سرخط خبرها
خانه / نصوص و مقالات / المقالات الفکریة / دروس من عاشوراء ،التغيير الاجتماعي عملية تكاملية (10)

دروس من عاشوراء ،التغيير الاجتماعي عملية تكاملية (10)

 من عطاء وملحمة عاشوراء (10) 

التغيير الاجتماعي عملية تكاملية لها شروط وعوامل ؟

عملية التغيير الاجتماعي وحدوثها في الواقع تحتاج الى عدة عوامل ،فالتغيير عملية تكاملية فلا يمكن ان يتغير واقع الامة بدون ان تتكامل ووتوفر هذه العوامل في الواقع الخارجي ،فالتغيير لا يحدث صدفة او يحدث عشوائيا او نتيجة توفر احد العوامل بل التغيير الاجتماعي هو عملية تكاملية ياتي ضمن شروط موضوعية في الواقع .ومن اهم هذه الشروط والعوامل .

اولا : المنهج الصحيح والمتكامل في بناء الانسان .؟

ثانيا : المحرك للمنهج وهو الانسان والذي استوعب المنهج على مستوى النظرية وعلى مستوى السلوك .

ثالثا : تفاعل الامة والقاعدة مع عملية التغيير ،بحيث تكون القاعدة مستعدة لعملية التغيير الاجتماعي وتعطي وتبذل كل ما يمكن من اجل التغيير .   

ومن عاشوراء العطاء نستفيد درسا تاريخيا كبيرا للاجيال ،وهو على الرغم من توفر العوامل المهمة في عملية التغيير وهو

1- وجود المنهج والفكر الصحيح للتغيير وهو منهج الاسلام والقران والرسالة الخاتمة للاديان والتي فيها سعادة الانسان في الدنيا والاخرة .

2- ووجود القائد المعصوم والانسان الكامل وهو الامام الحسين عليه السلام الذي هو عدل القران .

3- ولكن يوجد خلل في العنصر والعامل الثالث وهو القاعدة الجماهيرية ومادة التغيير فهم (اهل الكوفة) بالرغم من انهم كتبوا للامام الحسين وطلبوا منه المجيء للعراق ولكن خذلوه ولم ينصروه ،وهذا نص من رسائلهم ( بسم الله الرحمن الرحيم، لحسين بن علي من سليمان بن صرّد والمسيب بن نجية ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر، وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة. سلام عليك فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد: فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتـزى على هذه الأمة فابتـزها وغصبها فيأها وتأمر عليها بغير رضى منها، ثم قتل خيارها واستبقى شرارها، وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وأغنيائها، فبعداً له كما بعدت ثمود. إنه ليس علينا إمام، فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق، والنعمان بن بشير في قصر الإمارة لسنا نجتمع معه في جمعة، ولا نخرج معه إلى عيد، ولو قد بلغنا أنك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله، والسلام ورحمة الله عليك ).

وقد اجابهم الامام الحسين عليه السلام (بسم الله الرحمن الرحيم. من حسين بن علي الي الملأ من المؤمنين و المسلمين؛ أما بعد، فان هانئا و سعيدا قدما علي بكتبكم، و كانا آخر من قدم علي من رسلكم، و قد فهمت كل الذي اقتصصتم و ذكرتم، و مقالة جلكم: انه ليس علينا امام، فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك علي الهدي و الحق. و قد بعثت اليكم أخي و ابن عمي و ثقتي من أهل بيتي، و أمرته أن يكتب الي بحالكم و أمركم و رأيكم، فان كتب الي، أنه قد أجمع رأي ملئكم و ذوي الفضل و الحجي منكم علي مثل ما قدمت علي به رسلكم، و قرأت في كتبكم، أقدم عليكم و شيكا ان شاء الله؛ فلعمري ما الامام الا العامل بالكتاب، و الآخذ بالقسط، و الدائن بالحق ، الحابس نفسه علي ذات الله، و السلام.)

ولذلك لما وصل مسلم بن عقيل عليه السلام كتب الى الامام الحسين عليه السلام ، ناقلا اليه صورةً حيّة للأحداث والوقائع التي تجري أمام عينيه في الكوفة، وقيّم له الموقف وأعرب عن تفاؤلهِ وسأله القدوم وقد جاء في رسالة مسلم للإمام عليه السلام ، ( أَمّا بعد، فإن الرائد لايكذب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشَر ألفاً، فعجّل حين يأتيك كتابي، فإنّ الناس كلَّهُم معك، ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوىً ).

والخلاصة ؛ ان عملية التغيير الاجتماعي وان توفر فيها العامل الاول (وجود المنهج) والعامل الثاني وهو (وجود القائد والانسان الكامل) ،ولكن يجب توفر العامل الثالث وهو وجود القاعدة الصالحة والمخلصة من اجل عملية التغيير ،فبدون العامل الثالث لا يمكن التغيير الاجتماعي ،ولذلك اهل الكوفة كانوا وراء عدم انتصار الامام الحسين عليه السلام على دولة الظلم والفساد التي يقودها يزيد بن معاوية ،لان القاعدة كانت تعيش حالة عدم الوعي وانعدام الارادة والانهزامية وعدم التضحية من اجل المباديء والقيم . وبالتالي رضوا بالذل والهوان والظلم والفساد وخذلوا الامام الحسين وحركته الاصلاحية في الامة .؟ 

وهذا ما نراه جليا عندما قرع الامام زين العبدين اهل الكوفة (ايها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم. أنا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل ولاتراث،أنا ابن من انتُهِكَ حريمُهُ،وسُلِبَ نعيمُهُ، وانتُهبَ مالُهُ،وسُبِيَّ عياله،أنا ابن من قتل صبرا وكفى بذلك فخرا، ايها الناس ناشدتكم بالله هل تعلمون إنكم كتبتم الى أبي وخدعتموه،وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة ثم قاتلتموه وخذلتموه، فتبا لكم لما قدمتم لإنفسكم،وسوأةً لرأيكم،بأية عين تنظرون الى رسول الله صلى الله عليه واله إذ يقول لكم:قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي،فلستم من أمتي ، فإرتفعت أصوات الناس بالبكاء من كل ناحية، ويقول بعضهم لبعض:هلكتم وماتعلمون)؟

وكذلك السيدة زينب عليها السلام كذلك قامت بتقريعهم عندما قالت لهم ( أما بعد : يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر !! أتبكون ؟ فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنة. إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ، تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم. ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف ؟ والصدر الشنف ؟ وملق الإماء ؟ وغمز الأعداء ؟ أو كمرعى على دمنة ؟ أو كفضة على ملحودة ؟ لا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون. أتبكون ؟ وتنتحبون ؟ إي والله ، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً. فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً. وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ؟ ومعدن الرسالة ، وسيد شباب أهلا الجنة ، وملاذ خيرتكم ، ومفزع نازلتكم ، ومنار حجتكم ، ومدرة سنتكم ؟ألا ساء ما تزرون ، وبعداً لكم وسحقاً ، فلقد خاب السعي ، وتبت الأيدي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة. وَيلكم يا أهل الكوفة ! أتدرون أيّ كبدٍ لرسولا لله فَرَيتُم ؟! وأيّ كريمةٍ له أبرزتم ؟! وأي دم له سفكتم ؟! وأيّ حرمةٍ له هتكتم ؟! لقد جئتم بها صَلعاء عَنقاء سَوداء فَقماء ، خَرقاء شَوهاء ، كطِلاع الأرض وملء السماء. أفعجبتم أن مطرت السماء دماً ، ولعذاب الآخرة أخزى ، وأنتم لا تُنصَرون. فلا يَستَخفّنكم المُهَل ، فإنّه لا يَحفِزُه البِدار ، ولا يَخافُ فَوتَ الثار ، وإنّ ربّكم لبالمرصاد ).

اللهم بحق الحسين اشف صدر الحسين بظهور المهدي عليه السلام .

 

درباره ی mohamed baqr

همچنین ببینید

السر في الابداع والنجاح والتوفيق وقطف الثمار وبقاء الاثر هو الاخلاص .

الاخلاص السر في الابداع والنجاح والتوفيق وقطف الثمار وبقاء الاثر هو الاخلاص . هذه احد ...

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *