سرخط خبرها
خانه / نصوص و مقالات / المقالات الاجتماعیة / ظاهرة انعدم الشعور  بالمسؤولية(6)

ظاهرة انعدم الشعور  بالمسؤولية(6)

الظواهر الاجتماعية السلبية ومعالجتها (6)

سادسا : ظاهرة انعدم الشعور  بالمسؤولية

الانسان في هذه الحياة لم يخلقه الله لوحده ليعيش لوحده بل هو مع الملايين من الناس سواء في مجتمعه ،ولذا فهو يعيش بنفسه ومع اسرته ومع المجتمع الذي عادة يتكون من اقاربه وجيرانه واهل مدينته وبلده.

والشعور بالمسؤولية شعور مغروز في النفوس الكبيرة التي تستشعر بالمسؤولية سواء كانت على النفس بما هي ذات مطلوب منها بعض الواجبات او تستشعر بالاخرين كالاسرة او المجتمع ،ولذا نجد ان اعظم من تتجلى فيهم روح الشعور بالمسؤولية الانبياء والاولياء والائمة عليهم السلام فهم يعطون كل شيء في سبيل خدمة المجتمع ولا ينتظرون في قبال ذلك أي شيء منهم. بل قد نجد احيانا بعض الشخصيات التاريخية وهم ليسوا انبياء قد تحلوا بروح الشعور بالمسؤولية كغاندي وجيفارا وغيرهم .

اسباب انعدام الشعور بالمسؤولية

الانانية والتكبر والغرور اكبر الموانع التي تتجسد في الانسان الفاقد للشعور بالمسؤولية فالاناني لا يفكر الا في مصلحة نفسه فقط وكأنما يعيش لوحده في الكون ،فهو حتى لو فكر ان يعطي للاخر بحكم موقعه في الحياة فهو لا يعطي الا في قبال ان ياخذ اكثر مما يعطي في الحياة .وكذلك من الاسباب هو الاتكالية في الامور ،فبعض الناس يحب ان يتكل على غيره في العمل ولا يبادر هو في العمل ..؟

نتائج عدم الشعور بالمسؤولية

ان نتائج عدم الشعور بالمسؤولية نتائج خطيرة وكارثية ، سواء على مستوى النفس بما هي نفس او على مستوى المجتمع بما هو مجتمع ،فاما على مستوى النفس فسوف يصبح هذا الانسان غير محب للناس ولا يتقن أي عمل بيده ولا يخلص في عمله ؟ واما على مستوى المجتمع فسوف لا يساهم في خدمة المجتمع على جميع الاصعدة .

علاج وحلول الشعور بالمسؤولية

لقد عالج الاسلام بشكل موضوعي وحقيقي مسالة تنمية الشعور بالمسؤولية لدى الانسان المسلم ضمن عدة قوانين وتشريعات في القران الكريم او السنة النبوية بالاضافة الى السلوك العملي الذي كان يقوم به النبي ’ في واقع الامة.

كقوله تعالى : ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾. [سورة المائدة : 2]. وكذلك قوله تعالى  >وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَر <ِ

وكقول النبي 🙁 كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا)

ومن اجل تنمية الشعور بالمسؤولية حتى تتحول هذه الصفة الى ثقافة في المجتمع يجب ان نؤسس لمنهج صحيح وعملي ضمن دراسة نظرية في المدرسة والجامعة ويجب ان نعمل على وضع مادة باسم ( منهج الشعور بالمسؤولية ) لكي تكون هذه المادة جزء منها نظري والجزء الاخر عملي يقوم به الاستاذ والطالب بشكل عملي في واقع المجتمع .

ويبقى دور الاسرة والجهات الحكومية والاعلام والمؤسسات الدينية مهمة في غرس وزرع وتنشيط الشعور بالمسؤولية لدى افراد المجتمع .

 1,024 total views,  1 views today

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

الرؤيا والاحلام حقيقتها وفلسفتها .

 الرؤية والاحلام في المنام حقيقة لا يمكن انكارها ،فما ان ينام الانسان في فراشه ويغمض عينه حتى يجد نفسه في عالم اخر يختلف عن عالم الدنيا ، فقد يشاهد الماضي وقد يشاهد   الحاضر وقد يشاهد المستقبل والمشاهد التي يراها كثيرة ومتنوعة فبعضها رموز وبعضها غير ذلك وقد يرى الاموات ويتحدث معهم وهكذا .

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *