سرخط خبرها
خانه / تفسير القران / سورة الفاتحة / تفسير قوله تعالى(مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) (4)

تفسير قوله تعالى(مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) (4)

 في رحاب تفسير آيات القرآن المجيد  (4)

قال تعالى (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ……….؟ سورة الفاتحة من الاية 3 الى 4  .

نتعرض في هذه الاية الى مطالب

المطلب الاول : الدنيا محطة قصيرة والاخرة العالم الباقي

 ان الله تعالى لم يذكر (الدنيا) في سورة الفاتحة وينسبها اليه مع ان الله مالك للدنيا ومالك للدين (يوم القيامة ) وانما ذكر ونسب الاخرة والقيامة اليه .فقال(مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) لان عالم الاخرة العالم الحقيقي والدائمي والسرمدي وعالم الجمال الذي لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر والذي ينبغي ان يتوجه اليه الانسان بكله اليه، واما عالم الدنيا فهي محطة قصيرة جدا يمر فيها الانسان ولا ينبغي ان ينشغل الانسان فيها الا بقدر ما تكون وسيلة ويسخر فيها كل ما يستطيع الى عالم الاخرة  .

المطلب الثاني : الله لا يريد ان يلتفت الانسان الى عالم الدنيا

ان الله تعالى عندما لم يذكر الدنيا في سورة الفاتحة ،لانه لا يريد ان يلفت انتباه العبد وهو في صلاته وعروجه وحضوره الملكوتي الى عالم الدنيا المليء بالمعاصي والمفاسد ؟بل يريد ان يلفت انتباه العبد الى عالم الملكوت وعالم الاخرة والذي حضر فيه الجميع من الاولين والاخرين سواء كانوا عبيدا ام ملوكا .

قال بن عاشور : ( واعلم أن وصفه تعالى بملك يوم الدين تكملة لإجراء مجامع صفات العظمة والكمال على اسمه تعالى ، فوصف الله تعالى بأنه رب العالمين كلهم ، ثم عقب بوصفي الرحمان الرحيم لإفادة عظم رحمته ، ثم وصف بأنه ملك يوم الدين وهو وصف بما هو أعظم مما قبله لأنه ينبئ عن عموم التصرف في المخلوقات في يوم الجزاء الذي هو أول أيام الخلود ، فملك ذلك الزمان هو صاحب الملك الذي لا يشذ شيء عن الدخول تحت ملكه ، وهو الذي لا ينتهي ملكه ولا ينقضي ، فأين هذا الوصف من أوصاف المبالغة التي يفيضها الناس على أعظم الملوك : مثل ملك الملوك شاهان شاه وملك الزمان وملك الدنيا شاه جهان وما شابه ذلك ([1]) .

المطلب الثالث: العقلاء دائما ينسبون الى انفسهم الجميل

 ان الله تعالى عندما لم يذكر الدنيا لانه سيد العقلاء والعقلاء دائما ينسبون الى انفسهم ما هو الكامل ولا ينسبون الى انفسهم الدنيء والخسيس ،وهذا موجود في حياتنا فننسب الى انفسنا الجميل ونبتعد عن القبيح والسيء ، والدنيا لا قيمة لها في قبال الاخرة ولذلك لم يذكر الله الدنيا .

المطلب الرابع: الله لا يريد الاشتراك مع الانسان الظلوم الجهول

ان الله تعالى لم يذكر الدنيا لان للانسان في عالم الدنيا ملكية وان كانت اعتبارية ومتزلزلة ،والله تعالى لا يريد ان يشارك ويشترك في ملكية الدنيا التي يشترك فيها الانسان الظلوم الجهول ، واما عالم الدين وعالم الاخرة فهي له وحده لا شريك له وسوف يعترف ويقر الجميع بذلك حتى الذين كانوا يعاندون في عالم الدينا ولذلك قال تعالى:>لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار < ([2]).

قال السيوطي : ( مالك يوم الدين أي: الجزاء وهو يوم القيامة وخص بالذكر لأنه لا ملك ظاهرا فيه لأحد إلا لله تعالى بدليل لمن الملك اليوم لله، ومن قرأ مالك فمعناه مالك الأمر كله في يوم القيامة أو هو موصوف بذلك دائما كغافر الذنب فصح وقوعه صفة لمعرفة) ([3]).

_________________________

([1]) التحرير والتنوير ، محمد الطاهر ابن عاشور ،ج1 ، ص177 .دار سحنون .

([2]) سورة غافر ، الاية 16 .

([3]) تفسير الجلالين ، جلال الدين السيوطي ،ص3 ،دار ابن كثير ، سنة النشر: 1407 هـ

 800 total views,  1 views today

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

تفسير وشرح ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)(3)

كل الوجود من الذرة الى المجرة مظهر من مظاهر الرحمة الالهية ،فهو الموجد لها وهو الممد لها في بقائها ، يقول الله تعالى ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) وفي دعاء الجوشن (يا من وسعت رحمته كل شيء ) .ويقول الامام علي عليه السلام في دعاء كميل من اجل استنزال الرحمة الالهية (اللهم اني اسالك برحمتك التي وسعت كل شيء ) بل ان الامام عليه السلام يقول ( اللّهم إن لم أكن أهلاً أن أبلغ رحمتك فإنَّ رحمتك أهلٌ أن تبلغني وتسعني لأنها وسعت كلّ شيء»

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *