سرخط خبرها
خانه / تفسير القران / علوم القرأن و تأريخه / البحث الثاني : تكملة البحث شبهات حول الوحي الالهي ج3

البحث الثاني : تكملة البحث شبهات حول الوحي الالهي ج3

البحث الثاني :الوحي ،الجزء (3 )

سابعا: اشكالات وشبهات المعاصرين للنبي على الوحي

المشركون ومن اجل الاعراض عن النبي صلى الله عليه واله والوقوف في وجه دعوته الالهية اثاروا شبهات واشكالات حول النبي وكذلك الوحي الالهي ، فقد قالوا ان القرآن تأليف النبي صلى الله عليه واله ،وغيرها من الشبهات كما سوف نستعرض بعض الايات التي ذكرها القرآن الكريم في خصوص هذه الشبهات .

1- ان ما جاء به النبي كذب

قال تعالى ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا) ([1]).

ولذلك قال الالوسي (أي جاؤا بما قالوا ظلما هائلا عظيما لا يقادر قدره حيث جعلوا الحق البحت الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه إفكا مفتري من قبل البشر وهو من جهة نظمه الرائق وطرازه الفائق بحيث لو اجتمعت الإنس والجن على مباراته لعجزوا عن الإتيان بمثل آية من آياته ومن جهة اشتماله على الحكم الخفية والأحكام المستتبعة للسعادات الدينية والدنيوية والأمور الغيبية بحيث لا تناول عقول البشر ولا تحيط بفهمه القوى والقدر)([2]).

2- ان النبي تعلم القرآن من اعجمي

وقال تعالى (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ)([3]).

قال السيد الطباطبائي ( قوله تعالى : ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ) افتراء آخر منهم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو قولهم : ( إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ) وهو كما يلوح إليه سياق اعتراضهم وما ورد في الجواب عنه أنه كان هناك رجل أعجمي غير فصيح في منطقه عنده شيء من معارف الأديان وأحاديث النبوة ربما لاقاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فاتهموه بأنه يأخذ ما يدعيه وحيا منه والرجل هو الذي يعلمه وهو الذي حكاه الله تعالى من قولهم : ( إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ) وفي القول إيجاز ، وتقديره : إنما يعلمه بشر وينسب ما تعلمه منه إلى الله افتراء عليه ، وهو ظاهر.؟

وقد اجاب السيد الطباطبائي على هذه الشبهة فقال (من المعلوم أن الجواب عنه بمجرد أن لسان الرجل أعجمي والقرآن عربي مبين لا يحسم مادة الشبهة من أصلها لجواز أن يلقي إليه المطالب بلسانه الأعجمي ثم يسبكها هو صلى‌الله‌عليه‌وآله ببلاغة منطقه في قالب العربية الفصيحة بل هذا هو الأسبق إلى الذهن من قولهم : ( إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ) حيث عبروا عن ذلك بالتعليم دون التلقين والإملاء ، والتعليم أقرب إلى المعاني منه إلى الألفاظ.وبذلك يظهر أن قوله : ( لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ ـ إلى قوله ـ مُبِينٌ ) ليس وحده جوابا عن شبهتهم بل ما يتلوه من الكلام إلى تمام آيتين من تمام الجواب.

وملخص الجواب مأخوذ من جميع الآيات الثلاث أن ما اتهمتموه به أن بشرا يعلمه ثم هو ينسبه إلى الله افتراء إن أردتم أنه يعلمه القرآن بلفظه بالتلقين عليه وأن القرآن كلامه لا كلام الله فجوابه أن هذا الرجل لسانه أعجمي وهذا القرآن عربي مبين.

وإن أردتم أن الرجل يعلمه معاني القرآن ـ واللفظ لا محالة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وهو ينسبه إلى الله افتراء عليه فالجواب عنه أن الذي يتضمنه القرآن معارف حقة لا يرتاب ذو لب فيها وتضطر العقول إلى قبولها قد هدى الله النبي إليها فهو مؤمن بآيات الله إذ لو لم يكن مؤمنا لم يهده الله والله لا يهدي من لا يؤمن بآياته وإذ كان مؤمنا بآيات الله فهو لا يفتري على الله الكذب فإنه لا يفتري عليه إلا من لا يؤمن بآياته ، فليس هذا القرآن بمفترى ، ولا مأخوذا من بشر ومنسوبا إلى الله سبحانه كذبا.

فقوله ( لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) جواب عن أول شقي الشبهة وهو أن يكون القرآن بلفظه مأخوذا من بشر على نحو التلقين ، والمعنى : أن لسان الرجل الذي يلحدون أي يميلون إليه وينوونه بقولهم : ( إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ) أعجمي أي غير فصيح بين وهذا القرآن المتلو عليكم لسان عربي مبين وكيف يتصور صدور بيان عربي بليغ من رجل أعجمي اللسان.

وقوله ( إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ) إلى آخر الآيتين جواب عن ثاني شقي الشبهة وهو أن يتعلم منه المعاني ثم ينسبها إلى الله افتراء.

والمعنى : إن الذين لا يؤمنون بآيات الله ويكفرون بها لا يهديهم الله إليه وإلى معارفه الحقة الظاهرة ولهم عذاب أليم ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مؤمن بآيات الله لأنه مهدي بهداية الله ، وإنما يفتري الكذب وينسبه إلى الله الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون المستمرون على الكذب ، وأما مثل النبي المؤمن بآيات الله فإنه لا يفتري الكذب ولا يكذب فالآيتان كنايتان عن أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مهدي بهداية الله مؤمن بآياته ومثله لا يفتري ولا يكذب([4]).

3- القرآن اساطير الاولين

وبعضهم قال (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) ([5]).

 وقال تعالى{يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}([6]).

وقال تعالى{لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}([7]).

وقال تعالى{لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} ([8]).

وجواب مثل هذا الاشكال والشبهة ليس مكلفا ،فما دام ان هذه اساطير الاولين فلماذا لا تقومون بمعارضة الكتاب والقرآن الكريم فعدم معارضتكم له دليل عدم قدرتكم عليه وانه هذا القرآن وحي من الله تعالى ومعجز الهي .

قال الطبرسي ( ثم أبان سبحانه عن أحوال المشركين ، وأقوالهم ، فقال : * ( وإذا قيل لهم ) * أي : لمشركي قريش * ( ماذا أنزل ربكم ) * على محمد صلى الله عليه وآله وسلم * ( قالوا اساطيرالأولين ) * أي : أجابوا فقالوا هذا المنزل في زعمكم هو عندنا أحاديث الأولين

الكاذبة ،ليصدوا الناس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم) ([9]).

 4- الاتهام بالجنون والسحر والشعر 

قال تعالى (  ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ) ([10]).

وقال تعالى ( إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ)([11]).

وقال تعالى ( وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ) ([12]).

وقال تعالى( بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ) ([13])

وقد نفى الله تعالى عن نبيه ما نسبوه من الجنون والكهانة ،( فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ) ([14]).

بالاضافة فان قريش كانوا قبل مجيء الوحي والرسالة يقدرون النبي ويحترمونه وقد كانوا يحكموه في قضاياهم ومشاكلهم الاجتماعية الخطيرة فلو كان حقا ما يقولون فكيف يتبعون مجنونا في واقعهم الاجتماعي في حل قضاياهم ،عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن قريشا في الجاهلية هدموا البيت، فلما أرادوا بناءه حيل بينهم وبينه، والقى في روعهم الرعب حتى قال قائل منهم.ليأتي كل رجل منكم بأطيب ماله ولا تأتوا بما اكتسبتموه من قطيعة رحم أو حرام ففعلوا، فخلى بينهم وبين بنائه، فبنوه حتى انتهوا إلى موضع الحجر الأسود، فتشاجروا فيه أيهم يضع الحجر الأسود في موضعه، حتى كاد أن يكون بينهم شر. فحكموا أول من يدخل باب المسجد، فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما اتاهم أمر بثوب فبسط ثم وضع الحجر في وسطه، ثم أخذت القبايل بجوانب الثوب فرفعوه ثم تناوله صلى الله عليه وآله فوضعه في موضعه فخصه الله به([15]).

______________________________

([1]) الفرقان ، الاية 4 .

([2]): تفسير الآلوسي المؤلف : الآلوسي    الجزء : 18  صفحة : 235

([3]) سورة النحل ك الاية 103 .

([4])  الميزان في تفسير القرآن المؤلف : السيد محمد حسين الطباطبائي    الجزء : 12  صفحة : 349

([5]) سورة الفرقان : الاية 5 .

([6])  (الأنعام 25)

([7])(الأنفال 31)

([8])   (النمل 68)

([9])تفسير مجمع البيان ،  الشيخ الطبرسي، ج6 ، ص150 .

([10])  الآية 14 من سورة الدخان

([11])  الآية 25 من سورة المؤمنون

([12])  لآية 36 من سورة الصافات

([13])  .الآية 5 من سورة الأنبياء :

([14])   الآية 29 من سورة الطور

([15])   تفسير نور الثقلين المؤلف : الشيخ الحويزي    الجزء : 1  صفحة : 127

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

تاريخ القرآن ،الفصل الثاني ،البحث الاول ، معاني نزول القرآن ومراتبه

نزول القرآن الكريم ،بمعنى ان الله تعالى اظهر وجلى كلامه من عالم المعاني الى عالم المادة والدنيا وافضل قلب اتسع لهذا التجلي هو قلب الخاتم ’ لانه اطهر قلب مستعد لذلك وقد ابلغه الى المجتمع البشري . وكل انسان يستطيع ان تتجلى في قلبه معاني القرآن ولكن بشرط وجود الطهارة في نفسه وقلبه قال الصادق (عليه السلام): لقد تجلى الله لخلقه في كلامه ولكنهم لا يبصرون........؟

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *