سرخط خبرها
خانه / نصوص و مقالات / المقالات فی الاخلاق / بحوث في علم الاخلاق ،تعريف الاخلاق (1)

بحوث في علم الاخلاق ،تعريف الاخلاق (1)

                                     بحوث في علم الاخلاق وفلسفتها 

تعريف الاخلاق لغة واصطلاحا  

اولا : الاخلاق في اللغة 

1 ـ قال الجوهري «والخُلْق والخُلُق بسكون اللام وضمها، السَّجِيّةُ وفلان يَتَخَلّق بغير خُلُقه أي يَتَكَلّفه» ([1]).

2 ـ وقال الفيروز ابادي: والخُلْقُ، بالضم وبضَمَّتَيْنِ: السَّجِيَّةُ والطَّبْعُ، والمُروءةُ والدينُ([2]).

3 ـ وقال صاحب لسان العرب ان الخلق: «وحَقِيقَتُه أَنَّه لصُورَةِ الأنْسانِ الباطِنَةِ وهي نَفْسُه وأوْصافُها ومعانِيها المُخْتَصَّه بها بمَنْزِلَةِ الخَلْقِ لصُورَتهِ الظاهِرَةِ وأَوْصافِها ومَعانِيها ولهما أوصافٌ حَسَنَةٌ وقَبِيحَةٌ والثوابُ والعقابُ يَتَعَلَّقانِ بأوْصافِ الصُّورَةِ الباطِنَةِ. أَكْثَرَ مِمّا يَتَعَلَّقانِ بأوْصافِ الصُّورَةِ الظّاهِرَةِ» ([3]).

ويمكننا من خلال هذه التعاريف الثلاثة بيان امور

الأول: الخُلُق يدل على الصفات الطبيعية في خِلقة الإنسان الفطرية (الصفات الكامنة في النفس البشرية).

الثاني: تدل الأخلاق أيضاً على الصفات التي اكتسبت وأصبحت كأنها خلقت مع طبيعته.

الثالث: أن للأخلاق جانبين: جانباً نفسيا باطنيا، وجانباً سلوكياً ظاهرياً.

 ثانيا : الأخلاق في الاصطلاح : ذكرت للاخلاق عدة تعاريف

1- يعرّف ابن مسكويه ([4])الأخلاق بأنها: «حال للنفس داعية لها إلى أفعالها من غير فكر ولا روية» ([5]).

وهذه الحال تنقسم إلى قسمين: منها ما يكون طبيعيّا من أصل المزاج، كالإنسان الذي يحركه أدنى شيء نحو غضب ويهيج من أقل سبب، وكالإنسان الذي يجبن من أيسر شيء، أو كالذي يفزع من أدنى صوت يطرق سمعه، أو يرتاع من خبر يسمعه، وكالذي يضحك ضحكا مفرطا من أدنى شيء يعجبه، وكالذي يغتم ويحزن من أيسر شيء يناله. ومنها ما يكون مستفادا بالعادة والتدرّب، وربما كان مبدؤه بالروية والفكر، ثم يستمر أولا فأولا حتى يصير ملكة وخلقا.

2- وقال الماوردي([6]) فقال: الأخلاق: «غرائز كامنة، تظهر بالاختيار، وتقهر بالاضطرار» ([7])

3- وقال الجرجاني([8]): «الخلق عبارة عن هيئة للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية، فإن كان الصادر عنها الأفعال الحسنة كانت الهيئة خلقا حسنا، وإن كان الصادر منها الأفعال القبيحة سمّيت الهيئة التي هي مصدر ذلك خلقا سيئا، وإنما قلنا إنه هيئة راسخة لأن من يصدر منه بذل المال على الندور بحالة عارضة لا يقال خلقه السخاء ما لم يثبت ذلك في نفسه»([9]).

4- وقال صدر الدين الشيرازي([10]): «الخلق ملكه([11])، يصدر بها عن النفس أفعال بالسهولة من غير تقدم رويه»([12]).

 5- وذهب الجاحظ إلى أن: (الخُلُق هو حال النفس، بها يفعل الإنسان أفعاله بلا روية ولا اختيار، والخلق قد يكون في بعض الناس غريزة وطبعاً، وفي بعضهم لا يكون إلا بالرياضة والاجتهاد، كالسخاء قد يوجد في كثير من الناس من غير رياضة ولا تعمل، وكالشجاعة والحلم والعفة والعدل وغير ذلك من الأخلاق المحمودة)([13]).

_______________________________________

([1]) الصحاح: الجوهري، ج4، ص1471.

([2]) القاموس المحيط، الفيروز ابادي، ج3، ص229.

([3]) لسان العرب: ابن منظور، ج10، ص86.

([4]) أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب الخازن الرازي الأصل الأصبهاني المسكن الملقب مسكويه والملقب بالمعلم الثالث توفي في 9 صفر سنة 421 هـ حكاه ياقوت في معجم الأدباء عن يحيى بن منده وكانت وفاته بأصبهان وقبره بها معروف مشهور.

([5]) تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق، ابن مسكويه، ص115.

([6]) الماوردي (364 ـ 450 ه‍ = 974 ـ 1058 م) علي بن محمد حبيب، أبو الحسن الماوردي: أقضى قضاة عصره. من العلماء الباحثين، أصحاب التصانيف الكثيرة النافعة. ولد في البصرة، وانتقل إلى بغداد. وولي القضاء في بلدان كثيرة، ثم جعل (أقضى القضاة) في أيام القائم بأمر الله العباسي. الأعلام: خير الدين الزركلي، ج4، ص327 ـ 328.

([7]) تسهيل النظر وتعجيل الظفر في أخلاق الملك: أبو الحسن علي بن محمد الماوردي، ص2.

([8]) ولد المحقق الشريف المير سيد علي بن محمد بن علي الحسيني الحنفي الاسترآبادي سنة 740 هـ بجرجان، كان متكلما بارعا عجيب التصرف كثير التحقيق ماهرا في الحكمة والعربية صاحب المصنفات والحواشي والشروح المعروفة، توفي السيد الشريف في شيراز سنة 816، حكي انه لما قرب ارتحاله قال له ابنه يا أبت أوصني بوصية فقال بابا بحال خودباش اي عليك نفسك. عن (الكنى والألقاب ـ الشيخ عباس القمي ـ ج2 ـ ص358 ـ 361)

([9]) التعريفات: الجرجاني، ص83.

([10]) ولد صدر الدين الشيرازي 979 هـ، وتوفي سنة 1050 هـ، وهو اول فيلسوف قام بترتيب المسائل الفلسفية وجعلها كالرياضيات بعد ان كانت مبعثرة قرونا متمادية.

([11]) الملكة، كيفية نفسانية بطيئة الزوال، والحال كيفية نفسانية سريعة الزوال.

([12]) الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة: صدر الدين محمد الشيرازي، ج1، ص114.

([13]) تهذيب الأخلاق: الجاحظ، ص12.

درباره ی mohamed baqr

پاسخی بگذارید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *