سرخط خبرها
خانه / نصوص و مقالات / مقالات فی شرح الشعر العرفاني / شرح شعر عرفاني ،الله لا يبارح قلب العارف ، 2

شرح شعر عرفاني ،الله لا يبارح قلب العارف ، 2

قال بن الفارض

وما برحوا معنى ً أراهمْ معي فإنْ ….   نأوا صورة ً في الذِّهنِ قامَ لهمْ شكلُ

فهمْ نصبَ عيني ظاهراً حيثما سروا …. وهمْ في فؤادي باطناً أينما حلُّوا

لهمْ أبداً منِّي حنوٌّ وإنْ جفوا      ….       ولي أبداً ميلٌ إلَيهِمْ، وإنْ مَلّوا([1])

البيت الاول :

وما برحوا معنى ً أراهمْ معي فإنْ ….نأوا صورة ً في الذِّهنِ قامَ لهمْ شكلُ

ومعنى هذا البيت ،ان الحبيب (ويقصد به الحضرة الالهية ) وان بعد صورة فهو باقي معنى ،والمعنى يقوم في قلب العارف ولا شك ان المعنى اذا قام في القلب يصعب زواله .

البيت الثاني :

فهمْ نصبَ عيني ظاهراً حيثما سروا …. وهمْ في فؤادي باطناً أينما حلُّوا

ومعنى البيت ؛ ان المحبوب امام عيني ، فكل شيء في الوجود من الذرة الى المجرة شاهد على عظمته ،واما في القلب فهم حضور اينما حلوا ،ولا شك هنا مبالغة في القرب الالهي واستيلاء سلطان المحبة على ظاهر العبد وباطنه وسره وعلانيته ، وكانه يقول

جنوني فيك لا يخفى ، ونارى منك لا تخبو

فأنت السمع والإبصار والأركان والقلب

البيت الثالث :

لهمْ أبداً منِّي حنوٌّ وإنْ جفوا …. ولي أبداً ميلٌ إلَيهِمْ، وإنْ مَلّوا

ومعنى البيت ، وان صدر الجفاء منهم لي ،وهذا بسببي لا بسببهم ،لان حاشا صدور الجفاء منهم ،ولكن مع ذلك لي رجاء في سعة رحمتهم ، وان ملوا مني بسبب ذنوبي وما يصدر مني من معصية ولكني واقف بباب عفوهم ومغفرتهم ،وكان حاله كما قال سيدي ومولاي السجاد ، فوعزتك لو انتهرتني ما برحت عن بابك ، ولا كففت عن تملقك ، لما ألهم قلبي من المعرفة بكرمك ، وسعة رحمتك ، إلى من يذهب العبد إلا إلى مولاه ، وإلى من يلتجئ المخلوق إلا إلى خالقه . إلهي لو قرنتني بالأصفاد ومنعتني سيبك من بين الأشهاد ، ودللت على فضائحي عيون العباد ، وأمرت بي إلى النار وحلت بيني وبين الأبرار ، ما قطعت رجائي منك ، ولا صرفت وجه تأميلي للعفو عنك ، ولا خرج حبك من قلبي .

([1])ديوان ابن فارض، ص 170

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

شرح شعر عرفاني ،الشوق نتيجة المحبة، 3

قد بَرى أعظَمُ شوقي أعظُمي ،،،،،،، وفَني جِسميَ حاشا أصغَرَي الشوق نتيجة المحبة الجامحة والجارفة ،ولكن محبة الله والشوق اليه تحتاج الى ضرائب كثيرةجدا ،واحد الضرائب هي فناء ونحول الجسد ،بل حتى هذا النحول والتفتت يصل الى العظم ،وهذا حقيقة ما اشار اليه سيد العارفين ومولى الموحدين بالله علي بن ابي طالب عليه السلام عندما قال في كلماته في السير والسلوك ((حتى دق جليله ولطف غليظه))(2) .

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *