سرخط خبرها
خانه / تفسير القران / سورة البقره / تفسير قوله تعالى (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً……) (37) .

تفسير قوله تعالى (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً……) (37) .

في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (37)

قال تعالى (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ،بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ، وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) سوورة البقرة الاية من 80 الى 82 .

نتناول في هذه الايات عدة مطالب

الاول : الديانات المنحرفة والادعاءات الباطلة

لعل اكثر الديانات المنحرفة والحركات الدينية المزيفة وعلى مر التاريخ عندما تظهر في الوسط الاجتماعي تقوم بدورين ؟

1- دعواها بانها تمثل الخط القويم والصحيح للدين وان الذي يخالفها مصيره النار  .

2- تسقط الديانات والافكار الاخرى وبدون اي حجة ومنطق وانما مجرد شعارات وانشاءات تمرر على البسطاء .

واول من قام بهذا الدور هم اليهود فهم دائما يفترضون انفسهم الافضل والاحسن والاكمل وانهم شعب الله المختار ، ومن هنا جاءت الحركة الوهابية لانها انبثقت من نفس الفكر اليهودي ،وهكذا اي حركة تظهر بهذا الاسلوب وتدعي انها الخط الصحيح والاخرين يمثلون الباطل سواء كانت يهودية او اسلامية شيعية ام سنية تظهر بهذا الشكل يجب ان نرى ونتحقق من جذور هذا الدين وهذه الحركة .

الثاني : الرد الالهي على الادعاء اليهودي

الله تبارك وتعالى لا يجامل احدا لانه غني عن العالمين والقوانين هي الحاكمة ،ولذلك يرد على ادعاء اليهود الذين قالوا لن تمسنا النار الا اياما معدوات ،وهو في الحقيقة رد صارم على كل شخص ومن اي ديانة كانت يدعي بهذا الادعاء وان الله سوف يدخله النار اياما معدوات وسوف يذهب بعدها الى الجنة او لعل بعضهم يدعي انه سوف يدخل الجنة وان ارتكب المعاصي وجاء بالسيئات لانه يحب اهل البيت عليهم السلام او يقيم لهم العزاء وهو يرتكب المعاصي ويستهين بالذنوب ولا يقوم بالواجبات …؟ واختلف المفسرون في هذه الايام التي ادعاها اليهود .

قال الطبري في تفسيره : قالت اليهود : لا نعذب في النار يوم القيامة إلا أربعين يوما مقدار ما عبدنا العجل وكذلك كانت تقول : إنما الدنيا سبعة آلاف سنة ، وإنما نعذب مكان كل ألف سنة يوما([1]) .الى غير ذلك من الاراء .

ومن هنا قال تبارك وتعالى لهؤلاء اليهود

1- هل اتخذتم عند الله عهدا بانكم سوف تدخلون النار اياما معدوات وبعدها تخرجون الى جنات النعيم ،فان الله سوف لن يخلف وعده ،ولكن هذه دعوة بلا دليل فاين دليلكم على الدعوى ؟.

2- ام تقولون على الله ما لا تعلمون ،وهذا يدخل في باب الكذب على الله تبارك وتعالى ،فانكم بقولكم هذا تكذبون على الله تعالى والكذب قبيح عليكم ،فاذن لا دليل على قولكم .

الثالث: لعل البعض يقول ما هي حاجة الله الى ان يدخل العصاة النار ؟

اقول ان الله تعالى وان كان لا يلتذذ بدخول العصاة الى النار، ولكن الله يريد ان يقيم القسط والعدل في عالم الاخرة فعالم الدنيا ومهما كان لا يتسع لاقامة العدل الالهي بشكله المطلق ،ولكن عالم الاخرة هو العالم الحقيقي لاقامة القسط والعدل بين الناس فيسوق الكافرين والظالمين والفاسدين الذين عاثوا في الارض الفساد الى النار كي ياخذوا جزائهم من الله في محكمة العدل الالهي .

الرابع : ميزان الدخول الى النار

الله تبارك وتعالى حدد ان الدخول الى النار هو كسب السيئة والسيئة قد يكون الشرك والكفر بالله تعالى ، وقد تكون الذنوب يقوم بها العبد باختياره وهي تشمل جميع الذنوب والمعاصي الكبيرة وكل ما هو خارج عن حدود الله تعالى ، ولكن بعد ذلك قال (واحاطت به خطيئته )فهنا والله العالم ان الذنوب تحيط بالقلب فلا يفلح بعدها ابدا ،وهذا واضح ضمن الحركة الجوهرية فالانسان اذا عصى الله ولم يتب فسوف يستمر في المعاصي ، لذلك ورد في الحديث عن الصادقين عليهم السلام ما يوضح هذا المفهوم عنه ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب انمحت وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبدا ([2])

قال الشيخ الطبرسي :اختلف في السيئة بين : الشرك ، او الذنوب التي أوعد الله عليها النار . والقول الأول يوافق مذهبنا ، لأن ما عدا الشرك لا يستحق به الخلود في النار عندنا .وقوله ( أحاطت به خطيئته ) فالمراد : إنها سدت عليهم طريق النجاة ([3]) .

الخامس : ميزان الدخول الى الجنة

الفوز بالجنة والنعيم الابدي في عالم الاخرة هو الايمان بالله وبالرسل وبالاحكام التي جاءت من اجل تنظيم حياة الانسان في هذه الحياة والاستقامة وهي العمل الصالح . وقد جاء في الحديث الشريف : ان سفيان الثقفي قال : قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال قل ربي الله ثم استقم قلت يا رسول الله ما أكثر ما تخاف علي فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه ثم قال هذا  ([4]) .والاستقامة هي العمل الصالح ،لذلك قال تعالى : ( وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) .

_________________________________________________________

([1]) تفسير الطبري جامع البيان ت شاكر : الطبري، أبو جعفر : ج 2  : ص 274 . التبيان في تفسير القرآن ، الشيخ الطوسي ، ج1 ، ص323 .

([2]) ميزان الحكمه : محمد محمدی ری شهری : ج 9  :ص 238 .

([3]) تفسير مجمع البيان ، الشيخ الطبرسي ، ج1 ، ص281 .

([4]) مسند أحمد ، الإمام أحمد بن حنبل ، ج 3 ، ص 413 .

 560 total views,  1 views today

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

تفسير قوله تعالى(لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ …..) 136.

ليس وظيفة الانبياء اجبار الناس على الايمان ولا اجبارهم على الاتصاف بصفات الكمال والسجايا الكريمة في النفس واخراج الصفات السيئة من نفوسهم من المن والتثاقل في الانفاق ، وانما وظيفة الانبياء هو التبليغ والارشاد بافضل الوسائل الممكنة من اجل ان تصل اليهم الفكرة المراد تطبيقها في واقع الحياة ،واما الهداية الى الايمان الخالص او الى السجايا الكريمة في النفس فتنفتح النفس على الايمان والانفاق بدون المن والاذى والتثاقل فتبقى في علم الله تعالى فهو اعلم بمن ضل عن سبيله وبمن اهتدى بالاضافة الى وجود الالطاف الالهية لبعض الناس الذين يشملهم الله بلطفه بعد ان اوجدوا مقدمات الهداية باختيارهم .  

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *