سرخط خبرها
خانه / تفسير القران / سورة البقره / تفسير قوله تعالى ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا …..)55

تفسير قوله تعالى ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا …..)55

في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (55)

قال تعالى ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ، رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) سورة البقرة من 127 الى 129.

في هذه الايات الكريمة مطالب

اولا : ابراهيم واسماعيل يبنون البيت الحرام

هناك رايان في تاريخ بناء الكعبة المشرفة فبعض قال ان الكعبة كانت قبل ابراهيم وان ابراهيم جاء فجددها ،وهناك راي اخر يقول ان اول من بنى الكعبة هو ابراهيم عليه السلام وساعده ولده اسماعيل ،وعلى كل حال الامر سهل سواء كانت قبل ابراهيم او بناها ابراهيم عليه السلام فهي الان موجودة وعلى المسلمين تقديس مكة لانها بيت الله الحرام .

قال محمد رضا في تفسيره: ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ) ظاهر في أنهما هما اللذان بنيا هذا البيت لعبادة الله تعالى في تلك البلاد الوثنية ، ولكن القصاصين ومن تبعهم من المفسرين جاءونا من ذلك بغير ما قصه الله – تعالى – علينا ، وتفننوا في رواياتهم عن قدم البيت ، وعن حج آدم ومن بعده من الأنبياء إليه ، وعن ارتفاعه إلى السماء في وقت الطوفان ، ثم نزوله مرة أخرى ، وهذه الروايات يناقض أو يعارض بعضها بعضا([1]) .

 وقد فرض الله علينا حج بيته الحرام لمن استطاع اليه سبيلا ،كما في قول أمير المؤمنين ( فرض اللَّه عليكم حج بيته الحرام الذي جعله قبلة للأنام يردونه ورود الانعام ، ويألهون – أي يفزعون – إليه ولوه الحمام ، جعله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته ، وإذعانهم لعزته . جعله سبحانه للإسلام علما ، وللعائذين حرما ) ([2]) .

ثانيا : الدعاء الى الله بقبول العمل

على الانسان ان لا يكون مغرورا بعلمه او عمله وانما يطلب ويرجو من الله التسديد والقبول ،فان الانسان قد يعمل الاعمال ولكن يبقى قبولها عند الله تعالى تابعا الى نية الانسان وقلبه واخلاصه فلعل بعض الناس يعمل الاعمال ولكن لا تكون مقبولة عند الله تعالى كما قال تعالى (وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ) ([3]) .وقال تعالى(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) ([4])

ولذلك نرى ابراهيم مع مقامه العالي والكبير وهو ابو الانبياء عليهم السلام يقف بين يدي الله تعالى ويطلب منه ان يتقبل منه هذا العمل الذي قام به بامر الله تعالى كما حكى الله عنه( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

ثالثا : الاسلام هو الانقياد والاذعان حدوثا وبقاء

على الانسان ان يعلم ان الاسلام والدين؟ البقاء في خط الاسلام والدين والاحكام والتسليم والاذعان والانقياد الى الله تبارك وتعالى في كل ما امر ونهى الى نهاية عمر الانسان وليس فقط فترة زمنية محددة من عمر الانسان وبعدها يجوز له ان يعمل ما يشاء ،كما يحلو للبعض ذلك ،ولذلك ابراهيم عليه السلام يطلب من الله تعالى ان يقيمه على الاسلام والتسليم والانقياد كما اختاره ووفقه اول مرة، وكذلك ابراهيم يطلب من الله تعالى ان يرزقه الذرية المسلمة لله تعالى والمنقادة وقد ستجاب الله له ذلك في وجود ال محمد صلوات الله عليهم وهناك راي اخر ان المقصود بالذرية الامة الاسلامية  لانها من ذرية اسماعيل عليه السلام .

قال الفيض : (ومن ذريتنا ) : واجعل بعضذريتنا ( أمة ) : جماعة يأمون ، أي يقصدون ويقتدى بهم ( مسلمة لك ) . قال : ” هم أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ” . وفي رواية :” بنو هاشم “([5])

رابعا : طلب التوبة لا يلازم الذنب

الانبياء عليهم السلام لا يرتكبون الذنب المتعارف الذي يرتكبه الناس ولكنهم يعرفون الله تبارك وتعالى ولذلك فهم يرون انفسهم لا قيمة لهم امام الله تعالى لذلك نرى الامام السجاد عليه السلام يقول في الدعاء (إلهِي لَوْلا الْواجِبُ مِنْ قَبُولِ أمْرِكَ لَنَزَّهْتُكَ مِنْ ذِكْرِي إيَّاكَ، عَلى أَنَّ ذِكْرِي لَكَ بِقَدْرِي، لا بِقَدْرِكَ، وَما عَسى أَنْ يَبْلُغَ مِقْدارِي، حَتّى أُجْعَلَ مَحَلاًّ لِتَقْدِيسِكَ، وَمِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ عَلَيْنا جَرَيانُ ذِكْرِكَ عَلى أَلْسِنَتِنَا، وَإذْنُكَ لَنا بِدُعآئِكَ، وَتَنْزِيهِكَ وَتَسْبِيحِكَ) ([6])

خامسا : النبي الاكرم دعوة ابراهيم

النبي الاكرم ’ هو دعوة ابراهيم عليه السلام وهذا مما اتفق عليه اعلام الامة من السنة والشيعة وقد ورد في ذلك روايات كثيرة .

 لذلك قال تعالى في سورة الجمعة (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ ويُزَكِّيهِمْ ويُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ والْحِكْمَةَ وإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ([7])

قال بن كثير: يقول تعالى إخبارا عن تمام دعوة إبراهيم لأهل الحرم أن يبعث الله فيهم رسولا منهم ، أي من ذرية إبراهيم . وقد وافقت هذه الدعوة المستجابة قدر الله السابق في تعيين محمد صلوات الله وسلامه عليه رسولا في الأميين إليهم ، إلى سائر الأعجمين ، من الإنس والجن ، كما قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا معاوية بن صالح ، عن سعيد بن سويد الكلبي ، عن عبد الأعلى بن هلال السلمي ، عن العرباض بن سارية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إني عند الله لخاتم النبيين ، وإن آدم لمنجدل في طينته ، وسأنبئكم بأول ذلك ، دعوة أبي إبراهيم ، وبشارة عيسى بي ، ورؤيا أمي التي رأت ، وكذلك أمهات النبيين يرين ” . ([8])

وقال أمير المؤمنين عليه السلام ( بعث اللَّه محمدا صلى الله عليه واله وليس أحد من العرب يقرأ كتابا ، ولا يدعي نبوة ولا وحيا ) ([9])

_____________________________________________________

([1])تفسير المنار المؤلف : محمد رشيد رضا    الجزء : 1  صفحة : 384

([2])نهج البلاغة ط-مطبعة الإستقامة (محمد عبده) ، الجزء : 1 ، الصفحة : 21

([3]) سورة الفرقان : الاية 23 .

([4]) سورة الكهف : الاية 103 ، 104 .

([5]) تفسير الأصفى ، الفيض الكاشاني ، ج1، ص61 .

([6])  مفاتيح الجنان (الشيخ عباس القمي) ، الجزء : 1 ، الصفحة : 189

([7]) سورة الجمعة : الاية 2 .

([8])تفسير ابن كثير (ابن كثير) ، الجزء : 4 ، الصفحة : 385

([9])ميزان الحكمة (محمدي الريشهري) ، الجزء : 4 ، الصفحة : 3207

 1,572 total views,  1 views today

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

تفسير قوله تعالى(لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ …..) 136.

ليس وظيفة الانبياء اجبار الناس على الايمان ولا اجبارهم على الاتصاف بصفات الكمال والسجايا الكريمة في النفس واخراج الصفات السيئة من نفوسهم من المن والتثاقل في الانفاق ، وانما وظيفة الانبياء هو التبليغ والارشاد بافضل الوسائل الممكنة من اجل ان تصل اليهم الفكرة المراد تطبيقها في واقع الحياة ،واما الهداية الى الايمان الخالص او الى السجايا الكريمة في النفس فتنفتح النفس على الايمان والانفاق بدون المن والاذى والتثاقل فتبقى في علم الله تعالى فهو اعلم بمن ضل عن سبيله وبمن اهتدى بالاضافة الى وجود الالطاف الالهية لبعض الناس الذين يشملهم الله بلطفه بعد ان اوجدوا مقدمات الهداية باختيارهم .  

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *