سرخط خبرها
خانه / تفسير القران / علوم القرأن و تأريخه / الفصل الثالث ،البحث الاول ، المكي والمدني في القران الكريم

الفصل الثالث ،البحث الاول ، المكي والمدني في القران الكريم

الفصل الثالث :البحث الاول . 

البحث الاول :المكي والمدني

لم يكن المسلمون في عصر نزول القرآن الكريم على النبي الخاتم ’ يهتمون  في موضوع المكي والمدني ولعل ذلك لانهم لم يكونوا بحاجة الى هذا العلم وهم يشاهدون النبي وهو يهبط عليه جبريل عليه السلام بين الفترة والاخرى ،ولم يحدد النبي الاكرم مفهوم المكي والمدني حتى يمكن الاهتمام به من هذه الناحية لذلك قال السيد الحكيم (والواقع أن لفظ المكي والمدني ليس لفظا شرعيا حدد النبي مفهومه لكي نحاول اكتشاف ذلك المفهوم، وانما هو مجرد اصطلاح تواضع عليه علماء التفسير) ([1]) .

وكذلك قال السيوطي (قال القاضي أبو بكر في الانتصار إنما يرجع في معرفة المكي والمدني إلى حفظ الصحابة والتابعين ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك قول لأنه لم يؤمر به ولم يجعل الله علم ذلك من فرائض الأمة) ([2]) .

ولكن بشكل عام نزل القرآن على النبي الخاتم في مكة والمدينة على طول اقامة النبي بين ظهراني الامة الاسلامية ،وقد اهتم العلماء بعد ذلك في موضوع المكي والمدني وسوف نتناول هذا في ضمن مطالب عدة

المطلب الاول : ماهية المكي([3]) ‌.  والمدني ([4])   ‌.

للعلماء في المكي والمدني اراء عدة استعرضها السيوطي في الاتقان([5]).

1 ـ أن المكي ما نزل بمكة ، والمدني ما نزل المدينة.

2 ـ أن المكي ما نزل قبل الهجرة ، والمدني ما نزل بعد الهجرة.

3 ـ أن المكي ما وقع خطاباً لأهل مكة ، والمدني ما وقع خطاباً لأهل المدينة.

ولكل من هذه الاراء ما يبرره ،فالراي الاول ناظر إلى مكان النزول دون الالتفات إلى حدث الهجرة ، فالمكي ما نزل في مكة وإن كان بعد الهجرة ، والمدني ما نزل بالمدينة لا خارج حدودها ، فالمكان جزء من التأريخ في عملية التحديد.

والراي الثاني ، وهو المشهور ، ينظر إلى الزمان من خلال حدث الهجرة ، والزمان جزء من التاريخ ، وإن لم يكن التأريخ بعينه ، فما نزل قبل الهجرة فمكي ، وما نزل بعد الهجرة فمدني.

والراي الثالث ، ينظر إلى الأشخاص ، فما وقع خطاباً لأهل مكة فهو مكي بحكم من نزل بين ظهرانيهم ، وما وقع خطاباً لأهل المدينة فهو مدني بلمح من نزل فيهم ، والأشخاص عنصر التأريخ ومادته الأولى.

إلا أن المشهور بين العلماء والمفسرين ، هو الرأي الثاني لاعتبار الهجرة هي الحدث الفصل في تأريخ الرسالة الإسلامية ، فالمكي ما نزل قبلها ، وإن خوطب به أهل المدينة ، وإن نزل حواليها كالمنزل بمنى وعرفات والجحفة مثلاً ، أو خارجها كالمنزل في الطائف أو بيت المقدس ، بل وإن كان حكمه مدنياً.والمدني ما نزل بعد الهجرة ، وإن خوطب به أهل مكة ، وإن نزل حواليها كالمنزل ببدر وأحد وسلع مثلاً ، أو خارجها كالمنزل في الحديبية أو في مكة في حجة الوداع ، بل وإن كان حكمه مكياً.

المطلب الثاني : اهمية معرفة المكي والمدني

ذكر العلماء في علوم القرآن وتفسيره بعض اثار واهمية معرفة المكي من المدني لذلك قال أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري([6])  “من أشرف علوم القرآن علم نزوله وجهاته، وترتيب ما نزل بمكة ابتداء ووسطا وانتهاء وترتيب ما نزل بالمدينة كذلك، ثم ما نزل بمكة وحكمه مدني، وما نزل بالمدينة وحكمه مكي  وما نزل بمكة في أهل المدينة وما نزل بالمدينة في أهل مكة وما يشبه نزول المكي في المدني وما يشبه نزول المدني في المكي وما نزل بالجحفة وما نزل ببيت المقدس وما نزل بالطائف وما نزل بالحديبية وما نزل ليلا وما نزل نهارا وما نزل مشيعا وما نزل مفردا والآيات المدنيات في السور المكية والآيات المكيات في السور المدنية وما حمل من مكة إلى المدينة وما حمل من المدينة إلى مكة وما حمل من المدينة إلى أرض الحبشة وما نزل مجملا وما نزل مفسرا وما اختلفوا فيه فقال بعضهم مدني وبعضهم مكي فهذه خمسة وعشرون وجها من لم يعرفها ويميز بينها لم يحل له أن يتكلم في كتاب الله تعالى([7]) “. واهم هذه الفوائد والاثار ما يلي

1- معرفة الناسخ من المنسوخ

 قال الزرقاني ( من فوائد العلم بالمكي والمدني تمييز الناسخ من المنسوخ فيما إذا وردت آيتان أو آيات من القرآن الكريم في موضوع واحد وكان الحكم في إحدى هاتين الآيتين أو الآيات مخالفا للحكم في غيرها ثم عرف أن بعضها مكي وبعضها مدني فإننا نحكم بأن المدني منها ناسخ للمكي نظرا إلى تأخر المدني عن المكي) ([8]) .

ولكن هذه الفائدة تتوقف على وجود الناسخ([9]) . للاية واما مع عدم وجود فلا تبقى فائدة لما ذكره العلماء .

2-  فهم لغة التدرج في التشريع

 وكذلك من الامور المهمة في فوائد معرفة المكي من المدني حكمة التشريع الالهي وكيف تخلصوا من العادات الجاهلية .

قال فهد الرومي (معرفة تاريخ التشريع الإسلامي وتدرجه الحكيم في التشريع، وقد مر بنا استعراض المراحل التي مر بها تحريم الخمر وكيف تمت مراعاة أحوالهم حيث اعتادوا شرب الخمر، لا يكاد يخلو منها بيت وكيف تدرج في علاج هذه المشكلة حتى خرجوا إلى بر الأمان والسلامة والإسلام بحكمة بالغة([10]).

3- معرفة احوال النبي في مكة والمدينة

من الامور المهمة في فوائد التمييز بين المكي والمدني هو معرفة احوال النبي ’ وكيفية تعامله مع واقع المجتمع في كل من مكة والمدينة للاستفادة منها في مسيرة وحركة الدعوة الى الله تعالى .

قال شفاعت ( استخراج سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وذلك بمتابعة أحواله بمكة المكرمة ومواقفه في الدعوة، ثم أحواله في المدينة وسيرته في الدعوة إلى الله فيها) ([11]).

 4- وحدة موضوع القرآن

القرآن الكريم يتميز بوحدة الموضوع وهو بناء الانسان وتوجيهه نحو البناء على مستوى نفسه او على مستوى المجتمع ولذلك هناك ربط بين اياته من اولها الى اخرها .

قال محمد بكر ( معرفة الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم، عن طريق ربط أول ما نزل منه بآخره، فإن من ينظر في أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل يعرف الصلة الوثيقة بين آياته كلها في ألفاظها ومعانيها ومراميها، ويتبين له بوضوح أن أول ما نزل مقدمة تقود الباحث إلى ما في هذا الكتاب العزيز من مقاصد وعبر، وأحكام وحكم، وآخرما نزل يوجز([12]).

 5- وصول القرآن سالما من التحريف

من الامور التي يمكن عدها من فوائد معرفة المكي والمدني هو وصول القرىن الينا سالما من التحريف وذلك من خلال ضبط اياته وسوره في مكة والمدينة .

6- استنباط الاحكام الشرعية

هناك من العملاء من يذهب الى ان معرفة المكي والمدني له علاقة في عملية الاستنباط

لا بد للقاري وعلى كل من اراد ان يتعلم القرآن ويجعله إماما لنفسه فى استنباط الاحكام معرفة المكي والمدني من الايات فان عرفان ذلك دخيل فى فهم منصرف الايات حيث ان المنزل من القرآن على اربعة اقسام مكى ومدنى وما بعضه مكى وبعضه مدنى وما ليس بمكي ولا مدنى([13]).

 المطلب الثالث : خصائص المكي والمدني 

قد ذكر العلماء ان هناك خصائص عامة يمكن ملاحظتها للمكي والمدني ،فما فيها من (كلا )للردع فهي مكية ،وما فيها « يا أيها الناس » فهي مكية ،  وكذلك ما فيها سجدة فهي مكية وما ذكرت فيه قصص الأنبياء والأمم الخالية فهي مكية سوى البقرة، وكل سورة فيها قصة آدم وإبليس فهي مكية سوى البقرة.وكل سورة فيها حروف التهجي فهي مكية ، إلا البقرة وآل عمران ، وفي الرعد خلاف .

واما ضابطة المدني ،كل اية فيها « يا أيها الذين آمنوا »وكذا ما فيهاتفاصيل الفرائض والسنن والحدود والأحكام والقوانين ،وما ذكر فيها المنافقون سوى العنكبوت.وما فيها الجهاد او احكامه وما فيها محاججة لأهل الكتاب ، ومجادلة لهم ، فهي مدنية.

قال الغرناطي الكلبي ( واعلم أنّ السور المكية نزل أكثرها في إثبات العقائد والردّ على المشركين ، وفي قصص الأنبياء . وأنّ السور المدنية نزل أكثرها في الأحكام الشرعية ، وفي الردّ على اليهود والنصارى ، وذكر المنافقين ، والفتوى في مسائل ، وذكر غزوات النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . وحيث ما ورد :يا أيها الذين آمنوا فهو مدني ، وأما : يا أيها الناس ، فقد وقع في المكيّ والمدنيّ([14]).

وقال صبحي الصالح في بيان الفرق بين المكي والمدني .

1- قصر الآيات والصور وإيجازها وحرارة تعبيرها وتجانسها الصوتي.

2- الدعوة إلى أصول الإيمان بالله واليوم الآخر، وتصوير الجنة والنار.

3- الدعوة إلى التمسك بالأخلاق الكريمة والاستقامة على الخير.

4- مجادلة المشركين وتسفيه أحلامهم.

5- كثرة القسم جريا على أساليب العرب.

وأما السور المدنية فمن خصائصها القطعية:

1- أن كل سورة فيها إذن بالجهاد أو ذكر له وبيان لأحكامه فهي مدنية.

2- أن كل سورة فيها تفاصيل لأحكام الحدود والفرائض والحقوق والقوانين المدنية والاجتماعية والدولية فهي مدنية.

3- أن كل سورة فيها ذكر المنافقين فهي مدنية ما عدا سورة العنكبوت فإنها مكية3، إلا أن الآيات الإحدى عشرة الأولى منها مدنية، وفيها ذكر المنافقين.

4- مجادلة أهل الكتاب ودعوتهم إلى الغلو في دينهم ([15]).

ولكن هناك من العلماء من اعترض وقال ان هذه الخصائص لا يمكن قبولها .

قال السيد الحكيم ( ولكن الاعتماد على تلك المقاييس انما يجوز إذا أدت إلى العلم ، ولا يجوز الاخذ بها لمجرد الظن ، ففي المثال المتقدم حين نجد سورة تتفق مع السور المكية في أسلوبها وايجازها لا نستطيع أن نقول بأنها مكية لأجل ذلك ، إذ من الممكن أن تنزل سورة مدنية وهي تحمل بعض خصائص الأسلوب الشائع في القسم المكي ، كما في سورة

النصر وغيرها ، صحيح أنه يغلب على الظن حينذاك أن السورة مكية لقصرها وايجازها ، ولكن الاخذ بالظن لا يجوز لأنه قول من دون علم (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ . . . ) ([16]).    وإذا ما أدت تلك المقاييس إلى الاطمئنان والتأكد من تأريخ السورة وأنها مكية أو مدنية فلا بأس بالاعتماد عليها عند ذاك ([17]).

المطلب الرابع : طريقة معرفة المكي والمدني

بعد ان استعرضنا بعض من خصائص المكي والمدني تعرض بعض الاعلام الى الطريق في معرفة المكي والمدني ،وقد وقع الخلاف بينهم في ذلك فبعضهم اعتمد النقل وبعض اعتمد العقل وبعضهم اختار الجميع بين النقل والعقل ،ولعل هذا الطريق هو الاسلم ولكن بشرط    التأمل في الايات والسور بالاضافة الى الاعتماد على بعض الروايات الصحيحة عندها يمكن القول بصحة هذا الطريق ،وهذا الطريق قد يوافق عليه بعض الاعلام كما سوف نستعرض ذلك .

قال السيد الطباطبائي ( الطريقة الوحيدة لمعرفة المكي والمدني هو التدبر في الآيات والنظر في مدى موافقتها لما جرى قبل الهجرة أو بعدها هذه الطريقة مفيدة إلى حد ما للتمييز بين المكي والمدني ، فان مضامين سورة الانسان والعاديات والمطففين تشهد بأنها مدنية بالرغم من أنها ذكرت في بعض الأحاديث على انها مكية([18]).

قال الدكتور العطار في موجز علوم القران قال،و بهذا تکونت طريقتان لمعرفه المکی و المدنی:

الأولی: الطريقه الاستقرائيه، التی تعتمد علی النقل. و قد تسمی‌السماعيه.

الثانيه: الطريقه الاستنباطيه، التی تعتمد علی العقل. و قد تسمی القياسيه.

فالذين اتبعوا طريقه الاستقراء، توقفوا عند الروايات و النصوص و الأحداث التی تشير أو تؤرخ السور و الآيات، فيعرف المکی منها و المدنی. أما الذين اتبعوا طريقه الاستنباط، فقد استندوا علی ما تعرفوا عليه من خصائص للمکی و المدنی من حيث اسلوب و موضوعات السور و الآيات، ثم ميّزوا بينها بناء علی اچتهادهم.

و لعل أرجح الطريقتين: هو الجمع بين الاستقراء و الاستنباط.

فإنه بهذا الجمع تکون النتائج أقرب إلی العلم، و أبعد عن الظن و التخمين. إذ أن الطريقه الاستقرائيه عاجزه تقريبا عن تمييز کثير من السور و الآيات المکيه، لفقدانها الأحداث المهمه، و النصوص التی تعوّل عليها فی التمييز. کما أن الطريقه الاستنباطيه طريقه قياسيه أو تخمينيه، فالخصائص المستنبطه إنما هی غالبه، و ليست قطعيه خاصه بالمکی أو بالمدنی. لذا رجح لدينا الجمع بين السماع و القياس فی التمييز([19]).

المطلب الخامس : ذكر ما انزل في مكة والمدينة

ذكر الزركشي في كتابه البرهان ما اعتقد انه مكي ومدني

1- ما نزل في مكة

فقال :(ذِكْرُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ بِمَكَّةَ ثُمَّ تَرْتِيبُهُ ، أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ بِمَكَّةَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ثُمَّ {ن وَالْقَلَمِ} ثُمَّ {يا أيها المزمل} ثم {يا أيها الْمُدَّثِّرُ} ثُمَّ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} ثُمَّ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} ثُمَّ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ثُمَّ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ثُمَّ {وَالْفَجْرِ} ثُمَّ {وَالضُّحَى} ثُمَّ {أَلَمْ نَشْرَحْ} ثُمَّ {وَالْعَصْرِ} ثُمَّ {وَالْعَادِيَاتِ} ثُمَّ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ثُمَّ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} ثُمَّ {أَرَأَيْتَ الَّذِي} ثُمَّ {قُلْ يا أيها الْكَافِرُونَ} ثُمَّ سُورَةُ الْفِيلِ ثُمَّ الْفَلَقِ ثُمَّ النَّاسِ ثُمَّ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثُمَّ {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} ثُمَّ {عَبَسَ وَتَوَلَّى} ثُمَّ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} ثُمَّ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ثُمَّ {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} ثُمَّ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} ثُمَّ {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} ثُمَّ {الْقَارِعَةِ} ثُمَّ {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} ثُمَّ الْهُمَزَةِ ثُمَّ الْمُرْسَلَاتِ ثُمَّ {ق وَالْقُرْآنِ} ثُمَّ {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} ثُمَّ الطَّارِقِ ثُمَّ {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} ثُمَّ {ص وَالْقُرْآنِ} ثُمَّ الْأَعْرَافِ ثُمَّ الْجِنِّ ثُمَّ {يس} ثُمَّ الْفُرْقَانِ ثُمَّ الْمَلَائِكَةِ ثُمَّ مَرْيَمَ ثُمَّ طه ثُمَّ الْوَاقِعَةِ ثُمَّ الشُّعَرَاءِ ثُمَّ النَّمْلِ ثُمَّ الْقَصَصِ ثُمَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ ثُمَّ يُونُسَ ثُمَّ هُودٍ ثُمَّ يُوسُفَ ثُمَّ الْحِجْرِ ثُمَّ الْأَنْعَامِ ثُمَّ الصَّافَّاتِ ثُمَّ لُقْمَانَ ثُمَّ سَبَأٍ ثُمَّ الزُّمَرِ ثُمَّ حم الْمُؤْمِنِ ثُمَّ حم السَّجْدَةِ ثُمَّ حم عسق ثُمَّ حم الزُّخْرُفِ ثُمَّ حم الدُّخَانِ ثُمَّ حم الْجَاثِيَةِ ثُمَّ حم الْأَحْقَافِ ثُمَّ وَالذَّارِيَاتِ ثُمَّ الْغَاشِيَةِ ثُمَّ الْكَهْفِ ثُمَّ النَّحْلِ ثُمَّ نُوحٍ ثُمَّ إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ الْأَنْبِيَاءِ ثُمَّ الْمُؤْمِنُونَ ثُمَّ {الم تَنْزِيلُ} ثُمَّ {وَالطُّورِ} ثُمَّ الْمُلْكِ ثُمَّ {الْحَاقَّةُ} ثُمَّ {سَأَلَ سَائِلٌ} ثُمَّ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} ثُمَّ {وَالنَّازِعَاتِ} ثُمَّ {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} ثُمَّ {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ثم الروم وَاخْتَلَفُوا فِي آخِرِ مَا نَزَلَ بِمَكَّةَ فَقَالَ ابن عباس الْعَنْكَبُوتِ وَقَالَ الضَّحَّاكُ وَعَطَاءٌ الْمُؤْمِنُونَ وَقَالَ مُجَاهِدٌ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فَهَذَا تَرْتِيبُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ بِمَكَّةَ وَعَلَيْهِ اسْتَقَرَّتِ الرِّوَايَةُ مِنَ الثِّقَاتِ وَهِيَ خَمْسٌ وَثَمَانُونَ سُورَةً ([20]).

2- ما نزل في المدينة

ذِكْرُ تَرْتِيبِ مَا نَزَلَ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ سُورَةً.

فَأَوَّلُ مَا نَزَلَ فِيهَا سُورَةُ الْبَقَرَةِ ثُمَّ الْأَنْفَالِ ثُمَّ آلِ عِمْرَانَ ثُمَّ الْأَحْزَابِ ثُمَّ الْمُمْتَحِنَةِ ثُمَّ النِّسَاءِ ثُمَّ {إِذَا زُلْزِلَتْ} ثُمَّ الْحَدِيدِ ثُمَّ مُحَمَّدٍ ثُمَّ الرَّعْدِ ثُمَّ الرَّحْمَنِ ثُمَّ {هَلْ أَتَى} ثُمَّ الطَّلَاقِ ثُمَّ {لَمْ يَكُنْ} ثُمَّ الْحَشْرِ ثُمَّ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} ثُمَّ النُّورِ ثُمَّ الْحَجِّ ثُمَّ الْمُنَافِقُونَ ثُمَّ المجادلة ثم الحجرات ثم {يا أيها النبي لم تحرم} ثُمَّ الصَّفِّ ثُمَّ الْجُمُعَةِ ثُمَّ التَّغَابُنِ ثُمَّ الْفَتْحِ ثُمَّ التَّوْبَةِ ثُمَّ الْمَائِدَةِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُقَدِّمُ الْمَائِدَةِ عَلَى التَّوْبَةِ: “وَقَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلم المائدة في خطبة حجة الوداع وقال يأيها النَّاسُ إِنَّ آخِرَ الْقُرْآنِ نُزُولًا سُورَةُ الْمَائِدَةِ فَأَحِلُّوا حَلَالَهَا وَحَرِّمُوا حَرَامَهَا”فَهَذَا تَرْتِيبُ مَا نَزَلَ بِالْمَدِينَةِ([21]).

3- المختلف فيه مكي او مدني

وَأَمَّا مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ فَفَاتِحَةُ الْكِتَابِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكُ وَمُقَاتِلٌ وَعَطَاءٌ إِنَّهَا مَكِّيَّةٌ وَقَالَ مُجَاهِدٌ مَدَنِيَّةٌ وَاخْتَلَفُوا فِي: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَدَنِيَّةٌ وَقَالَ عَطَاءٌ هِيَ آخِرُ مَا نَزَلَ بِمَكَّةَ فَجَمِيعُ مَا نَزَلَ بِمَكَّةَ خَمْسٌ وَثَمَانُونَ سُورَةً وَجَمِيعُ مَا نَزَلَ بِالْمَدِينَةِ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ سُورَةً عَلَى اختلاف الروايات([22]).

4- نزل في مكة وحكمه مدني

ذكر مَا نَزَلَ بِمَكَّةَ وَحُكْمُهُ مَدَنِيٌّ مِنْهَا قَوْلُهُ تعالى {يا أيها النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شعوبا وقبائل} الْآيَةَ وَلَهَا قِصَّةٌ يَطُولُ بِذِكْرِهَا الْكِتَابُ وَنُزُولُهَا بِمَكَّةَ يَوْمَ فَتْحِهَا وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ لِأَنَّهَا نَزَلَتْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَمِنْهَا قَوْلُهُ فِي الْمَائِدَةِ {الْيَوْمَ أكملت لكم دينكم} إلى قوله {الخاسرين} نَزَلَتْ يَوْمَ الْجُمُعَةَ وَالنَّاسُ وُقُوفٌ بِعَرَفَاتٍ فَبَرَكَتْ نَاقَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَيْبَةِ الْقُرْآنِ وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ لِنُزُولِهَا بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَهِيَ عِدَّةُ آيَاتٍ يَطُولُ ذِكْرُهَا([23]).

5- ذكر ما نزل بالمدينة وحكمه مكي

ذِكْرُ مَا نَزَلَ بِالْمَدِينَةِ وَحِكَمُهُ مَكِّيٌّ مِنْهُ الْمُمْتَحِنَةِ إِلَى آخِرِهَا وَهِيَ قِصَّةُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ وَسَارَةَ وَالْكِتَابِ الَّذِي دَفَعَهُ إِلَيْهَا وَقِصَّتُهَا مَشْهُورَةٌ فَخَاطَبَ بِهَا أَهْلَ مَكَّةَ وَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ النَّحْلِ: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ من بعد ما ظلموا} إِلَى آخَرَ السُّورَةِ مَدَنِيَّاتٌ يُخَاطِبُ بِهَا أَهْلَ مكة ومنها سورة الرعد يخاطب أَهْلَ مَكَّةَ وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ ومن أول براءة إلى قوله: {إنما المشركون نجس} خِطَابٌ لِمُشْرِكِي مَكَّةَ وَهِيَ مَدَنِيَّةٌ فَهَذَا مِنْ جُمْلَةِ مَا نَزَلَ بِمَكَّةَ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ وحكمه مدني وما أنزل فِي أَهْلِ مَكَّةَ وَحُكْمُهُ مَكِّيٌّ مَا يُشْبِهُ تَنْزِيلَ الْمَدِينَةِ فِي السُّوَرِ الْمَكِّيَّةِ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي النَّجْمِ {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الأثم} يعني كل ذنب عاقبته النار {والفواحش} يَعْنِي كُلَّ ذَنْبٍ فِيهِ حَدٌّ {إِلَّا اللَّمَمَ} وَهُوَ بَيْنَ الْحَدَّيْنِ مِنَ الذُّنُوبِ نَزَلَتْ فِي نَبْهَانَ وَالْمَرْأَةِ الَّتِي رَاوَدَهَا عَنْ نَفْسِهَا فَأَبَتْ وَالْقِصَّةُ مَشْهُورَةٌ وَاسْتَقَرَّتِ الرِّوَايَةُ بِمَا قُلْنَا وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّتِهِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِمَكَّةَ حَدٌّ وَلَا غَزْوٌ. وَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى فِي هُودٍ {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي أبي مقبل الحسين بْنِ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ وَالْمَرْأَةِ الَّتِي اشْتَرَتْ مِنْهُ التَّمْرَ فَرَاوَدَهَا([24]).

_____________________________________________________________________

([1])علوم القرآن المؤلف : السيد محمد باقر الحكيم    الجزء : 1  صفحة : 74

([2]): الإتقان في علوم القرآن المؤلف : جلال الدين السيوطي    الجزء : 1  صفحة : 35

([3])يرجع تاريخ تأسيس مكة إلى ما قبل ميلاد النبي إسماعيل وقيامه مع أبيه النبي إبراهيم برفع أساسات الكعبة ، تقع مكة غرب الحجاز والتي تسمى اليوم العربية السعودية، تبعد عن المدينة المنورة حوالي 400 كيلومتر في الاتجاه الجنوبي الغربي، وعن مدينة الطائف حوالي 120 كيلومترا في الاتجاه الشرقي، وعلى بعد 72 كيلومترا من مدينة جدة وساحل البحر الأحمر، وأقرب الموانئ لها هو ميناء جدة، يبلغ عدد أسماء مكة المكرمة عبر العصور المختلفة أكثر من خمسين اسماً وكنية، اسم مكة مذكور في القرآن مرة واحدة، في سورة الفتح في الآية: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾، ولكن سميت بأسماء أو ألقاب أخرى، فسميت بكة في سورة آل عمران في: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾،وسميت أم القرى في سورة الأنعام في: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾،وسميت أيضا البلد الأمين في سورة التين في: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِين وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) ….؟

([4])(تأسست المدينة المنورة قبل الهجرة النبوية بأكثر من 1500 عام، وعُرفت قبل ظهور الإسلام باسم “يثرب”، وقد ورد هذا الاسم في القرآن: ﴿وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا﴾المدينة المنورة يلقبها المسلمون “طيبة الطيبة” أول عاصمة في تاريخ الإسلام، وثاني أقدس الأماكن لدى المسلمين بعد مكة. تستمد المدينة المنورة أهميتها عند المسلمين من هجرة النبي محمد ’ إليها وإقامته فيها طيلة حياته الباقية.

([5]): الإتقان في علوم القرآن المؤلف : جلال الدين السيوطي    الجزء : 1  صفحة : 35

([6])هو النحوي المفسر، إمام عصره في القراءات، توفي سنة 406 “بغية الوعاة 227”.

([7])الإتقان في علوم القرآن ، جلال الدين السيوطي ، ج 1 ،ص 34

([8])مناهل العرفان في علوم القران ، الزرقاني، محمد عبد العظيم ،ج 1 ،ص 195.

([9])وقال صاحب العين: النسخ ان تزيل امرا كان من قبل يعمل به، ثم تنسخه بحادث غيره. كالآية نزل فيها امر، ثم يخفف الله عن العباد بنسخها بآية اخرى، فالآية الاولى منسوخة، والثانية ناسخة. فالنسخ في الشرع: على ثلاثة اقسام.نسخ الحكم دون اللفظ، ونسخ اللفظ دون الحكم، ونسخهما معا.

([10]) دراسات في علوم القران ، فهد الرومي ، فهد الرومي ، ج 1 ،ص 255

([11])المكي والمدني ،  محمد شفاعت رباني ،ج 1 ،ص 4.

([12])دراسات في علوم القران محمد بكر اسماعيل المؤلف : محمد بكر إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 34

([13]) تفسير شاهي ( توضيح آيات الأحكام ) ( فارسي ) ، أبي الفتح الجرجاني ( مترجم : الاشراقي ) ، ج2 ، ص40

([14]) التسهيل لعلوم التنزيل ، الغرناطي الكلبي ، ج 1 ، ص14 .

([15])مباحث في علوم القران لصبحي الصالح ، صبحي الصالح ،ج 1 ،ص 183.

([16]) سورة الاسراء ، الاية 36 .

([17])علوم القرآن المؤلف ، السيد محمد باقر الحكيم ،ج1 ، ص79 .

([18])  القرآن في الإسلام ، السيد الطباطبائي ،ص132

([19]) موجز علوم القرآن ،داود العطار ، ص142 .

([20]) البرهان في علوم القران ،الزركشي، بدر الدين ،ج 1،193 الى 198.

([21])البرهان في علوم القران ،الزركشي، بدر الدين ،ج 1،193 الى 198.

([22])  البرهان في علوم القران ،الزركشي، بدر الدين ،ج 1،193 الى 198.

([23])  البرهان في علوم القران ،الزركشي، بدر الدين ،ج 1،193 الى 198.

([24])  البرهان في علوم القران ،الزركشي، بدر الدين ،ج 1،193 الى 198.

 16,826 total views,  6 views today

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

البحث الثاني : تكملة البحث شبهات المستشرقين على الوحي ج5

 البحث الثاني :شبهات المستشرقين على الوحي الجزء (5) 2- الوحي نتيجة الامراض النفسية  ادعى بعض المستشرقين ...

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *