقة وبالتالي تكون مساحة تفكيره ضيقة ،ومن هنا نرى حتمية الاختلاف فمن يكون تفكيره ضيقا يختلف عن الشخص الذي يكون تفكيره واسعا وبعيد ........؟

تحدث القران الكريم عن بني اسرائيل واليهود بايات كثيرة استعرضها، وقد اتعبوا انبيائهم عليهم السلام ولا سيما موسى عليه السلام الذي اجرى الله على يده الكثير من المعاجز، فمع وجود الايات والبينات والدلائل والبراهين الكثيرة ولكنهم كانوا يعاندون ويريدون الدين على اهوائهم وليس كما يريد الله تعالى على منهج الانبياء عليهم السلام ،فكيف يمكن ان يؤمنوا برسالة الاسلام والنبي الخاتم صلى الله عليه واله وهذا هو تاريخهم ،لذلك فلا خير يرجى منهم في الايمان برسالة السماء ولذلك لا تتعب نفسك معهم يا رسول الله ،واليهود لا زالوا وكما نراهم اليوم فهم اساس كل بلاء وتآمر في الدنيا ويستخدمون كل الوسائل الخسيسة للوصول للاهداف الدنيوية .؟

تغيير النفس وتحولها من معصية الله الى طاعة الله كالصعود الى الجبل الشاهق الوعر ............؟

لعل من لطف الله على المجتمعات المعاصرة لم يجعل المسخ الجسماني فيهم بحيث تتغير صورهم الظاهرية الى اشكال القردة والخنازير وبقية البهائم والحيوانات مهما فعلوا من الذنوب والسيئات والمعاصي والجرائم في عالم الدنيا ، ولكن اجل الله ذلك الى يوم القيامة، كما ورد عن النبي ، صلى اللَّه عليه وآله : « يحشر بعض الناس على صور تحسن عندها القردة والخنازير » ([4]).ولكن المسخ الذي يقع على الناس في عالم الدنيا جراء الذنوب والمعاصي واكل الحرام والفساد في الارض والجرائم التي يرتكبها بعض الناس هو المسخ الروحاني او القلبي فيكون ظاهر الانسان غير باطنه ،كما ورد عن الامام امير المؤمنين عليه السلام ( فَالصُّورَةُ صُورَةُ إِنْسَان، وَالْقَلْبُ قَلْبُ حَيَوَان ) ([5]). ؟

ان الانبياء والاولياء عليهم السلام يمتلكون الاسم الاعظم وبه يستطيعون ان يتصرفوا في الوجود كما يتصرف الشخص بالدرهم يقلبه كيف يشاء ، لان الوجود ممكن وكل ممكن يقع في حيز التصرف فلا يمكن ان يقف شيء امام القدرة الالهية (كن فيكون)،ولكن هذا التصرف وتغيير الاشياء وتحولها من شيء الى شيء اخر يحتاج . 1- المصلحة الشديدة والاكيدة ،وهنا بني اسرائيل كانوا بحاجة شديدة الى الماء لانهم في التيه وقد طلب موسى عليه السلام الماء من الله تعالى (واذ استسقى موسى لقومه ) . 2- الاذن الالهي ، كما ورد في قوله تعالى (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ) ([1]) . ولذلك  لا يمكن للانبياء والاولياء استخدام الاسم الاعظم وان كانوا يملكونه الا بالاذن الالهي والا فسوف يخرجون عن دائرة الطاعة الالهية ولا يكون فرق بينهم وبين غيرهم ،ولذلك جاء الاذن الالهي فقال الله تعالى لموسى (فقلنا اضرب بعصاك الحجر).

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن تواضع لله رفعاه ومن تكبر وضعاه) .

نعم الله كثيرة جدا لا يمكن احصائها كما قال تعالى ( وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) ([8]) . ولذلك الانسان بحاجة الى الشكر الدائم لله تعالى المنعم والمتفضل وعلى بني اسرائيل ان يشكروا الله كثيرا على نعمه وعلى نعمة ارجاعهم بعد موتهم . قال الطبرسي: وقوله: (لعلكم تشكرون) أي: لكي تشكروا الله على نعمه التي منها رده الحياة إليكم. وفي هذا إثبات لمعجزة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، واحتجاج على مشركي العرب الذين كانوا غير مؤمنين بالبعث([9]) .