سرخط خبرها
خانه / نصوص و مقالات / المقالات الفکریة / دروس من عاشوراء ، اهمية الصلاة في حياة الانسان (12)

دروس من عاشوراء ، اهمية الصلاة في حياة الانسان (12)

 من عطاء وملحمة عاشوراء (12)

 اهمية الصلاة في حياة الانسان

 الصلاة من اهم العبادات والاركان في الاسلام لانها صلة وعلاقة بين العبد وبين الله تعالى وهي معراج المؤمن ،ولذا نرى ان الانبياء والائمة عليهم السلام قد كانوا مواظبين عليها ، وانما تبذل الارواح والنفوس والتضحيات من اجل اقامة الصلاة ،لذلك يقول تعالى ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ﴾ ،فاقامة الصلاة هدف وغاية الدولة العادلة في الارض ،ولا قيمة لاي عمل بدون ان يكون الانسان مؤمنا مصليا لله تعالى ،فالصلاة ان قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها .

ولذلك نرى الامام الحسين عليه السلام واصحابه لم يتركوا الصلاة وهم في ساحة المعركة وهم اقلية وقد احاط بهم الاعداء من جميع الجهات ولعل في مثل حالهم لا يلتفتون الى الصلاة فضلا عن اقامة الصلاة في وقتها .

لذلك ورد في الخبر ان ابا ثمامة الصائديّ،رأى شمس عاشوراء قد علَت نحو الزوال والحربُ قائمة ،قال للإمام الحسين عليه السّلام: يا أبا عبدالله، نفسي لنفسك الفداء، إنّي أرى هؤلاءِ قد اقتربوا منك، ولا واللهِ لا تُقتَلُ حتّى أُقتَلَ دونك إن شاء الله، وأُحِبّ أن ألقى اللهَ ربّي وقد صلّيتُ هذه الصلاة التي دنا وقتُها.فرفع الإمام الحسين عليه السّلام رأسَه الشريف إلى السماء، ثمّ قال: ذكرتَ الصلاة، جَعَلَك اللهُ من المصلّينَ الذاكرين ،نَعَم هذا أوّلُ وقتها ثمّ قال عليه السّلام ، سَلُوهم أن يكفُّوا عنّا حتّى نصلّي، وقال عليه السّلام لزهير بن القَين وسعيد بن عبدالله الحَنَفي، تقدّما أمامي حتّى أُصلّيَ الظهر،فتقدّما أمامه في نحوٍ من نصف أصحابه، حتّى صلّى بهم . 

ولذلك قال الشاعر

وصلاة الخوفِ حاشـاها فمـا            رُوِّعَتْ، والموتُ منها كان قابا

ما لَواهـا الموقفُ الدامـي وما         صَدَّها الجيشُ ابتعـاداً واقترابا

زَحفَتْ ظامئـةً والشمـسُ مِن          حَرِّهـا تَلتهبُ الأرضُ التهابـا

هزّتِ الجيشَ وقـد ضاقتْ بـه           عرْصةُ الطفِّ سُهولاً وهضابـا

سائِلِ الميـدانَ عنـها سَتَـرى           كيف أرضَتْه طِعـاناً وضِـرابا

كيف حامَتْ حُـرَمَ اللهِ فـمــا             خدشَتْ عِـزّاً ولا ذَلَّتْ جَنـابـا

كيـف دونَ اللهِ راحتْ تَـدَّري             بَهَواديـها سهامـاً وكِعـابا

وقد ورد في زيارة وارث للامام الحسين عليه السلام (أَشهَدُ أَنَّكَ قَد أَقَمتَ الصَّلاةَ ) وهذا يدل على ان الامام الحسين عليه السلام قد اقام الصلاة بكل حدودها لانه الانسان الكامل والعارف بالله،ومن صفات الانسان الكامل استغراقه في عشق الله في اثناء الصلاة ،ولذلك نرى ان الامام الحسين عليه السلام يريد ان يبقى في الحياة من اجل الصلاة لله تعالى وان تكون الصلاة اخر شيء يؤديها في الحياة ، لذلك طلب الحسين عليه السلام من اخيه العباس عليه السلام ان يؤخر هجوم الاعداء وقد ارادوا الهجوم في اليوم التاسع، فقال عليه السلام لاخيه العباس ( ارجع إليهم ، فإن استطعت أن تؤخِّرهم إلى غد ، وتدفعهم عنا العشيّة لعلّنا نصلّي لربِّنا الليلة وندعوه ونستغفره ، فهو يعلم أني قد كنت أحبّ الصلاة له ، وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار)

وهنا يقول الشاعر:

فَاسْتَمْهَلَ السِّبْطُ الطُّغَاةَ لعلَّه** يدعو إلى اللهِ العليِّ وَيَضْرَعُ

فَأَقَامَ ليلتَهُ يُنَاجي رَبَّه     **  طوراً وَيَسْجُدُ في الظلامِ وَيَرْ

وقال السيد محسن الأمين 

بات الحسينُ وصَحْبُهُ من حَوْلِهِ**ولهم دويُّ النَّحْلِ لَمَّا بَاتُوا

مِنْ رُكَّع وَسْطَ الظلامِ وسُجَّد**للهِ منهم تَكْثُرُ الدَّعَوَاتُ

وَتَرَاءَتِ الْحُورُ الحِسَانُ وَزُيِّنَتْ**لِقُدُومِهِمْ بنعيمِها الجَنَّاتُ

وَبَدَا الصَّبَاحُ وَلَمْ تَنَمْ عينٌ لهم**كلاّ وَلاَ نَابَتْهُمُ غَفَوَاتُ

وكذلك الامام الحسين عليه السلام قد اقام الصلاة لانه ابقى الصلاة للامة وحافظ عليها من الزوال بعد ان ضحى بنفسه من اجل بقائها وقد كان يزيد يريد القضاء عليها ومحوها ،لذا يقول الإمام زين العابدين(عليه السلام) حينما سأله إبراهيم بن طلحة بن عبدالله قائلاً : من الغالب ؟ قال (عليه السلام) : «إذا دخل وقت الصلاة فأذّن وأقم تعرف الغالب» .

اللهم بحق الحسين اشف صدر الحسين بظهور المهدي عليه السلام

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

السر في الابداع والنجاح والتوفيق وقطف الثمار وبقاء الاثر هو الاخلاص .

الاخلاص السر في الابداع والنجاح والتوفيق وقطف الثمار وبقاء الاثر هو الاخلاص . هذه احد ...

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *