سرخط خبرها
خانه / نصوص و مقالات / مقالات فی شرح الشعر العرفاني / شرح شعر عرفاني ،الشوق نتيجة المحبة، 3

شرح شعر عرفاني ،الشوق نتيجة المحبة، 3

 قال الشيخ بن الفارض في ديوانه (1)

قد بَرى أعظَمُ شوقي أعظُمي ،،،،،،، وفَني جِسميَ حاشا أصغَرَي

شافِعي التّوحيدُ في بُقْيَاهُما،،،،،،،، كان عندَ الحبّ عن غير يَدَي

في هذين البيتين توجد كنوز من المعاني العرفانية

شرح البيت الاول :

قد بَرى أعظَمُ شوقي أعظُمي ،،،،،،، وفَني جِسميَ حاشا أصغَرَي

الشوق نتيجة المحبة الجامحة والجارفة ،ولكن محبة الله والشوق اليه تحتاج الى ضرائب كثيرةجدا ،واحد الضرائب هي فناء ونحول الجسد ،بل حتى هذا النحول والتفتت يصل الى العظم ،وهذا حقيقة ما اشار اليه سيد العارفين ومولى الموحدين بالله علي بن ابي طالب عليه السلام عندما قال في كلماته في السير والسلوك ((حتى دق جليله ولطف غليظه))(2) .

قال شاعر اخر :

ولما ادعيت الحب قـالت : كذبتني = مالي أرى الأعضاء منك كواسيا

ما الحب حتى يلصق الجلد بالحشا = وتـذبل حتى لا تجيب المنـاديا

ولكن بقي هناك مستثنى من النحول والتفتت، الاصغرين ، وهما ،اللسان، والقلب وكما في الحديث(( المرء باصغريه بقلبه ولسانه))(3)،وفي رواية تقول ان ايوب لما ابتلاه الله بالمرض مرض به كل شي،ولكنه طلب من الله ان يبقي له اللسان، والقلب، لان اللسان محل ذكر الله ،والقلب محل عرش الله.وفي الحديث :القلب عرش الله ،وكذا في حديث اخر:( لن تسعني ارضي ولا سمواتي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن) .

البيت الثاني :

شافِعي التّوحيدُ في بُقْيَاهُما،،،،،،،، كان عندَ الحبّ عن غير يَدَي

الشافع عند المحبوب المطلق في بقاء القلب، واللسان، هو التوحيد الخالص والخالي من شوب الشرك ، وذلك لان التوحيد الحقيقي اذا سرى في العبد اصبح كالحريق يحرق كل شيء امامه سوى القلب واللسان فانها تبقى بلا ارادة من العبد ،وهذه سنة الله في الموحدين ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا .

وما احسن قول الشاعر حين يقول

   يا محرقا بالنار وجه محبه         ،،،،،،،  مهلاً فإن مدامعي تطفيه

 أحرق بها جسدي وكل جوارحي،،،،،،،، واحرص على قلبي فإنك فيه

اللهم وفقنا الى قربك بحق محمد وال محمد .

_______________________________

1- ديوان ابن الفارض : ص 87 ،دار الكتب العلمية بيروت لبنان ،1990 .

2- انظر : كتابنا منهج العرفان عند الامام علي ع : دار القاري ،بيروت لبنان ،2011.

3- : عيون الحكم والمواعظ: علي بن محمد الليثي الواسطي،ص64

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

شرح شعر عرفاني ،الله لا يبارح قلب العارف ، 2

وما برحوا معنى ً أراهمْ معي فإنْ ....نأوا صورة ً في الذِّهنِ قامَ لهمْ شكلُ ومعنى هذا البيت ،ان الحبيب (ويقصد به الحضرة الالهية ) وان بعد صورة فهو باقي معنى ،والمعنى يقوم في قلب العارف ولا شك ان المعنى اذا قام في القلب يصعب زواله .

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *