طبيعة الانسان يحب التنوع في الكثير من مفردات حياته وهو لا يستطيع ان يعود نفسه على شيء واحد فكيف بالطعام ،فمهما كان الطعام لذيذا فلا يستطيع ان يصبر عليه بل يريد التنوع في الطعام ولذلك خلق الله الكون وفيه هذا التنوع العجيب وعلى سبيل المثال نرى الفصول الاربعة  الصيف والشتاء والربيع والخريف ،والتنوع في البحار والمحيطات والانهار ،والتنوع في الجبال والسهول والهضاب ،وهكذا نرى التنوع في الطعام وانواعه الكثيرة وهذه النعم خلقها الله للانسان لذلك على الانسان ان لا يحرم تفسها منها كما قال تعالى (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ )

ان الانبياء والاولياء عليهم السلام يمتلكون الاسم الاعظم وبه يستطيعون ان يتصرفوا في الوجود كما يتصرف الشخص بالدرهم يقلبه كيف يشاء ، لان الوجود ممكن وكل ممكن يقع في حيز التصرف فلا يمكن ان يقف شيء امام القدرة الالهية (كن فيكون)،ولكن هذا التصرف وتغيير الاشياء وتحولها من شيء الى شيء اخر يحتاج . 1- المصلحة الشديدة والاكيدة ،وهنا بني اسرائيل كانوا بحاجة شديدة الى الماء لانهم في التيه وقد طلب موسى عليه السلام الماء من الله تعالى (واذ استسقى موسى لقومه ) . 2- الاذن الالهي ، كما ورد في قوله تعالى (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ) ([1]) . ولذلك  لا يمكن للانبياء والاولياء استخدام الاسم الاعظم وان كانوا يملكونه الا بالاذن الالهي والا فسوف يخرجون عن دائرة الطاعة الالهية ولا يكون فرق بينهم وبين غيرهم ،ولذلك جاء الاذن الالهي فقال الله تعالى لموسى (فقلنا اضرب بعصاك الحجر).

هناك بعض الحمقى والجهلة يبرر لنفسه الانحراف والالحاد والفسق والخروج عن الدين وينظر الى الدين ورجاله ولو كانوا صالحين لا يعرفهم نظرة الاشمئزاز والدونية والاحتقار عندما يرى شخصا محسوبا على الدين وقد اساء السلوك والعمل في الواقع الاجتماعي او السياسي .

يجب على الانسان ان يتعامل مع هذا العالم الافتراضي والمجازي (عالم التواصل الاجتماعي) بحذر شديد وخطة محكمة ونظام وقانون ويستفيد من هذا العالم الاستفادة المفيدة ويبتعد عن العشوائية في التعامل مع هذه البرامج لئلا يسقط في فخ مفاسد هذه البرامج وفخ الشيطان والنفس الامارة بالسوء والهوى فيصبح هذا العالم معبوده دون الله تعالى .؟  

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن تواضع لله رفعاه ومن تكبر وضعاه) .

نعم الله كثيرة جدا لا يمكن احصائها كما قال تعالى ( وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) ([8]) . ولذلك الانسان بحاجة الى الشكر الدائم لله تعالى المنعم والمتفضل وعلى بني اسرائيل ان يشكروا الله كثيرا على نعمه وعلى نعمة ارجاعهم بعد موتهم . قال الطبرسي: وقوله: (لعلكم تشكرون) أي: لكي تشكروا الله على نعمه التي منها رده الحياة إليكم. وفي هذا إثبات لمعجزة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، واحتجاج على مشركي العرب الذين كانوا غير مؤمنين بالبعث([9]) .  

لماذا تهتم الكتب السماوية في الهداية الانسان بطبيعته يهتم بجانب الحياة لانها حسية ،ولانه يحتاج اليها بشكل يومي وعملي فيستخدم الطاقة والطب ووسائل النقل ،وكما قيل الحاجة ام الاختراع ،ولكن موضوع الهداية والاخلاق والعلاقة بالله والاخرة والغيب والعمل الصالح والعبادي فهذه الامور الاعم الاغلب من الناس يتغافل عنها الانسان في حياته ، وهذه الحقيقة يعرفها الله تعالى في طبيعة الانسان ولذلك تحتاج الى التذكير من قبل الله تعالى بشكل دائم ومستمر وهذا ما نراه من حركة الانبياء وبعث الرسل وانزال الكتب لكي تبقى حركة الهداية في المجتمع .؟

ايها الانسان انظر في عيوب نفسك ولا تفكر في عيوب الناس .؟

الاسلام منظومة متكاملة للحياة تركها المسلمون 

النجاح الحقيقي في رضا الله وقربه