سرخط خبرها
خانه / تفسير القران / سورة البقره / تفسير قوله تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ …………) 92 .

تفسير قوله تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ …………) 92 .

في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد (92)

قال تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ) سورة البقرة الاية 207 .

نتعرض في هذه الاية المباركة الى مطالب عدة

الاول  : سبب نزول الاية

قاعدة ثابتة عند اهل التفسير ان الوارد (الاية )لا يخصص بالمورد وهي الواقعة ، ولكن ملاحظة سبب النزول يوضح لنا المصداق والفرد الذي نزلت فيه الاية ، وعلى كل هذه الاية اختلف المفسرون  في سبب نزولها الى اراء.

قال الطوسي :قال قتادة : نزلت هذه الآية في المهاجرين والأنصار . وقال عكرمة : نزلت في أبي ذر الغفاري : جندب بن السكن ، وصهيب بن سهان ، وروي عن أبي جعفر ( ع ) أنه قال : نزلت في علي ( ع ) حين بات على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله لما أرادت قريش قتله ، حتى خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وفات المشركين أغراضهم  ([1]).

وقال الرازي في تفسير هذه الآية : جاء في سبب نزولها ثلاث روايات : منها انها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام حين بات على فراش رسول اللَّه صلى الله عليه واله ليلة الهجرة ، وانه لما نام على فراشه قام جبريل عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادي : بخ بخ من مثلك يا علي ، يباهي اللَّه بك الملائكة؟ ([2]).

الثاني : القدوة والنموذج الصالح في الاسلام

الانسان الرسالي والنموذج القدوة هو الانسان الذي وعى الاسلام وفلسفة وجوده ودائرة تكليفه في الحياة فلم يتقدم على دائرة التكليف ولم يتاخر عنه ،ولذلك فهو يعيش في دائرة الرضا الالهي ، فكل حركاته وسكناته قد جعلها لله تعالى ،وهؤلاء لم يستسلموا لكل المظاهر المغرية بالحياة مع كثرتها، بل سخروا كل امكانياتهم الفكرية والروحية والجسدية لله تعالى في كل المواقع التي تحتاج الى وجودهم من اجل بقاء خط الايمان وهم تجسيد لواقع الرسالة الالهية في الحياة ، ولا شك مثل هؤلاء في الحياة يمثلون الاقلية والذين يحملون هم الاسلام .؟

وعلى ذلك فهذا المؤمن الرسالي قد باع نفسه بشكل كامل لله تعالى ، والشراء (يَشْرِي نَفْسَهُ)  هنا بمعنى البيع كما في قوله تعالى ( وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ ([3]) وقال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) ([4])

قال البيضاوي : ومن الناس من يشري نفسه يبيعها أي يبذلها في الجهاد، أو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حتى يقتل ابتغاء مرضات الله طلبا لرضاه ([5]).

ثالثا : من لطف الله وجود الانسان الكامل في الحياة

كما يوجد الانسان الطالح والفاسد والظالم والقاتل والذي يريد ان يطمس الحق والحقيقة وينشر الظلم والباطل ويهدم اركان الدين والتوحيد والقيم والاخلاق والمباديء في الحياة الدنيا ، فمن لطف الله ورأفته وجود الانسان الكامل الرسالي الذي يحقق المباديء والأخلاق ويدفع الظلم والفساد ويقيم القسط والعدل في الارض كما قال تعالى (  وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ ) ([6]). وقال تعالى (لَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ) ([7]).  ولذلك قال تعالى (وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ) ([8]).   أي يرأف بهم بوجود مثل هؤلاء الناس .؟

________________________________________________________

([1]) التبيان في تفسير القرآن ، الشيخ الطوسي ، ج 2، ص183 .

([2]) تفسير الرازي ، فخر الدين الرازي ، ج 5 ، ص224 ، تفسير الثعلبي ، الثعلبي ، ج 2  ،ص 126 .

([3]) سورة يوسف : الاية 20 .

([4]) سورة التوبة: الاية 111.

([5])تفسير البيضاوي انوار التنزيل واسرار التاويل (ناصر الدين البيضاوي) ، الجزء : 1 ، الصفحة : 133

([6]) سورة البقرة : الاية 251 .

([7]) سورة الحج : الاية 40 .

([8]) سورة البقرة : الاية 207 .

 851 total views,  1 views today

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

تفسير قوله تعالى(لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ …..) 136.

ليس وظيفة الانبياء اجبار الناس على الايمان ولا اجبارهم على الاتصاف بصفات الكمال والسجايا الكريمة في النفس واخراج الصفات السيئة من نفوسهم من المن والتثاقل في الانفاق ، وانما وظيفة الانبياء هو التبليغ والارشاد بافضل الوسائل الممكنة من اجل ان تصل اليهم الفكرة المراد تطبيقها في واقع الحياة ،واما الهداية الى الايمان الخالص او الى السجايا الكريمة في النفس فتنفتح النفس على الايمان والانفاق بدون المن والاذى والتثاقل فتبقى في علم الله تعالى فهو اعلم بمن ضل عن سبيله وبمن اهتدى بالاضافة الى وجود الالطاف الالهية لبعض الناس الذين يشملهم الله بلطفه بعد ان اوجدوا مقدمات الهداية باختيارهم .  

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *