الشباب الواعي ذخيرة المجتمع ،التنمية البشرية 2

الشباب الواعي ذخيرة المجتمع

الشباب حالة تصاحب الانسان وتتميز بالنشاط والحيوية وتكون هذه الفترة هي افضل فترة الانسان ،وهي فترة تحمل اعباء المسؤولية والسعي والحركة والقوة والنشاط ،ولا شك بان الشباب ثروة كبيرة في حاضر الامة ،وفي مستقبلها،ولذا نرى حتى الانبياء عليهم السلام كانت حركتهم للدعوة الى الله في فترة الشباب ، وقد عرض القرآن الكريم بعض من صور الانبياء والاولياء من الرجال والنساء وكيف تصدوا للدفاع عن القيم والمباديء والتوحيد في قبال الحكام والجائرين والظالمين في هذه الفترة من حياتهم.
1- ابراهيم الخليل:

كان شابا وفتى استطاع ان يحطم الاصنام ويحطم اسطورة عبادتها من قبل المجتمع ، ولم يرهب ويخاف من قوة السلطان وقد ذكر القران ذلك .

قال تعالى { قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين ،قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم }.
2- اصحاب الكهف:

هؤلاء الفتية استطاعوا ان يخرجوا على النمط الذي كان يعيش فيه المجتمع من عبادة الاوثان والشرك ،ولجأوا الى الى الله تعالى وتوحيده فقال تعالى بحقهم

{ نحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى، وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطاً }
3- آسيا بنت مزاحم:

هذه المراة الشابة المثالية المجاهدة المؤمنة زوجة اكبر ملك وامبراطور في الارض ، ولكنها رفضت الملك والسلطان وحياة الدعة والاسترخاء،وفضلت حياة القهر والقتل والموت على العيش مع الانسان المشرك والظالم والكافر بنعم الله قال تعالى

{ وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين }
وبعد هذه المقدمة كيف لنا ان نصنع جيلا من الشباب الواعي كي يخدم الامة والمجتمع
اولا: التسلح بالعلم والمعرفة

يجب التسلح بالعلم والمعرفة وقوة العقل والفكر ،فلا يمكن للمجتمع ان يتطور على جميع الاصعدة ،بدون حركة علمية واعية ومدروسة ضمن استراتيجية وخطة محكمة،وفترة الشباب هي افضل فترة ذهبية لقبول العلم والمعرفة .ولذا يجب ان تتهيا مؤسسات البلاد العلمية والتربوية من اجل ان تاخذ دورها ابتداء من الروضة الى الجامعة بتوفير كل المستلزمات وما يحتاجه التلميذ، والطالب في المدرسة والجامعة سواء على المستوى العلمي او الترفيهي بحيث تجعل الطالب يعيش في المدرسة والجامعة افضل مما يعيش في بيت اهله كي ننتظر النتائج الصحيحة ويكون الابداع .
ثانيا : التلبس بالاخلاق الحميدة

يجب ان تاخذ الاخلاق والتربية الاخلاقية دورها في حياة الشباب ويجب ان يكون ذلك من خلال الاسرة، وكذلك اعداد منهج تربوي واخلاقي في المدارس والجامعات يركز على كيفية التحلي بالاخلاق من الصدق والامانة والاخلاص والاحسان وكظم الغيظ وبقية الاخلاق الحميدة….والابتعاد عن مساويء الاخلاق والرذائل من الغش والخيانة والكذب وغيرها من مساويء الاخلاق .
اللهم وفقنا في اعمارنا وحياتنا لكل خير فيه صلاح الامة والمجتمع واجعل ذلك خالصا لوجهك الكريم يارب يا ذا الجلال والاكرام .