سرخط خبرها

عقوق الوالدين

مقدمة في حقوق الاباء 

1- قال الصادق (ع) : إنّ رجلاً أتى النبي (ص) فقال : يا رسول الله ! . . أوصني ، فقال : لا تشرك بالله شيئاً ، وإن حُرّقت بالنار وعُذّبت ، إلا وقلبك مطمئنٌّ بالإيمان ، ووالديك فأطعهما وبرّهما حيين كانا أو ميتين ، وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل ، فإنّ ذلك من الإيمان .

2- سئل الصادق (ع) عن قول الله عزّ وجلّ : { وبالوالدين إحساناً } ما هذا الإحسان ؟ . . فقال (ع): أن تحسن صحبتهما ، وأن لا تكلّفهما أن يسألاك شيئاً ممّا يحتاجان إليه وإن كانا مستغنيين ، أليس يقول الله عزّ وجلّ : { لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا ممّا تحبّون } ، ثمّ قال الصادق (ع) : وأمّا قول الله عزّ وجلّ : { إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفّ ولا تنهرهما } ، قال : إن أضجراك فلا تقل لهما أُفّ ولا تنهرهما إن ضرباك ، قال : { وقل لهما قولاً كريماً } قال : إن ضرباك فقل لهما : غفر الله لكما فذلك منك قول كريم ، قال : { واخفض لهما جناح الذُّلّ من الرّحمة } .
قال : لا تمل عينيك من النظر إليهما إلاّ برحمة ورقّة ، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ، ولا يدك فوق أيديهما ولا تقدّم قُدّامهما .

3- قال الصادق (ع) : لو علم الله لفظة أوجز في ترك عقوق الوالدين من { أُفّ } لأتى به ، وفي رواية أخرى عنه (ع) قال : أدنى العقوق أُفّ ، ولو علم الله شيئاً أيسر منه وأهون منه لنهى عنه ، فالمعنى لا تؤذهما بقليلٍ ولا كثير .

4- قال الصادق (ع) : ما يمنع الرّجل منكم أن يبرّ والديه حيّين أو ميّتين : يُصلّي عنهما ، ويتصدّق عنهما ، ويحجّ عنهما ، ويصوم عنهما ، فيكون الذي صنع لهما ، وله مثل ذلك ، فيزيده الله عزّ وجلّ ببرّه وصلاته خيراً كثيراً .

5- قلت للصادق (ع) : إنّي كنت على النصرانية وإنّي أسلمت ، فقال (ع) : وأيّ شيءٍ رأيت في الإسلام ؟ . . قلت : قول الله عزّ وجلّ { ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به مَن نشاء } ، فقال (ع) : لقد هداك الله ، ثمّ قال : اللّهم اهده – ثلاثاً – سل عمّا شئت يا بنيّ ! . . فقلت : إنّ أبي وأمّي على النصرانية وأهل بيتي ، وأمّي مكفوفة البصر فأكون معهم ، وآكل في آنيتهم ؟ . . فقال : يأكلون لحم الخنزير؟ . . فقلت : لا ، ولا يمسّونه ، فقال : لا بأس ، فانظر أمّك فبرّها ، فإذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك . . كن أنت الذي تقوم بشأنها ، ولا تخبرنّ أحداً أنّك أتيتني حتّى تأتيني بمنى إن شاء الله . . فأتيته بمنى والناس حوله كأنّه معلّم صبيان ، هذا يسأله وهذا يسأله .
فلمّا قدمت الكوفة ألطفت لأمّي ، وكنت أطعمها ، وأُفلّي ( أي أخرج القمل ) ثوبها ورأسها وأخدمها ، فقالت لي : يا بنّي ! . . ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني ، فما الّذي أرى منك منذ هاجرت فدخلت في الحنيفيّة ؟ . . فقلت : رجلٌ من ولد نبيّنا أمرني بهذا ، فقالت : هذا الرجّل هو نبيٌّ ؟ . . فقلت : لا ، ولكنّه ابن نبيّ ، فقالت : يا بنيّ ! . . هذا نبيٌّ ، إنّ هذه وصايا الأنبياء ، فقلت : يا أُمّه ! . . إنّه ليس يكون بعد نبيّنا نبيّ ولكنه ابنه ، فقالت : يا بنيّ ! . . دينك خير دين اعرضه عليّ ! . . فعرضته عليها فدخلت في الإسلام وعلّمتها ، فصلّت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة ، ثم عرض لها عارض في الليل ، فقالت : يا بنيّ أعد عليّ ما علّمتني ! . . فأعدته عليها ، فأقرّت به وماتت .
فلمّا أصبحت كان المسلمون الذين غسّلوها ، وكنت أنا الذي صلّيتُ عليها ونزلتُ في قبرها

اسئلة تتعلق بعقوق الاباء .

1-السؤال: ما هو تعريفكم لعقوق الوالدين ؟

الجواب: عقوق الوالدين وهو الإساءة إليهما بأي وجه يعدّ تنكراً لجميلهما على الولد ، كما يحرم مخالفتهما فيما يوجب تأذيهما الناشىء من شفقتهما عليه.

2-السؤال: إذا اطمأن المسلم بعدم رضا والده قلبا عن سفره للخارج، من دون أن يسمع المنع من لسان أبيه، فهل يجوزله السفر إذا كان الابن يرى مصلحته في ذلك؟

الجواب: إذا كان الإحسان الى الوالد – بالحدود المشار اليها في جواب السؤال (المتقدم) يقتضي أن يكون بالقرب منه، أو كان يتأذى بسفره شفقة عليه، لزمه ترك السفر ما لم يتضرر بسببه، وإلاّ لم يلزمه ذلك.

3-السؤال: إذا أمرت الوالدة ولدها بتطليق زوجته لخلافها مع الزوجة، فهل يجب طاعتها في ذلك؟ وماذا لو قالت (أنت ولد عاق إن لم تطلق)؟

الجواب: لا تجب طاعتها في ذلك، ولا أثر للقول المذكور، نعم يلزمه التجنب عن الإساءة اليها بقول أو فعل كما تقدم.

4-السؤال: يتناقش الولد مع والده أو الأم مع بنتها في أمر حيوي يومي نقاشاً حاداً يضجر الوالدين، فهل يجوز للأولاد ذلك، وما هو الحدُّ الذي لا يجب على الولد تخطية مع والده؟

الجواب: يجوز للولد أن يناقش والديه فيما لا يعتقد بصحته من آرائهما، ولكن عليه أن يراعي الهدوء والأدب في مناقشته، فلا يحدّ النظر اليهما، ولا يرفع صوته فوق صوتهما، فضلاً عن استخدام الكلمات الخشنة.

5-السؤال: يخشى بعض الاباء على أبنائهم من أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، فهل تجب طاعتهما في ذلك، علماً بأن الابن يحتمل التأثير ولايخشى الضرر؟

الجواب: إذا وجب ذلك – بشروطه – على الابن، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

6-السؤال: نرجو من سماحتكم نصيحة الابناء حول موضوع عقوق الوالدين ؟

الجواب: أشد أنواع قطيعة الرحم عقوق الوالدين الذين أوصى الله عزّ وجلّ ببرّهم والإحسان اليهم ، قال عزّ من قاثل في كتابه الكريم:(وقضى ربك ألأ تعبدوا إلا إيَّاه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما)».
وقال الإمام (ع): «أدنى العقوق أف ، ولو علم الله عز وجلَّ شيئا أهون منه لنهى عنه ».
وقال الإمام أبو جعفر (ع): «إنّ أبي (ع) نظر الى رجل ومعه ابنه يمشي والابن متكىء على ذراع الأب ، فما كلّمه أبي مقتا حتى فارق الدنيا».
وقال الإمام جعفر الصادق (ع): «من نظر الى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة»، وغير هذه الأحاديث كثير. وفي مقابل ذلك (برُ الوالدين) فهو من أفضل القربات لله تعالى ، قال عزَّ من قائل في كتابه الكريم: (واخفض لهما جناح الذلِّ من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرا).
وروى إبراهيم بن شعيب قال: «قلت لأبي عبد الله (ع) إنَّ أبي قد كبر جدا وضعف فنحن نحمله إذا أراد الحاجة ، فقال: إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ولقِّمه بيدك فإنَّه جنُة لك غدا».
وقد ورد في الأحاديث الشريفة التأكيد على صلة الأم قبل الأب ، فعن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «جاء رجل الى النبي محمد (ص) فقال: يارسول الله من أبر؟ قال أمك ،قال: ثم من؟ قال: أمك ، قال: ثم من؟ قال أمك ، قال: ثم من؟ قال: أباك ».

7-السؤال: ما هي حدود طاعة الأب والأم؟

الجواب: الواجب على الولد تجاه أبويه أمران:
* (الأول): الإحسان اليهما، بالانفاق عليهما إن كانا محتاجين، وتأمين حوائجهما المعيشيّة، وتلبية طلباتهما، فيما يرجع الى شؤون حياتهما في حدود المتعارف والمعمول حسبما تقتضيه الفطرة السليمة، ويعدُّ تركها تنكراً لجميلهما عليه، وهو أمر يختلف سعة وضيقاً بحسب اختلاف حالهما من القوة والضعف.
* (الثاني): مصاحبتهما بالمعروف، بعدم الإساءة اليهما قولاً أو فعلاً، وان كانا ظالمين له، وفي النص: «وإن ضرباك فلا تنهرهما وقل: غفرالله لكما».
هذا فيما يرجع الى شؤونهما. وأما فيما يرجع الى شؤون الولد نفسه، مما يترتب عليه تأذي أحد أبويه فهو على قسمين:
١. أن يكون تأذيه ناشئاً من شفقته على ولده، فيحرم التصرف المؤدي اليه، سواء نهاه عنه أم لا.
٢. أن يكون تأذيه ناشئاً من اتصافه ببعض الخصال الذميمة كعدم حبه الخير لولده دنيوياً كان أم اَخروياً.
ولا أثر لتأذي الوالدين إذا كان من هذا القبييل، ولا يجب على الولد التسليم لرغباتهما من هذا النوع.
وبذلك يظهر أن إطاعة الوالدين في أوامرهما ونواهيهما الشخصية غير واجبة في حدِّ ذاتها، والله العالم.

 2,168 total views,  3 views today

درباره ی Mohammed Mahdi

همچنین ببینید

أحكام الدين

1       السؤال: توفي رجل ، وعثر في حوزته على سند مفاده أن الرجل المذكور، يطلب ...

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *