كيف نطور المنبر الحسيني
mohamed baqr
2016-09-30
المقالات الفکریة
654 بازدید
اسباب عدم تطور المنبر الحسيني
من اجل ان نضع الحلول لرفع مستوى المنبر الحسيني يجب علينا أن ندرس أسباب عدم تجديد الخطاب في المنبر الحسيني .؟
1- البعض يتصور ان دراسة العلوم الدينية والحوزة امر سهل لا يحتاج الى عناء وتعب ؟ وهذا وهم وخطأ جسيم بل المعارف والعلوم الدينية لا تقل عن بقية العلوم الأخرى إذ لم نقل أكثر تعقيدا ولذلك نحن في هذه العلوم نحتاج إلى الأذكياء جدا كي يذهبوا إلى الحوزة ،ولكن المجتمع عندما يكون ابنهم من الاذكياء وياتي بمعدل كبير يرسلونه إلى الكليات التي تضمن مستقبله الحياتي ولا يرسلونه إلى الحوزة خوفا من الفقر والحاجة ،ولذلك هنا يجب أن نلوم المجتمع اولا ،؟ فكيف نريد خطيبا وعالما ومفكرا وفيلسوفا ويمكن ان يغير واقع المجتمع ولا نعد مقدمات ذلك ؟.إنهاقسمة ضيزى؟.والنتائج تتبع المقدمات كماقيل في علم المنطق.
2- العلوم الدينية حتى تكون مؤثرة – في الواقع وما يخرج من القلب يدخل في القلب تحتاج بالإضافة إلى الذكاء ومواصلة العلم ليلا ونهارا- تحتاج إلى التقوى والورع والتطبيق العملي للمفاهيم الدينية ، وهذا كما ترون ليس أمرا سهلا بل هو في غاية الصعوبة،وذلك لان تطبيق المفاهيم القيمية والأخلاقية في مسيرة حياة الانسان تحتاج الى تهذيب النفس الامارة بالسوء وقيادتها بشكل حازم امام المغريات الدنيوية كي يكون هذا الانسان أسوة وقدوة في واقع المجتمع ،وليس إلى شخصية خطابها لا يعكس واقعها .
3- تجديد الخطاب وما تحتاجه الامة والمجتمع يحتاج إلى الرؤية الواضحة للواقع وفلسفة الحياة وعملية ربط الماضي بالحاضر والاستفادة من التجارب والتاريخ ، وهذا يحتاج إلى عقلية واعية غير منحازة إلى جهة معينة لترويج أفكارها بل تنظر إلى الجميع بنظرة الرحمة والمحبة بلا فرق بين القريب والبعيد وتدعوهم إلى القيم والأخلاق والعمل والتطور والتعاون والذي ينسجم مع القرآن وفكر وروايات أهل البيت عليهم السلام.
4- تجديد الخطاب يحتاج إلى الانسان الذي يحمل وعي الرسالة والإسلام في حركيته في الحياة وليس الى انسان يريد أن يحصل على مبلغ معين ايام عاشوراءويرجع الى بيته،وبعبارة اخرى نحن بحاجة الى الإنسان الرسالي والمبلغ الواعي الذي يعيش هم الاسلام لا هم كيف يحصل على الاموال ويستغني بالاسلام فيصبح المنبر تجاريا بدل ان يكون منبرا للوعي .
5- تجديد الخطاب يحتاج إلى الشجاعة والسير خلاف هوى المجتمع لأن المجتمع لا يحب الكلام الفلسفي والبحث العلمي وإنما يريد الصوت الجميل للنعى والقصص التي تحكى في المجالس والدواوين وينتهي عاشوراء بدون ان نستفيد منه شيئا ،ومثل هذا المجلس لا يمكن ان يغير واقع المجتمع .
6-يجب ان تواكب الحوزة العلمية التطور في العالم فالعالم اصبح يعيش الحالة المؤسساتية وليس يقتصر على بيوت او مؤسسات وحواشي، ولذلك اذا اردنا ان يتطور طالب الحوزة العلمية بما يواكب التطور ويكون له دور في حياة المجتمع علينا ان نجعل الطالب يعيش الحياة المؤسساتية والعلوم الحديثة في كيفية استخدام وسائل الحكمة والموعظة الحسنة في كيفية تغيير المجتمع ،فالشباب اليوم غير الشباب قبل عشرات السنين فهو اليوم يعيش عصر التكنلوجيا والانترنت ولذلك كيف لنا ان نجعل الشاب يعيش الاسلام ولا يضره استخدام الاجهزة والتطور في العالم .
7 – يجب على المجتمع دعم مؤسسات الوعي الاسلامي بكل ما اوتوا ماليا ومعنويا حتى يستطيع طالب العلم الديني من اخذه دوره بشكل صحيح في المجتمع .فالذي ينتقد دور المنبر عليه ان يساهم في رفع دوره ولا ينتقد من اجل الانتقاد .
8- ثم لو فرض وجود خطيب بالمواصفات المطلوبة التي يريدها الإسلام الصحيح ويخدم المجتمع ويطوره في حياته ،فهل سوف يلتف حوله المجتمع ويدعموه انا أشك في هذا لأن المجتمع الآن أصبح أكثر تعقيدا وذلك أن المجتمع يستمع إلى الخطيب الذي يكون من حزبه وجهته ولا يستمع إلى الخطيب من جهة اخرى ولو كان مستقلا في طرحه .
9- اذا لم نقم باي دور من الاذوار من اجل رفع مستوى المنبر ،واذا نرى الاسباب ولم نعالجها فنحن جميعا مسؤولون امام الله والتاريخ والامام الحسين عليه السلام. وبالتالي سوف يكون المنبر فاقد لقيمته وفاقد الشيء لا يعطيه .
أسأل الله أن يأتي اليوم الذي يشترك فيه الجميع من أجل بناء الإنسان والوطن .وان كل إنسان عندما يوصي الآخرين بشيء أو أن ينتقد الواقع عليه ان يقدم البديل أو يساهم في رفع الأسباب التي أدت إلى وجود ألظاهرة الخطأ.
albahadili الشيخ الأستاذ عبد الرضا البهادلي شرائع الاسلام المحقق الحلي 2016-09-30