الظواهر الاجتماعية السلبية ومعالجتها ،ظاهرة اللامبالات بالدين (2)

الظواهر الاجتماعية السلبية ومعالجتها (2)

  ثانيا : ظاهرة اللامبالات بالدين واحكامه وعلاج ذلك

اللامبالات بالدين 

الدين مجموعة قوانين الهية جاءت من اجل تنظيم حياة الانسان على جميع المستويات العبادية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والاخلاقية وكل ما له علاقة بحياة وسلوك الانسان وربط الانسان بخالقه تعالى .

ونحن نرى ظاهرة اجتماعية تكاد تكون واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار وهو عدم مبالات الناس بالدين والعمل باحكامه في سلوكهم وحياتهم وحركتهم في الحياة على جميع الاصعدة ابتداء من الاسرة وانتهاء الى الواقع الاجتماعي والمؤسساتي .

اسباب اللامبالات بالدين

يمكن القول ان الجهل بفلسفة الدين واحكامه في الحياة من اهم الاسباب من وراء عدم المبالات بالدين واحكام الدين فالانسان اذا جهل شيئا عاداه ،كذلك من الاسباب في عدم المبالات بالدين حب الدنيا والتعلق بها فانت ترى ان الناس تدور حول الدنيا ومتعلقات الدنيا كالاموال ، السياسية ،وغيرها من حطام الدنيا ؟.فهم يدورون حول هذه الاشياء كما يدور الحاج حول البيت الحرام.

 واما مظاهر العبادة في حياة الناس من الصوم والصلاة والحج وغيرها من العبادات والزيارة فهي عرض وعادة قد تعودها الناس في حياتهم اليومية وقلدوا ابائهم فيها وليس جوهرا محركا في واقعهم وسلوكهم الحياتي ،وعلى هذا فالدين ليس محركا وانما عادة في حياتهم ،وقد يمكن القول اصبح  الانسان جسد بلا روج وكأنه رجل آلي .

ولكن قد يدعي البعض ان سبب اللامبالات بالدين والخروج عن احكام الدين بسبب ان بعض من تصدى للدين لا يعمل بالدين وقد اساء للدين ؟.

ولكن هذا مجرد مبرر نابع عن الجهل فالدين لله تعالى والدين نظرية يجب على الجميع ان يلتزم بها سواء رجال الدين او غيرهم من الناس لان الجميع سوف يقف امام الله تعالى للحساب ،نعم قد يكون رجل الدين الذي اساء للدين يحاسب اكثر بحكم موقعه .

نتائج اللامبالات بالدين

ان الخروج عن القوانين الالهية هو التعب والمشقة والمصائب في الحياة فالامم تبقى ببقاء اخلاقها وعلاقتها بربها والعمل باحكامه وليس بالخروج عنها ،فالخروج عن القوانين يعني زوال النعم ثم العقاب الالهي وليس لله بظلام للعبيد .

قال تعالى :(وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ) ^([1]).  

وقال تعالى : ( وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا) ^([2]).  

وقال تعالى : (وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) ^([3]).  

   علاج اللامبالات بالدين

التوبة والرجوع الى الله ومعرفة فلسفة الدين ، وان يدرك الانسان ويتيقن ان سعادته والحياة الطيبة له في قربه من الله والعمل باحكامه التي جعلها ووضعها للانسان على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع كما قال تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) ^([4]).  

وقد يدعي البعض ؟ اننا نرى الملحد والكافر والفاسق ومع ذلك فهو يعيش السعادة كما نرى الغرب الاوربي ووصولهم الى القمة في التقدم الصناعي والاقتصادي والعلمي .

اقول هذه مظاهر خادعة قد تنطوي على السذج من الناس فالحياة التي يعيشونها حياة بهيمية لا روح فيها ولذلك قد ترى الكثير منهم يلجا الى الشرب والمخدرات وغير ذلك من اجل ان يخفف عن نفسه الالام والاحزان التي يتعرض لها في حياته .ولكنهم نظموا انفسهم بشكل صحيح وقانوني ..؟

_______________________________

([1])  الآية 58 من سورة القصص

([2])الآية 8 من سورة الطلاق

([3])الآية 48 من سورة الحج

([4])الآية 97 من سورة النحل

 2,780 total views,  2 views today