سرخط خبرها
خانه / تفسير القران / علوم القرأن و تأريخه / تاريخ القرآن ،الفصل الثاني ،البحث الثاني،اول ما نزل من القرآن واخر ما نزل

تاريخ القرآن ،الفصل الثاني ،البحث الثاني،اول ما نزل من القرآن واخر ما نزل

 الفصل الثاني ،البحث الثاني،اول ما نزل من القرآن واخر ما نزل 

المطلب الاول : النبي يجاور غار حراء     

كان النبي صلى الله عليه واله قبل مجيء الوحي اليه يجاور غار حراء حيث التأمل والتفكر والابتعاد عن الاجواء التي كان يعيشها اهل مكة وانغماسهم في الضلال والانحراف القيمي والاخلاقي وكذلك قتل ووأد البنات وانتهاك الحرمات والقتال بينهم لادنى واتفه الاسباب،حيث كان الاعداد الالهي لنبيه صلى الله عليه واله لكي يخرج هذا المجتمع والمنطقة بل كل العالم مما هم عليه من ضلال وانحراف الى حيث النور والهداية. ويمكن ملاحظة عدة ظواهر كانت سائدة في المجتمع المكي والجزيرة قبل بدا الوحي الالهي .

  • الضلال ،فالاعم الاغلب كان يعبد الاصنام لعله نفرات قليلة ممن كانت على الحنيفية الابراهيمية .

  • شر الخمر ، فقد كان شرب الخمر سائدا في المجتمع الجاهلي ولذلك واجه النبي ’ صعوبة بالغة في نهي المجتمع عن شرب الخمر حتى ان بعضهم كان يشرب الخمر وهو في الصلاة ،قال تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ) ([1]).

  • الانهيار الاخلاقي ،فالمجتمع لما يعيش البعد عن الله وقوانينه يقع فريسة للانهيار الاخلاقي والقيمي .

  • وأد البنات ،وقد وضح الله هذه الحقيقة من خلال عدة ايات بينات كقوله تعالى

 ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) ([2]).

 وهذه القصة والواقعة تبين حقيقة ذلك كما ذكر اصحاب السير ،إنّ صعصعة بن ناجية بن عقال كان يفدّي المؤودة من القتل ، ولمّا أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : يا رسول الله إنّي كنت أعمل عملاً في الجاهلية ، أفينبغي ذلك اليوم ؟ قال : وما عملك ؟ فقال : إنّه حضر ولادة امرأة من العرب بنتاً ، فأراد أبوها أن يئدها ، قال فقلت له : أتبيعها ؟ قال : وهل تبيع العرب أولادها ؟ قال : قلت إنّما أشتري حياتها ولا أشتري رقّها ، فاشتريتها منه بناقتين عشراوين وجمل ، وقد صارت لي سُنَّة في العرب على أن أشتري ما يئدونه بذلك فعندي إلى هذه الغاية ثمانون ومائتا مؤودة وقد أنقذتها.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لك أجره إذ منّ الله عليك بالإسلام([3]).

وقد ذكر الفرزدق احياء جدّه للمؤودات في كثير من شعره كما قال :

     ومنّا الذي منع الوائدات                     وأحيى الوئيد فلم يؤدد([4]).

  • اكل الخبائث

كانت العرب قبل الاسلام تاكل الكثير من الحيوانات المحرمة وقد ذكر الله ذلك

قال تعالى ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ المَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالمُنْخَنِقَةُ وَالمَوْقُوذَةُ وَالمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ) ([5])

 وهناك ظواهر كثيرة يمكن مراجعتها من خطب الامام علي عليه السلام  ومنها« اِنَّ اللهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ ، وَاَمِيناً عَلَى التَّنْزِيلِ ، وَاَنْتُمْ مَعْشَرَ العَرَبِ عَلَى شَرِّ دِينٍ وَفِي شَرِّ دَارٍ ، مُنْيِخُونَ بَيْنَ حِجَارَةٍ خُشْنٍ ، وَحَيَّاتٍ صُمٍّ ، تَشْرَبُونَ الكَدِرَ ، وَتأْكُلُونَ الجَشِبَ وَتَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ ،وَتَقْطَعُونَ اَرْحَامَكُمْ ، الاَصْنَامُ فِيكُمْ مَنْصُوبَةٌ ، والآثَامُ بِكُمْ مَعْصُوبَةٌ » ([6])

 وكذلك خطبة الزهراء والتي من ضمنها ( وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّار ، مُذْقَةَ الشّارِبِ ،وَنُهْزَةَ الطّامِعِ  ، وَقُبْسَةَ الْعَجْلانِ ، وَمَوْطِىءَ الأَقْدام، تَشْرَبُونَ الطَّرَقَ، وَتَقْتاتُونَ القَدَّ ، أَذِلّةً خاسِئيِنَ، تَخافُونَ أنْ يتخطّفكُمُ النّاسُ مِنْ حَوْلِكُمْ، فَانْقَذَكُمُ الله ُ بِأبي مُحَمَّد) ([7])

المطلب الثاني : ابتداء نزول الوحي    

هناك اختلاف بين الاعلام في اول ما نزل من كتاب الله تعالى الى عدة اقوال .

القول الاول :العلق

 لعل الاتفاق ينعقد بين المسلمين وفي مختلف مذاهبهم ان اول ما نزل من كتاب الله العزيز اوائل الايات من سورة العلق.

قال الطباطبائي : أن أول سورة اقرإ باسم ربك ، يشهد على أنها أول سورة نزلت وأنها نزلت بمصاحبة البعثة ([8]) .

قال معرفت (اختلف الباحثون فی شئون القرآن، فی أنّ أيّ آياته أو سوره نزلت قبل؟ و الأقوال فی ذلک ثلاثة:  سورة العلق. لأنّ نبوّته (صلی اللّه علیه و آله) بدأت بنزول ثلاث أو خمس آيات من أوّل سورة العلق) ([9]) .

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ: «أَوَّلُ مَا نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ* اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ وَ آخِرُهُ سُورَةُ إِذٰا جٰاءَ نَصْرُ اللّٰهِ وَ الْفَتْحُ »([10]) .

وعن الحسين بن خالد قال قال الرضا عليه السلام سمعت أبي يحدث عن أبيه عليه السلام ان أول سورة نزلت بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك وآخر سورة نزلت إذا جاء نصر الله والفتح ([11]) .

قال السيوطي : اختلف في أول ما نزل من القرآن على أقوال أحدها وهو الصحيح  (اقرأ باسم ربك) ([12]) .وقال الشوكاني ( وَهِيَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طُرُقٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوَّلَ مَا نَزَلْ مِنَ الْقُرْآنِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) ([13])

عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت إن أول ما نزل من القرآن ( اقرأ باسم ربك) ([14]) .

القول الثاني :يا ايها المدثر

هناك من يذهب الى ان اول ما نزل من القرآن الكريم (يا ايها المدثر  )

 قال السيوطي (  روى الشيخان عن سلمة بن عبد الرحمن قال سألت جابر بن عبد الله أي القرآن أنزل قبل قال * (يا أيها المدثر) * قلت أو * (اقرأ باسم ربك) * قال أحدثكم ما حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني جاورت بحراء فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وشمالي ثم نظرت إلى السماء فإذا هو يعني جبريل فأخذتني رجفة فأتيت خديجة فأمرتهم فدثروني فأنزل الله * (يا أيها المدثر قم فأنذر) ([15]) .

قال هادي معرفت (لعلّ جابرا اجتهد من نفسه أنّها أوّل سورة نزلت، إذ ليس فی کلام رسول اللّه (صلی اللّه عليه و آله) دلالة علی ذلک، و الأرجح أنّ ما ذکره جابر، کان بعد فترة انقطاع الوحی) ([16]) .

القول الثالث :الفاتحة

وهناك من يذهب الى ان اول سورة نزلت سورة “الفاتحة”

قال الطبرسي : و قيل أول سورة نزلت على رسول الله ص فاتحة الكتاب رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ بإسناده عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل([17]) . و روی العلّامة الطبرسی عن الأستاذ أحمد الزاهد فی کتابه «الإيضاح» بإسناده عن سعيد بن المسيب، عن علی بن أبی طالب (عليه السلام) أنّه قال:«سألت النبیّ (صلی اللّه عليه و آله) عن ثواب القرآن، فأخبرنی بثواب سورة سورة علی نحو ما نزلت من السماء فأوّل ما نزل عليه بمکّة: فاتحة الکتاب، ثم اقرأ باسم ربک ثم ن و القلم …» ([18])

قال الزمخشري (وأكثر المفسرين على أن الفاتحة أول ما نزل ثم سورة القلم ) ([19]) .

وهناك اقوال اخرى وهو ان اول ما نزل (البسملة ) ([20]) .

 المطلب الثالث : اخر ما نزل من القران

ما ورد في روايات اهل البيت عليهم السلام ان اخر ما نزل سورة النصر ،قال الشيخ الطبرسي عن مقاتل : لما نزلت هذه السورة قرأها ( ص ) على أصحابه ففرحوا واستبشروا ، وسمعها العباس فبكى . فقال ( ص ) : ما يبكيك يا عم ؟ فقال :أظن أنه قد نعيت إليك نفسك يا رسول الله . فقال : إنه لكما تقول . فعاش بعدها سنتين ما رؤي فيهما ضاحكا مستبشرا . قال : وهذه السورة تسمى سورة التوديع وقال ابن عباس : لما نزلت ( إذا جاء نصر الله ) قال : نعيت إلي نفسي بأنها مقبوضة في هذه السنة([21]) .

قال الإمام الصادق (عليه السلام): «و آخر سورة نزلت إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ والْفَتْحُ»([22]) .

وروي عن ابن عباس . وعمر أن آخر ما نزل من القرآن آي الربا([23]) .وقال سعيد بن جبير معنى ” لا يشرك بعبادة ربه أحدا ” أي لا يرائي بعبادة الله غيره . وقال الحسن : لا يعبد معه غيره . وقيل إن هذه الآية آخر ما نزل من القرآن([24])  .

قال الطبرسي : (وروى العياشي بإسناده ، عن عيسى بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليه السلام ، قال : ” كان القرآن ينسخ بعضه بعضا ، وإنما يؤخذ من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأخذه ، وكان من آخر ما نزل عليه سورة المائدة ، نسخت ما قبلها ، ولم ينسخها شئ ، ولقد نزلت عليه ، وهو على بغلة شهباء ) ([25])  .

واما علماء العامة كذلك اختلفوا فيما نزل الى اقوال

نقل السيوطي اقوال متعددة نقتصر على بعضها،منها آخر آية نزلت * (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) * وآخر سورة نزلت براءة ، وكذلك آخر آية نزلت آية الربا ،  (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا) وكذا آخر آية نزلت * (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله)  وكذلك آخر آية نزلت * (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) .وكذا ،آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.

ثم قال السيوطي ،قلت ولا منافاة عندي بين هذه الروايات في آية الربا * (واتقوا يوما) * وآية الدين لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ولأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح

وقال البيهقي يجمع بين هذه الاختلافات إن صحت بأن كل واحد أجاب بما عنده ،وقال القاضي أبو بكر في الانتصار هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكل قاله بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن([26])  .

_________________________________

[1])الآية 43 من سورة النساء :

([2])( النحل / ٥٨ و ٥٩ ).

([3])بلوغ الارب ج ٣ ص ٤٤.

([4])بلوغ الارب ج ٣ ص ٤٤.

([5])  ( المائدة / ٣ ).

([6])  شرح نهج البلاغة المؤلف، ابن أبي الحديد ، ج 2 ،ص 19  .

([7])لاحتجاج ، الطبرسي ، ج 1  ،ص 135 .

([8])  الميزان في تفسير القرآن ، السيد محمد حسين الطباطبائي ،ج 2 ،ج 16  .

([9]) التمهيد فی علوم القرآن ، الشيخ محمد هادی المعرفت ، ج 1 ،ص 125 .

([10]) البرهان في تفسير القرآن ، السيد هاشم الحسيني البحراني ،ج 1 ،ص 69  .وكذا الكافي ،الكليني ،ج2، ص628 .

([11])  عيون أخبار الرضا ( ع ) ،  الشيخ الصدوق ، ج 2 ، ص9 .

([12])الإتقان في علوم القرآن ،  جلال الدين السيوطي ،ج1 ، ص74 .

([13]) فتح القدير للشوكاني ، الشوكاني ج5  ،ص 570  .

([14]) السنن الكبرى ،  أحمد بن الحسين البيهقي ، ج9 ،ص6 .

([15]) الإتقان في علوم القرآن المؤلف : جلال الدين السيوطي ،ج1 ،ص 75 ،نزول القران الكريم وتاريخه وما يتعلق به،   محمد عمر حويه ،ج 1  ،ص 58 ، التمهيد فی علوم القرآن ،الشيخ محمد هادی المعرفت ،ج 1 ،ص 126.

([16])التمهيد فی علوم القرآن ،الشيخ محمد هادی المعرفت ،ج 1 ،ص 126.

([17])مجمع البيان في تفسير القرآن ، الشيخ الطبرسي  ،ج10  ،ص398 .

([18])مجمع البيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطبرسي ،ج10 ،ص613 .

([19])تفسير الزمخشري الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل  الزمخشري ، 4 ،ص 775.

([20])دراسات في علوم القران فهد الرومي ،فهد الرومي ،ج 1  ،ص 232.

([21])مجمع البيان في تفسير القرآن ، الشيخ الطبرسي  ،ج10  ،ص467 .

([22])تفسير البرهان: ج 1 ص 29.

([23])التبيان في تفسير القرآن ، الشيخ الطوسي ، ج2 ،ص369 .

([24])التبيان في تفسير القرآن ، الشيخ الطوسي ، ج7 ، ص100 .

([25])مجمع البيان في تفسير القرآن ، الشيخ الطبرسي  ،ج2 ، ص257 .

([26])الإتقان في علوم القرآن المؤلف : جلال الدين السيوطي    الجزء : 1  صفحة : 85

 1,509 total views,  1 views today

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

البحث الثاني : تكملة البحث شبهات المستشرقين على الوحي ج5

 البحث الثاني :شبهات المستشرقين على الوحي الجزء (5) 2- الوحي نتيجة الامراض النفسية  ادعى بعض المستشرقين ...

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *