سرخط خبرها
خانه / تفسير القران / سورة البقره / تفسير قوله تعالى ( قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ …..)41 .

تفسير قوله تعالى ( قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ …..)41 .

في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (41)

قال تعالى(َ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ، مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ، وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ) سورة البقرة الاية من 97 الى 99 .

في هذه الايات مطالب نتعرض لها

الاول : عدواة الله وملائكته ورسله

الانسان هو الكائن الوحيد في الكون الذي يتجرأ في اظهار العداوة لله تعالى وملائكته ورسله مع وجود الايات والبينات والدلائل والمعاجز، مع علم الانسان انه سوف يرحل عن هذه الدنيا وسوف يلاقي الله تعالى حيث لا ناصر له ولا معين ولكن غرور وتكبر الانسان تمنعه من السيطرة على اوهامه وخيالاته الشيطانية .ولكن سوف تزول هذه الاوهام والخيالات والغرور والتكبر عندما يخرج من عالم الدنيا فيتمنى العودة للعمل والعبادة ولكن عندها لا ينفع الندم لذلك قال تعالى (أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ،أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ،أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ، بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ) ([1]).

الثاني : لماذا عدواة جبريل بالذات

كأن الاية المباركة تشير الى سبب للنزول وهو ان اليهود انما يكرهون جبريل عليه السلام لانه جاء بالقران ، فنقول لهم ان جبريل مجرد واسطة واداة ووسيلة للتبليغ وايصال العلم الالهي والقران الى النبي الاكرم كما جاء بالتوراة الى موسى والانجيل الى عيسى والصحف الى ابراهيم ،فعداوتكم لا وجه لها ……..؟

عن ابن عباس قال :أقبلت اليهود إلى النبي صلى‌الله‌عليه واله ‌وسلم فقالوا : يا أبا القاسم نسألك عن أشياء فإن أجبتنا فيها اتبعناك ، أخبرنا من الذي يأتيك من الملائكة؟ فإنه ليس [من] نبي إلَّا يأتيه ملك من عند ربه عزوجل بالرسالة وبالوحي ، فمن صاحبك؟ قال : جبريل ، قالوا : ذاك الذي ينزل بالحرب وبالقتال ، ذاك عدونا ، لو قلت : ميكائيل الذي ينزل بالقطر والرحمة تابعناك. فأنزل الله تعالى : (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ) إلى قوله : (فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ) ([2]).

الثالث : القلب هو مستودع العلوم والمعارف الالهية

قد تحقق عندنا انه يوجد فرق بين العلم والمعلومات ،فالعلم محله القلب والمعلومات محلها القالب الذهني وهو الدماغ المادي في الانسان ولذلك المعلومات يمكن ان يحصلها الانسان المؤمن والكافر، بخلاف العلم الالهي فلا يوجد الا في القلب والذي هو مجرد وليس ماديا والعلم الالهي لا يعطى الا للانبياء والاولياء والعلماء الراسخين ،ولذلك قد يضيق اناء المعلومات بما فيه بخلاف اناء العلم فانه يتسع كما ورد في الحديث عن امير المؤمنين عليه السلام ( كُلُّ وِعاء يَضيقُ بِما جُعِلَ فيهِ إلاّ وِعاءَ الْعِلْمِ فَإنَّهُ يَتَّسِعُ ) ([3]). ولذلك يقول النبي (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) ([4]).  وكما ورد في الحديث (من أخلص لله أربعين يوما ظهرت ينابيع الحكمة من قبله على لسانه  ) ([5]).

لذلك قال تعالى، فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ .

الرابع : عداوة الله للكافرين

عداوة الله  وعداوة ملائكته وانبيائه وهم الذين جعلهم الله رحمة للناس اجمعين فهو عداوة لله تعالى وفي الحقيقة ان الله تعالى لا يعادي احدا لذاته وانما يعاديه لكفره وتجاوزه الحدود والا فان الله تعالى غني عن العالمين وفي الحديث القدسي : عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ([6]).

الخامس : الكفر بايات الله هو الفسق

الايات جزء من القران ،وارادة الجزء ارادة الكل ،والايات البينات دليل وضوح القران ووضوح الدعوة الالهية ،والحقيقة دائما ناصعة لا تشوبها الاخلاط مهما عظمت ولكن المشكلة في الانسان هو الذي يجعل على عقله وعينه غشاوة كي لا يرى الحق والحقيقة لاسباب متعددة واغلبها مصلحية وشخصية ، ولذلك قال تعالى ان الذي يكفر ويجحد بايات الله فقد تجاوز الحدود وهم الفاسقون ؟

 قال ابن عباس : ان ابن صوريا القطراني قال لرسول الله صلى الله عليه وآله : يا محمد ما جئتنا بشئ نعرفه ، وما انزل عليك من اية بينة فنتبعك لها . فأنزل الله في ذلك ” ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون ([7]) .

______________________________________________

([1]) سورة الزمر: 56-60 .

([2]) أسباب نزول القرآن ، ابی حسن الواحدی ، ج 1 ، ص 32 .

([3])موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (الشيخ باقر شريف القرشي) ، ج 6 ،ص 113.

([4]) سورة طه ، الاية 114 .

([5])كنز العمال ، المتقي الهندي ، ج 3 ، ص24 .

([6])  صحيح البخاري ، البخاري ، ج 7 ،  ص190 .

([7])  التبيان في تفسير القرآن ، الشيخ الطوسي ، ج 1 ، ص365 .

 665 total views,  1 views today

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

تفسير قوله تعالى(لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ …..) 136.

ليس وظيفة الانبياء اجبار الناس على الايمان ولا اجبارهم على الاتصاف بصفات الكمال والسجايا الكريمة في النفس واخراج الصفات السيئة من نفوسهم من المن والتثاقل في الانفاق ، وانما وظيفة الانبياء هو التبليغ والارشاد بافضل الوسائل الممكنة من اجل ان تصل اليهم الفكرة المراد تطبيقها في واقع الحياة ،واما الهداية الى الايمان الخالص او الى السجايا الكريمة في النفس فتنفتح النفس على الايمان والانفاق بدون المن والاذى والتثاقل فتبقى في علم الله تعالى فهو اعلم بمن ضل عن سبيله وبمن اهتدى بالاضافة الى وجود الالطاف الالهية لبعض الناس الذين يشملهم الله بلطفه بعد ان اوجدوا مقدمات الهداية باختيارهم .  

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *