جهاد النفس اشق من الجهاد في ساحة المعركة

النفس ” الجوهر المجرد عن المادة” ،وهي البعد الثاني في كيان ووجود الانسان وما البدن الا آلة للنفس تحركه نحو الخير أو الشر ،؟ والذي عمل بكلا الجهادين يعرف بشكل واضح الفرق بين جهاد النفس ،والجهاد في ساحة المعركة . واليك الفرق بينهما

(( جهاد المعركة ))

1- في ساحة المعركة عدو خارجي واضح لانه امامك ،وهناك من يعينك ويساعدك على قتاله ….

2- في ساحة المعركة ،اما ان تقتل العدو وتنتصر عليه ، واما ان ينتصر عليك ، ولذا فالمعركة لها وقت وتنتهي منه وليس الى اخر العمر …

3- اقصى ما تخسره في الجهاد الخارجي هو بدنك والموت لكي تذهب الى عالم الاخرة

(( جهاد النفس ))
1- في جهاد النفس الميدان هو النفس وتخليصها من الجهل ، والضلال ، والفتن ، والرذائل الكثيرة من الكذب والتكبر ، والغرور ، والعجب بالنفس ،والغيبة، والنميمة، والبخل ،والجهل ،والجبن والحرص واخذ المال الحرام ،والرشوة ،وحب السلطة والكرسي ،وحب المال ،وحب الدنيا، وايحاءات الشيطان الكثيرة….؟

2- المعركة مع النفس مستمرة مع الانسان والى اخر يوم من حياته، فليس لها وقت محدد لانها معركة الانسان مع الاهواء والشيطان والنفس الامارة بالسوء.
3- في جهاد النفس ،الانسان وحده وليس معه احد كما هي المعركة مع الاعداء في الخارج ،ولكن يستطيع الانسان ان يستعين بالله تعالى ويتوكل عليه ويثق به ويصبر .؟

4- اذا ترك الانسان جهاد النفس حتى لو ربح شيئا من حاجات الدنيا ، ولكنه سوف يفقد الاخرة التي خلق الانسان من اجلها والبقاء فيها الى ما شاء الله….

ومن خلال الفرق بين جهاد النفس وجهاد العدو الخارجي نعرف حقيقة جهاد النفس ومشقته وصعوبته لان النفس قد تعودت على الراحة والدعة واشتغلت باشياء اخرى غير مطلوبة منها ، وقد حدثنا التاريخ ولا يزال الكثير من نجحوا في جهاد العدو الخارجي ، ولكنهم سقطوا في جهاد النفس .
ولذا قال النبي صلى الله عليه واله في الحديث المروي عن الصادق عليه السلام ” أن النبي’ بعث سرية فلما رجعوا، قال مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر، فقيل يا. رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال (جهاد النفس) .

اللهم لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين ابدا ، اللهم احينا حياة محمد وال محمد وامتنا ممات محمد وال محمد بحق محمد وال محمد .