سرخط خبرها
خانه / تفسير القران / سورة البقره / قال تعالى ( وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ …..)43 .

قال تعالى ( وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ …..)43 .

في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (43)

قال تعالى ( وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) سورة البقرة الاية من 103 الى 105.

نتعرض في هذه الايات الى مطالب عدة

الاول: حركة الانسان وفق الحكمة والعلم حتى لا يندم

كما نحن نقول احيانا في حياتنا عندما نسير في الطريق الخطا او نستخدم الاسلوب الخطأ او اي شيء نمارسه او نعمله بشكل غير صحيح فنقول (لو ما فعلت كذا وكذا ،لو ما ذهبت الى هذا العمل …….) ولكن ذلك لا ينفع، لان الامر قد وقع وبعد وقوع الامر لا ينفع الندم ،ولذلك على الانسان عندما يتحرك ويخطو الى العمل والفعل والقول عليه التفكير المنطقي الذي يكون فيه النتائج الصحيحة على مستوى الدنيا والاخرة ،ولذلك الله تبارك وتعالى ومن باب الشفقة على بني اسرائيل يقول كان الاجدر بهم والاولى والافضل ان يؤمنوا برسالة النبي الخاتم ’ ويتقوا المعاصي والسحر بدل المماطلة والمعاندة من اجل المصالح الدنيوية ولكن كيف تنقذ من هو يريد الضلال ويتمسك به ،افانت تنقذ من في النار.

قال البيضاوي : (ولو أنهم آمنوا بالرسول والكتاب. واتقوا بترك المعاصي، كنبذ كتاب الله واتباع السحر لمثوبة من عند الله خير جواب لو، وأصله لأثيبوا مثوبة من عند الله خيرا مما شروا به أنفسهم) ([1]) .

الثاني : الله يعلم المؤمنين كيف يخاطبون النبي

تعددت الاراء في المراد من هذه الاية المباركة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا ….) فهل هي من الرعونة ، ام لان اليهود كانوا يقولونها ام هي من الجاهلية او لان مشركي العرب كانوا يتلفظونها([2]) .

وعلى أي حال ان الله تبارك وتعالى يريد بهذا ان يعلم المؤمنين كيف يخاطبون النبي ’ بادب ولا يستخدمون أي عبارة فظة وغليظة وكذلك يمكن ان تكون هذه اللفظة عند الاعداء ولها معاني اخرى يمكن ان يستخدمها اعدائهم للحط من قدر نبيهم ’ فالاعداء ولا سيما اليهود ومنذ وجودهم ولحد اليوم يستخدمون كل الوسائل من اجل السخرية بالاسلام والمسلمين والتآمر عليهم ما وجدوا الى ذلك سبيلا ، ومن اساليب الاستهزاء والسخرية ( لفظة راعنا ) فهذه الكلمة عند اليهود تستخدم في الشتيمة والسب والاستهزاء والسخرية(اسمع لا سمعت ) كما في قوله تعالى (مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا) ([3]) .

  قال ابن عباس : كان المسلمون يقولون للنبي صلى الله عليه واله وسلم : راعنا . على جهة الطلب والرغبة – من المراعاة – أي التفت إلينا ، وكان هذا بلسان اليهود سبا ، أي اسمع لا سمعت ، فاغتنموها وقالوا : كنا نسبه سرا فالآن نسبه جهرا([4]) .

 ولذلك نهى الله تعالى المؤمنين عندما يخاطبون النبي القول بها ،بل يبدلونها بكلمة اخرى وهي انظرنا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا) والانظار بمعنى الامهال وهو الذي يريدونه من رسول الله بان يمهلهم عندما يتحدث معهم حتى يحفظوا ما يقول لهم من الامور الدينية وحتى لا يحتاج الى التكرار والاعادة .

قال الطبرسي : ومعنى أنظرنا : يحتمل وجوها أحدها : انتظرنا نفهم ونتبين ما تعلمنا والآخر : فقهنا وبين لنا يا محمد والثالث : أقبل علينا . ويجوز أن يكون معناه انظر إلينا ، فحذف حرف الجر([5]) .

الثالث : الحسد طبيعة انسانية الا ما رحم ربي

في هذه الاية المباركة كانما خصص الحسد وعدم التمني للخير من قبل اليهود والمشركين للمسلمين فقال تعالى (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ ….) ولكن الحسد وعدم تمني الخير ليس طبيعة فقط عند اليهود واهل الكتاب والمشركين بل الحسد طبيعة انسانية في عموم الناس الا ما رحم ربي ،فبعض الناس قد انعم الله عليه بكل شيء من الامور المادية ولكنه مع ذلك لا يتمنى الخير لغيره ،ولذلك جاء الاسلام العظيم ليؤكد على تهذيب النفس والاخلاق وانه (: لا يُؤمِنُ أحَدُكُم حَتّى يُحِبَّ لِأَخيهِ ما يُحِبُّ لِنَفسِهِ ) ([6]) .وكذلك   عنه صلى الله عليه و آله : أحِبَّ لِلنّاسِ ما تُحِبُّ لِنَفسِكَ تَكُن مُؤمِنا ) ([7]) . وكذلك (لا يَكونُ المُؤمِنُ مُؤمِنا حَتّى يُحِبَّ لِلمُؤمِنينَ ما يُحِبُّ لِنَفسِهِ ) ([8]) .

فعلى الانسان ان لا يهمل نفسه من اجل حبه لحطام الدنيا فتكون خسارته كبيرة في الدنيا والاخرة .

___________________________________________________________________

([1])  تفسير البيضاوي انوار التنزيل واسرار التاويل ، ناصر الدين البيضاوي،ج 1 ،ص 98 .

([2])  التبيان في تفسير القرآن ، الشيخ الطوسي ، ج 1 ، ص387 .

([3]) سورة النساء ، الاية 46 .

([4]) تفسير القرطبي ، القرطبي ،ج 2 ،ص 57 .

([5]) تفسير مجمع البيان ، الشيخ الطبرسي ، ج 1 ، ص 336 .

([6]) موسوعة ميزان الحکمة ، محمد الريشهری ،ج 5 ،ص 427 .

([7]) موسوعة ميزان الحکمة ، محمد الريشهری ،ج 5 ،ص 427 .

([8]) موسوعة ميزان الحکمة ، محمد الريشهری ،ج 5 ،ص 427 .

 499 total views,  1 views today

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

تفسير قوله تعالى(لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ …..) 136.

ليس وظيفة الانبياء اجبار الناس على الايمان ولا اجبارهم على الاتصاف بصفات الكمال والسجايا الكريمة في النفس واخراج الصفات السيئة من نفوسهم من المن والتثاقل في الانفاق ، وانما وظيفة الانبياء هو التبليغ والارشاد بافضل الوسائل الممكنة من اجل ان تصل اليهم الفكرة المراد تطبيقها في واقع الحياة ،واما الهداية الى الايمان الخالص او الى السجايا الكريمة في النفس فتنفتح النفس على الايمان والانفاق بدون المن والاذى والتثاقل فتبقى في علم الله تعالى فهو اعلم بمن ضل عن سبيله وبمن اهتدى بالاضافة الى وجود الالطاف الالهية لبعض الناس الذين يشملهم الله بلطفه بعد ان اوجدوا مقدمات الهداية باختيارهم .  

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *