حكم التدخين ، السيكاير ، عند بعض الفقهاء .

            حكم التدخين

يمكن القول ان التدخين من الخبائث لانه ثبت علميا ان التدخين مضر بالصحة بشكل كبير جدا فيدخل تحت  قوله تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) ^([1]).

قال مكارم الشيرازي : مع غض النظر عن كل ذلك فإنّ القاعدة الاصولية المسلمة «كل ما حكم به العقل حكم به الشرع» لا تبقي شكاً في حرمة تدخين السجائر و غيرها من أنواع التدخين في عصرنا الحاضر حيث ثبت لدى العلماء الاضرار الوخيمة المترتبة عليها، و فتوى جميع المراجع بحرمة المواد المخدرة تستوحي مقوماتها من هذا المعنى‌ ^([2]).

يقول المطهري رحمه الله: ( لو أثبت العلم، أن التدخين واقعاً له ضرر ومفسدة، وأنه أساساً ينقص عمر الإنسان ويسبِّب تلفاً، إذ نحن نعلم أن الإسلام لا يسمح بالإتلاف مثلاً واقعاً يسبِّب تلفاً في الرئة، فضلاً عن أن يثبت أنه مثلاً منشأ للسرطان أيضاً، فإذا اكتشفت هذه المفسدة هنا، فالمجتهد بحكم ما يمتلكه من معرفة بنظام التقنين الإسلامي، وأنه يعلم أن الإسلام لا يسمح بالشيء الذي فيه ضرر، فيفتي بحكم العقل بأنه حرام) ^([3]).

قال السيد محمد حسين فضل الله  “ونحن مثلاً نرى حرمة التدخين لأنه مضرّ، وكلّ ما يضرّ البدن هو حرام، وهناك علماء كثيرون لا يرون ذلك، لأنهم يرون الضّرر المحرّم هو الضّرر الذي يؤدّي إلى التهلكة. وهناك بعض الناس ممن اعتاد على التّدخين، بحسب زعمه، وهو لا يستطيع تركه وهو يقلّدنا، لكنّ هناك العديد من المسائل الحسّاسة الّتي لا أجوِّز فيها التّبعيض، حتى لا يتحوّل التّبعيض من رخصة إلى لعبة تنتهك بها حرمة الفتوى”. ^([4]).

قال السيد الخوئي : إذا تأكد بواسطة المصادر الطبية الموثوقة أن شرب الدخان عامل قوي أو من أقوى العوامل في الإصابة بأمراض خطيرة مثل سرطان الرئة أو الجلطة القلبية و الدماغية فهل يوجب ذلك حرمة التدخين ابتداء أو استدامة؟

الخوئي:لا يوجب الحرمة. ^([5]).

وقال سعيد الحكيم : ما هو الحكم الشرعي للتدخين؟

ــ لا يحرم إلا أن يكون مضراً ضرراً يخشى منه الهلاك وكذا إذا خشي منه تلف عضو كالعين على الاحوط وجوباً ^([6]).

وقال السيد كمال الحيدري : التدخين بشكل عام مضر بالصحة كما يقول المختصون، وربما يفضي للإصابة بحالات مرضية خطيرة، ومع ثبوت ذلك جزماً فلا إشكال في حرمته، ومع عدم ثبوت ذلك، فيجوز له على كراهة. ولا إشكال في فتح مقهى وتقديم السجائر أو الناركيلة، نعم إذا ثبت وجود ضرر أثر التدخين، فالحرمة على من ثبت الضرر بحقه^([7]).

وقال السيد السسيستاني : ما هو حكم التدخين بالنسبة إلى :

١- المبتديء؟

٢- المعتاد عليه ؟

الجواب: ١- يحرم التدخين على المبتديء إذا كان يلحق به ضرراً بليغاً ، ولو في المستقبل ، سواء أكان الضرر البليغ أو مظنوناً أو محتملاً بدرجة يصدق معه الخوف عند العقلاء ، وأما مع الامن من الضرر البليغ ولو من جهة عدم الاكثار منه فلا بأس به.

٢- للمعتاد على التدخين إذا كان الاستمرار عليه يلحق به ضرراً بليغاً – على ما مرّ – لزمه الاقلاع ، إلاّ إذا كان يتضرّر بتركه ضرراً مماثلاً لضرر الاستمرار عليه ، أو أشدّ من ذلك الضرر ، أو كان يجد حرجاً كبيراً في الاقلاع عنه بحدّ لا يتحمّل عادة^([8]).

وقال السيد الخامنئي : هل يجوز بيع وشراء التبغ وتدخينه ؟

ج : لا بأس في بيع وشراء واستعمال التبغ في نفسه ، وأما إذا كان فيه ضرر معتنى به على الشخص فلا يجوز له شربه ولا شراؤه لذلك^([9]). هل يحرم التدخين ابتداء ؟ وهل يحرم إذا ترك المدخن التدخين مدة أسبوع أو أكثر ثم عاد إلى التدخين مجددا ؟ ج : يختلف الحكم باختلاف مراتب الضرر المترتب عليه .

_______________________________

([1]) سورة الاعراف : الاية 157 .

([2])الفتاوي الجديدة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 3  صفحة : 152

([3]) الشهيد مطهري، (إنّ الدّين عند الله الإسلام)، ص: 151 .

([4])[بيّنات، فكر وثقافة، مسائل فقهيّة، 182

([5])فقه الاعذار الشرعيه و المسايل الطبية المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 284

([6]) الفتاوى/ أسئلة وأجوبة المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 337

([7])http://alhaydari.com/ar/2012/08/30550/

([8])https://www.sistani.org/arabic/qa/0400/

([9]) أجوبة الاستفتاءات ، السيد الخامنئي ، الجزء : 2 ، ص109 .

 7,355 total views,  3 views today