سرخط خبرها
خانه / تفسير القران / سورة البقره / تفسير قوله تعالى ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ….) 85 .

تفسير قوله تعالى ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ….) 85 .

 في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (85)

قال تعالى ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ،وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ،فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ) سورة البقرة من الاية 190 الى 193 .

نتعرض في هذه الايات الى مطالب عدة

الاول : مفهوم الجهاد في الاسلام

الجهاد لغة: الجِهَاد: َهُوَ المُبَالَغة واسْتِفْراغ مَا فِي الوُسْع والطَّاقة مِنْ قَوْلٍ أَوْ فعْل. يُقَالُ جَهَدَ الرجُل فِي الشَّيء: أَيْ جَدَّ فِيهِ وبالَغ([1])

وصطلاحا : عرف الجهاد بتعاريف متعددة

1-  جهاد النفس : عن علي عليه السلام : اعلَموا أنَّ الجِهادَ الأكْبَرَ جِهادُ النَّفْسِ، فاشْتَغِلوا بجِهادِ أنْفُسِكُم تَسْعَدوا([2])

2- جهاد المراة : > وَجِهادُ الْمَرْأَةِ انْ تَصْبِرَ عَلى‌ ما تَرى‌ مِنْ اذى‌ زَوْجِها وَ غَيْرَتِهِ<([3]). وكذلك حديث > جِهادُ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ<([4])

 3-  الجهر بالحق في مواجهة الباطل والظلم والجور ،

كما عن النبي ’> أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِر <([5]) و> أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ<([6])

4- الكد على العيال وطلب الرزق الحلال عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) قال : «الكاد على عياله ، كالمجاهد في سبيل الله»([7]).

5- الجهاد بالمعنى الفقهي: عرّفه الفقهاء ، وشرعا بذل النفس وما يتوقف عليه من المال في محاربة المشركين أو الباغين على وجه مخصوص ، أو بذل النفس والمال والوسع في إعلاء كلمة الإسلام وإقامة شعائر الإيمان([8]).

الثاني : غاية الجهاد في الاسلام

الجهاد في الاسلام ليس من اجل التوسع والهيمنة والسيطرة ونهب اموال البلاد واستعباد شعوبها كما هو حال دول العالم المستكبر وانما غاية الجهاد في الاسلام تحرير الشعوب من عبودية غير الله واقامة القسط والعدل في المجتمع  .

قال السيد الطباطبائي : فالقتال إنما هو لدفع الفتنة لا لاعتناق الدين والعقيدة . فالاسلام لا يقاتل عبطة واختيارا وإنما يحرجه الأعداء فيلتجئ إليه اضطرارا ولا يأخذ منه إلا بالوسائل الشريفة فيحرم في الحرب والسلم التخريب والاحراق والسم وقطع الماء عن الأعداء كما يحرم قتل النساء والأطفال وقتل الاسرى ويوصي بالرفق بهم ، كل تلك الأعمال التي أبى شرف الاسلام ارتكاب شئ منها مع الأعداء في كل ما كان له من المعارك والحروب قد ارتكبتها بأفظع صورها وأهول أنواعها الدول المتمدنة في هذا العصر الذي يسمونه عصر النور نعم أباح عصر النور قتل النساء والأطفال والشيوخ والمرضى والتبييت ليلا والهجوم ليلا بالسلاح والقنابل على العزل والمدنيين الآمنين وأباح القتل بالجملة . ألم يرسل الألمان في الحرب العالمية الثانية القنابل الصاروخية إلى لندن فهدمت المباني وقتلت النساء والأطفال والسكان الآمنين ؟ ! ألم يقتل الألمان ألوف الاسرى ؟ ! ألم يرسل الحلفاء في الحرب الماضية ألوف الطائرات إلى ألمانيا لتخريب مدنها ؟ ! ألم يرم الأمريكان القنابل الذرية إلى المدن اليابانية ([9]).

الثالث : فضل الجهاد عند الله

الجهاد عظيم عند الله تعالى لان به تثبيت المباديء والقيم وصون الحرمات والحفاظ على المجتمع من القتل والدمار والفساد وتهديم دور العبادة في ما اذا استولى الاعداء على البلاد وكما قال تعالى ( وَلَولا دَفْعُ اللّهِ النّاسَ بَعْضهُمْ بِبَعْض لَهُدِّمَتْ صوامِعُ وَبيَعٌ وَصَلواتٌ وَمساجِدُ يُذكَرُ فِيهَا اسمُ اللّه ِكَثِيراً وليَنْصُرنَّ اللّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللّهَ لَقَويٌّ عَزِيز) ([10]).

ولذلك وردت روايات كثيرة في فضل الجهاد  نقتصر على بعضها، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال (في حديث:) ومن خرج في سبيل الله مجاهدا فله بكل خطوة سبعمأة ألف حسنة، ويمحى عنه سبعمأة ألف سيئة، ويرفع له سبعمأة ألف درجة، وكان في ضمان الله بأي حتف مات كان شهيدا، وإن رجع رجع مغفورا له مستجابا دعاؤه ([11]).

وعن علي عليه السلام قال في خطبة له: أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه ” إلى أن قال: ” هو لباس التقوى، ودرع الله الحصينة، وجنته الوثيقة، فمن تركه ألبسه الله ثوب الذل، وشمله البلاء، وديث بالصغار والقماة، وضرب على قلبه بالاسداد، وأديل الحق منه بتضييع الجهاد، وسيم الخسف، ومنع النصف ([12]).

عن زيد بن علي عن أبيه، عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: للشهيد سبع خصال من الله: أول قطرة من دمه مغفور له كل ذنب، والثانية يقع رأسه في حجر زوجتيه من الحور العين، وتمسحان الغبار عن وجهه، وتقولان: مرحبا بك ويقول هو مثل ذلك لهما، والثالثة يكسى من كسوة الجنة، والرابعة تبتدره خزنة الجنة بكل ريح طيبة أيهم يأخذه، معه والخامسة أن يرى منزله، والسادسة يقال لروحه: اسرح في الجنة حيث شئت، والسابعة أن ينظر في وجه الله وانها لراحة لكل نبي وشهيد([13]).

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: للجنة باب يقال له باب المجاهدين يمضون إليه فإذا هو مفتوح وهم متقلدون بسيوفهم، والجمع في الموقف والملائكة ترحب، بهم قال: فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلا وفقرا في معيشته ومحقا في دينه ان الله أغنى ” أعز ” أمتي بسنابك خيلها ومراكز رماحها. ([14]).

الرابع : الجهاد الابتدائي

الجهاد الابتدائي ،هو القتال المبتدأ من المسلمين؛ وقع الخلاف بين الفقهاء والمجتهدين في ماهية الجهاد الابتدائي ،فهل هو من اجل .

(أ) الجهاد الابتدائي : تخليص البشرية من الشرك والزام الكفار باعتناق الدين الاسلامي ، كما قال الرسول الأعظم صلى الله عليه واله « أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله الا اللَّه ، فان قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم »([15])

(ب)الجهاد الابتدائي :هو من اجل اقامة النظام السياسي وحماية المستضعفين في الارض من الحكومات الظالمة والمستبدة كما يشير اليه قوله تعالى( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ) ([16]).

(ج)الجهاد الابتدائي: حرب من اجل الوقاية من العدوان والخطر الذي يهدد امن الدولة الاسلامية اذا شعرت الدولة ان امنها السياسي والاقتصادي والاجتماعي مهدد من قبل الدول الكافرة .

قال السند : أنّ الجهاد الابتدائي ليس معناه الابتداء بالعدوان، وإن كانت كلمة «الابتدائي» توحي للسامع هذا المعنى، والمعنى الصحيح لهذا المصطلح، هو بدء إظهار القوّة العسكرية، وإظهار لغة القوّة، ولكن هذا المصطلح لا يتضمّن البدء بالحرب، بل يعني: استعمال الأسلوب الضاغط، وأسلوب القوّة في معالجة عدم خضوع الدولة الأُخرى أو الجهة الأُخرى التي تعادي المسلمين لميزان العدالة في التعامل مع المسلمين ، واستخدام لغة القوّة يهدف إلى كبح جماح النزوات الغريزيّة الحيوانية في الطرف الآخر المعتدي، ولا يتضمّن استخدام القوّة في المفهوم الإسلامي، إهلاك الحرث والنسل([17]).

الخامس : صلاحية الجهاد الابتدائي

قال مشهور الفقهاء ان الجهاد الابتدائي يختص بوجود النبي او الامام المعصوم عليهم السلام كما هي عبارة الشيخ كاشف الغطاء (جِهاد الكُفر والتوجّه إلى محالّهم ، للردّ إلى الإسلام ، والإذعان بما أتى به النبيّ الأُمّي المبعوث من عِند الملك العلام ، عليه وآله أفضل الصلاة والسلام ،وهذا المقام من خواصّ النبيّ والإمام ، والمنصوب الخاصّ منهما ، دون العام([18]).

وقال الجواهري : نعم، يُمكن أن يُستفاد من كلمات بعض الفقهاء جوازه ومشـروعيته بإذن الفقيه العام في زمان الغيبة، لولا الإجماع([19]).

 وخالف في ذلك المحقق السيد الخوئي فقال بجواز الجهاد الابتدائي في زمن الغيبة ولكن بالشروط بالموضوعية : ( وقد تحصل من ذلك أن الظاهر عدم سقوط وجوب الجهاد في عصر الغيبة وثبوته في كافة الاعصار لدى توفر شرائط ، وهو في زمن الغيبة منوط بتشخيص المسلمين من ذوي الخبرة في الموضوع أن في الجهاد معهم مصلحة للاسلام على أساس أن لديهم قوة كافية من حيث العدد والعدة لدحرهم بشكل لا يحتمل عادة أن يخسروا في المعركة ، فإذا توفرت هذه الشرائط عندهم وجب عليهم الجهاد والمقاتلة معهم ) ([20]).

وراي السيد الخوئي رحمه الله هو ما نذهب اليه ولا سيما في زماننا هذا الذي اصبح الاسلام مهددا من قبل الاعداء ولكن بالشروط الموضوعية .

السادس : الجهاد الدفاعي

ويمكن تعريف الجهاد الدفاعي : بانه قتال الاعداء والكفار من الدول الكافرة والظالمة الذين يعتدون على حدود الدولة الاسلامية من اجل اسقاطها ،وقد جاء في القران ما يشير الى هذا النحومن القتال فقال تعالى (وَقاتِلُوا في سَبيلِ اللّهِ الَّذينَ يُقاتِلُونكُمْ) ([21]).  وقال تعالى (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدير* الَّذينَ أُخرِجُوا من دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقّ إِلاّ أنْ يَقُولُوا رَبُّنا اللّهُ وَلَولا دَفْعُ اللّهِ النّاسَ بَعْضهُمْ بِبَعْض لَهُدِّمَتْ صوامِعُ وَبيَعٌ وَصَلواتٌ وَمساجِدُ يُذكَرُ فِيهَا اسمُ اللّه ِكَثِيراً وليَنْصُرنَّ اللّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللّهَ لَقَويٌّ عَزِيز) ([22]).

السابع : خصائص الجهاد الدفاعي

يمكن خلاصة الخصائص بما يلي

(أ) ان الجهاد هدفه وغرضه لله تعالى وفي سبيل الله ، كما في الاية السابقة ،وقاتلوا في سبيل الله

(ب) ان القتال ضد الذين يقاتلون والمعتدين ولذلك قال تعالى في اية اخرى (…فَإِن

اعْتَزلُوكُمْ فَلَم يقاتِلُوكُمْ و ألقَوْا إِليكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَاللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبيلاً) ([23]).

(ج) القتال يجب ان يكون بالحق والعدل ويماثل العدوان ولا يتجاوز الى الى البغي كما قال تعالى (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللّه وَاعْلَمُوا أنَّ اللّهَ مَع الْمُتَّقين) ([24]).

(د ) الجهاد الدفاعي لا يحتاج الى اذن النبي او الامام المعصوم بل حتى الفقيه بل يجب الجهاد الدفاعي بكل الاحوال لانه دفاع عن بيضة الاسلام وهو اشبه بالدفاع عن النفس .

قال المنتظري : وأما الجهاد الدفاعي بأنواعه التي أشرنا إليها فلا يشترط وجوبه بوجود الإمام

قطعاً . والدفاع واجب بضرورة من العقل والشرع ([25]).

الثامن : الدفاع عن النفس يدخل ضمن الجهاد الدفاعي

وهو فيما اذا تعرض الانسان الى عدوان من الاخرين فهنا يجوز له الدفاع عن نفسه ضد الاعتداء ولا يستسلم لهذا الاعتداء فمن الغيرة دفاع الانسان عن نفسه وماله وعرضه فقد ورد في الحديث عن رسول اللّه صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم: «من قتل دون عقاله (أو عياله) فهو شهيد» ([26]). و«من قتل دون ماله فهو شهيد» ([27]).  و« إن الله ليمقت العبد يدخل عليه في بيته فلا يقاتل » ([28]) و«من قتل دون مظلمته فهو شهيد» ([29]). عن الرضا عليه السلام في كتابه إلى المأمون قال: والجهاد واجب مع إمام عادل، ومن قاتل فقتل دون ماله ورحله ونفسه، فهو شهيد ([30]) .

التاسع : اول اية نزلت بالقتال

قبل هجرة النبي ’ من مكة الى المدينة لم يكن المسلمون عندهم القدرة على المواجهة لمشركي قريش ولذلك لم يامر النبي بالجهاد والقتال ولكن عندما خرج من مكة الى المدينة امر بالقتال .

قال القرطبي : قوله تعالى : وقاتلوا هذه الآية أول آية نزلت في الأمر بالقتال ، ولا خلاف في أن القتال كان محظورا قبل الهجرة بقوله : ادفع بالتي هي أحسن وقوله : فاعف عنهم واصفح وقوله : واهجرهم هجرا جميلا وقوله : لست عليهم بمسيطر وما كان مثله مما نزل بمكة ، فلما هاجر إلى المدينة أمر بالقتال فنزل : وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم([31]) .

العاشر : الفتنة اشد من القتل

هذه حقيقة يجب ان ندركها وهو ان القتل اهون واسهل من الفتنة ،فالقتل موت الانسان ورحيله عن عالم الدنيا وقد يذهب هذا الانسان الى الله وهو مرحوم وهو شهيد وهو قريب من الله تبارك وتعالى ،ولكن الفتنة عظيمة وخطيرة على الانسان وعلى المجتمع ، لان الفتنة هو اضرار بالفرد وكذلك المجتمع وذلك لان الفتنة ممارسة اضلال الناس وانحرافهم عن الدين ورجوعهم الى الجاهلية والكفر والضلال ،وهو كما نرى اليوم فالقوى الاستكبارية تسعى وتتحرك ليلا ونهارا من اجل انحراف المجتمع الاسلامي عن دينهم واخراجهم من قيمهم واخلاقهم وبشتى الوسائل، فبعضها مباشر وبعضها غير مباشر،وما تشويه الاسلام الا احد الادوات للقضاء على الاسلام ،والخلاصة ايها المسلمون ان الشرك والكفر اشد من القتل،فالقتل موت الجسد ولكن الفتنة قتل وموت الروح.؟ وعلى هذا يجب قتال المشركين ومن اراد بالاسلام والدين السوء واما اذا انتهوا فلا تعتدوا الا على الظالمين والفاسدين .

قال الطبرسي : المعنى: ثم بيّن تعالى غاية وجوب القتال وقال يخاطب المؤمنين {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} أي شرك عن ابن عباس وقتادة ومجاهد وهو المروي عن الصادق (ع) {ويكون الدين لله} وحتى تكون الطاعة لله والانقياد لأمر الله وقيل حتى يكون الإسلام لله أي حتى لا يبقى الكفر ويظهر الإسلام على الأديان كلـها([32]) .

الحادي عشر :  لا يجوز القتال في الحرم المكي الا دفاعا عن النفس

من الامور المحرمة هو القتال في المسجد الحرام حيث قال تعالى ( ولا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ، حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ ) . ولكن اذا صدر القتال منهم فحيث ان الدفاع عن النفس واجب عقلي فيجوز لكم قتالهم وهو استثناء من حرمة القتال في المسجد فقال تعالى ( فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ) . ولكن إذا انتهوا من قتالكم فكفوا عنهم لذلك قال تعالى ( فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ).

قال النسفي : ( ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه ) * أي ولا تبدءوا بقتالهم في الحرم حتى يبدءوا فعندنا المسجد الحرام يقع على الحرم كله * ( فإن قاتلوكم فاقتلوهم ) * في الحرم فعندنا يقتلون في الأشهر الحرم لا في الحرم إلا أن يبدءوا بالقتال معنا فحينئذ نقتلهم و إن كان ظاهر قوله * ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم ) * يبيح القتل في الأمكنة كلها لكن لقوله * ( ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه ) * خص الحرم الا عند البداءة منهم([33]) .  

_________________________________________

([1])والمصباح المنير، مادة ((جهد))، 1/ 112. انظر النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، 1/ 319، باب الجيم مع الهاء  : لسان العرب المؤلف : ابن منظور    الجزء : 3  صفحة : 135

([2]) ميزان الحكمه المؤلف : محمد محمدی ری شهری    الجزء : 2  صفحة : 332

([3]) ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار (العلامة المجلسی) ، الجزء : 9 ، الصفحة : 336

([4]) شرح نهج البلاغة (ابن ابي الحديد) ، الجزء : 18 ، الصفحة : 332

([5])  تفسير ابن كثير ط العلميه المؤلف : ابن كثير    الجزء : 9  صفحة : 64

([6])  تفسير ابن كثير ط العلميه المؤلف : ابن كثير    الجزء : 9  صفحة : 64

([7])  مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري    الجزء : 13  صفحة : 55

([8]): جواهر الكلام المؤلف : الشيخ محمّدحسن النّجفي    الجزء : 21  صفحة : 3

([9]) تفسير الميزان ، السيد الطباطبائي ، ج 4 ، ص165 .

([10]) سورة الحج : الاية 39 الى 40 .

([11])وسائل الشيعة -الإسلامية المؤلف : الشيخ الحر العاملي    الجزء : 11  صفحة : 12

([12])وسائل الشيعة -الإسلامية المؤلف : الشيخ الحر العاملي    الجزء : 11  صفحة : 12

([13])وسائل الشيعة -الإسلامية المؤلف : الشيخ الحر العاملي    الجزء : 11  صفحة : 12

([14])وسائل الشيعة -الإسلامية المؤلف : الشيخ الحر العاملي    الجزء : 11  صفحة : 12

([15])احكام القران للجصاص ت قمحاوي (الجصاص) ، الجزء : 3 ، الصفحة : 224

([16]) سورة النساء : الاية 75 .

([17]) بحوث معاصرة في الساحة الدولية المؤلف : الشیخ محمد السند    الجزء : 1  صفحة : 129

([18])كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء( ط- الحديثة) المؤلف : کاشف الغطاء    الجزء : 4  صفحة : 289

([19]) النجفي، جواهر الكلام، ج 21، ص 14.

([20]) منهاج الصالحين ، السيد الخوئي ، ج 1 ، ص 366

([21]) سورة البقرة : الاية 190 .

([22]) سورة الحج : الاية 39 الى 40 .

([23]) سورة النساء : الاية 90 .

([24]) سورة البقرة : الاية 194 .

([25]) دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية، الشيخ المنتظري، ج 1 ، ص121 .

([26]) وسائل الشيعة -الإسلامية : الشيخ الحر العاملي ، ج 11 ،ص 92

([27]) وسائل الشيعة -الإسلامية (الشيخ الحر العاملي) ، الجزء : 11 ، الصفحة : 93

([28]) وسائل الشيعة -الإسلامية المؤلف : الشيخ الحر العاملي    الجزء : 11  صفحة : 91

([29]) وسائل الشيعة -الإسلامية (الشيخ الحر العاملي) ، الجزء : 11 ، الصفحة : 92.

([30]) وسائل الشيعة -الإسلامية (الشيخ الحر العاملي) ، الجزء : 11 ، الصفحة : 35 .

([31]) تفسير القرطبي : محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ، ج2  ، ص: 323 .

([32]) مجمع البيان : الطبرسي : ج 2 ، ص31 .

([33]) مدارك التنزيل وحقائق التأويل ( تفسير النسفي ) ، النسفي ، ج 1 ، ص94 .

 840 total views,  1 views today

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

تفسير قوله تعالى(لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ …..) 136.

ليس وظيفة الانبياء اجبار الناس على الايمان ولا اجبارهم على الاتصاف بصفات الكمال والسجايا الكريمة في النفس واخراج الصفات السيئة من نفوسهم من المن والتثاقل في الانفاق ، وانما وظيفة الانبياء هو التبليغ والارشاد بافضل الوسائل الممكنة من اجل ان تصل اليهم الفكرة المراد تطبيقها في واقع الحياة ،واما الهداية الى الايمان الخالص او الى السجايا الكريمة في النفس فتنفتح النفس على الايمان والانفاق بدون المن والاذى والتثاقل فتبقى في علم الله تعالى فهو اعلم بمن ضل عن سبيله وبمن اهتدى بالاضافة الى وجود الالطاف الالهية لبعض الناس الذين يشملهم الله بلطفه بعد ان اوجدوا مقدمات الهداية باختيارهم .  

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *