التوازن بين متطلبات الدنيا والاخرة ،التنمية البشرية 1

اعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً

ورد عن امير المؤمنين عليه السلام قوله :

(اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا ،واعمل لاخرتك كانك تموت غدا)(1) .
هذا الحديث الشريف يشير بشكل واضح الى مطلوبية التوازن بين الدنيا والاخرة .

فبعض الناس يسعى بكله الى الدنيا وينسى امر الاخرة ،وكأن  لا وجود للاخرة في حياته ولسان حاله يقول ( وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ) ،ولذلك فمثل هذا الانسان لا يفرق بين الحلال والحرام والحق والباطل والصح والخطأ .؟

وبعض الناس يسعى الى العبادة ويترك امر الدنيا ويصبح عالة على غيره والمجتمع ؟.

قال العلاء ،يا أمير المؤمنين أشكوا إليك أخي عاصم بن زياد ، قال وما له ؟ قال لبس العباءة وتخلى عن الدنيا . قال علي به . فلما جاء قال :يا عدي نفسه لقد استهام بك الخبيث ، أما رحمت أهلك وولدك .أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أن تأخذها ؟ أنت أهون على الله من ذلك . قال : يا أمير المؤمنين هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك . قال :ويحك إني لست كأنت ، إن الله فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره .؟

ولا شك ولا ريب خطا الطريق الاول ،وخطا الطريق الثاني..
لذلك ينبغي للانسان ان يوازن بين بين متطلبات الدنيا وبين متطلبات الاخرة .
ويجب على الانسان السعي لتحصيل امور الدنيا ،من العمل والوظيفة وبناء المسكن والعيش الطيب والكريم وتوفير كل ما يمكن الاستفادة منه في الحياة الدنيا ،ولكن في قبال ذلك يجب ان يكون ذلك كله بالكسب الحلال ومن الطريق المشروع بالاضافةالى الاعمال العبادية المتوزعة بين الليل والنهار .وعندها يكون الانسان قد عمل للاخرة (واعمل لاخرتك كانك تموت غدا).

السلام عليك يا امير المؤمنين يا قائد الغر المحجلين … اللهم وفقنا الى السير على منهج محمد وال محمد.

_______________________
1- مستدرك الوسائل :الميرزا النوري : ج1 ،ص146 .